هل ينهي اتفاق الرياض - طهران شلال الدم النازف في اليمن؟

إيران - فيما اعتبر مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية اللواء يحيى رحيم صفوي أن الاتفاق الإيراني السعودي زلزال بالساحة السياسية، وينهي السلطة الأميركية بالمنطقة، قال محللون أن نجاحه سينعكس إيجابا على الحرب الدائرة في اليمن، والتي حصدت أرواح عشرات الالاف.اضافة اعلان
وقال صفوي إن هذا الاتفاق الذي تم بوساطة الصين هو الضربة الصينية الثانية للولايات المتحدة، معتبرا أنه بداية مرحلة ما بعد الولايات المتحدة بالشرق الأوسط.
وأضاف أن ما ستشهده المنطقة بعد الاتفاق الإيراني السعودي سيكون مختلفا، مؤكدا أنه لصالح البلدين ومنطقة غرب آسيا وليس ضد أي دولة في المنطقة.
وكان البلدان أعلنا الجمعة الماضية استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين، وذلك عقب مباحثات برعاية صينية في بكين، بحسب بيان مشترك للبلدان الثلاثة.
وجاء هذا الاتفاق عقب استضافة بكين خلال الشهر الحالي مباحثات سعودية إيرانية "استجابة لمبادرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، وبالاتفاق مع قيادتي المملكة والجمهورية الإيرانية ورغبة منهما في حل الخلافات" وفق بيان ثلاثي مشترك.
وبشأن ملف الحرب في اليمن وما تعنيه عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران على مسارها المتواصل منذ العام 2014، يقول المحلل السياسي السعودي، عبدالله الرفاعي، إن هذا "التقارب السعودي-الإيراني قد يؤثر على جميع الملفات، التي تشكل بؤر توتر في العلاقات"، مضيفا أن من أهم هذه الملفات التي سيطالها التأثير "الملف اليمني".
وقال مستشار الأمن الوطني السعودي، العيبان أن ما تم التوصل إليه مبعث أمل بمواصلة الحوار البناء، وفقا للمرتكزات والأسس التي تضمنها الاتفاق.
من جانبها رحبت الحكومة اليمنية بالاتفاق مؤكدة على إيمانها بـ"الحوار وحل الخلافات بالطرق الدبلوماسية والوسائل السلمية".
وقالت الحكومة اليمنية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" إن "موقفها يعتمد على أساس الأفعال والممارسات لا الأقوال، والادعاءات، ولذلك ستستمر في التعامل الحذر تجاه النظام الإيراني حتى ترى تغيرا حقيقيا في سلوكه، وسياساته في بلادنا والمنطقة".
وأضافت أنها تأمل أن يشكل الاتفاق بين الرياض وطهران إلى مرحلة "جديدة من العلاقات في المنطقة، بدءا بكف إيران عن التدخل في الشؤون اليمنية، وألا تكون موافقتها على هذا الاتفاق نتيجة للأوضاع الداخلية والضغوط الدولية التي تواجه النظام الإيراني".
بدورها رحبت جماعة الحوثي في اليمن وحزب الله اللبناني المدعومين من إيران بالاتفاق، الجمعة.
وقال كبير مفاوضي جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، محمد عبد السلام: "المنطقة بحاجة إلى استئناف العلاقات الطبيعية بين دولها حتى تستعيد الأمة الإسلامية أمنها المفقود نتيجة التدخل الأجنبي".
الإعلامي اليمني، مدير قسم البرامج السياسية في قناة المسيرة التابعة للحوثيين، حميد رزق، اعتبر أن عودة العلاقات بين الرياض وطهران "خطوة مرحب بها، وهي الأصل في العلاقات بين الدول العربية والإسلامية".
وقالت الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، سينزيا بيانكو، إن الرياض كانت تسعى للحصول على ضمانات أمنية من الإيرانيين، وهو ما قد يكون توافر من خلال إعادة تفعيل الاتفاقية الأمنية لعام 2001.
وأضافت أن إيران ربما استجابت أيضا بشكل إيجابي لدعوات الرياض لها "لدفع الحوثيين نحو توقيع اتفاقية سلام مع السعودية.
وتابعت بيانكو "إذا تمت تسوية هاتين المسألتين فأنا على ثقة في الاتفاق ومشاعري إيجابية تجاهه".
نبيل البكيري، باحث يمني يرى أن "هذا الاتفاق له تأثير كبير على ملف الحرب والأزمة في اليمن، سلبا وإيجابا، سلبا في أنه سيضع حلول الأزمة اليمنية رهينة هذين الطرفين الإقليميين، وإيجابيا أنه قد يخفف التوتر ويسمح لليمنيين باستعادة أنفاسهم والذهاب لحلحلة مشاكلهم البينية والكثيرة".
ويرى الخبير في معهد الدول العربية في واشنطن، حسين إبيش، أنه "من المحتمل جدا أن تلتزم طهران بالضغط على حلفائها في اليمن ليكونوا أكثر استعدادا لإنهاء الصراع في ذلك البلد، لكننا لا نعرف حتى الآن ما هي التفاهمات التي تم التوصل إليها في الكواليس".-(وكالات)