"هوس" العمل.. هل يؤثر على الإنتاجية ويغيب الحافز؟

"هوس" العمل.. هل يؤثر على الإنتاجية ويغيب الحافز؟
"هوس" العمل.. هل يؤثر على الإنتاجية ويغيب الحافز؟
ترجمة: أفنان أبو عريضة عمان – مع دخولنا العام 2022، بدأ العديد من الموظفين بكتابة الروزنامة السنوية من مواعيد واجتماعات قادمة واستئناف الأعمال المتراكمة.. لكن لماذا نفعل ذلك بأنفسنا؟ ما الذي يدفعنا إلى الرغبة في الانشغال الدائم، حتى وإن كان ذلك متعب لقدراتنا الذهنية وصحتنا العامة؟ يشرح الباحثون إيوانا لوبو ويوناس بوكا مصطلح “هوس العمل”، ومرور الموظفين بهذه التجربة.

تحكم المؤسسات بوقت العمل

محاولة المديرين تشجيع موظفيهم على العمل ليست جديدة، وكذلك استخدام استراتيجيات محددة لتحقيق أهداف المؤسسة، وإدارة أداء الموظفين وانضباطهم في اتباع تعليمات العمل بعدد الساعات وتنظيم الوقت.

دراسة في الانغماس في العمل

في دراسة لإحدى المقابلات مع الموظفين التي قامت بالتركيز على كيفية تنظيم المشاركين نشاطاتهم اليومية، عبر 300 تقرير أسبوعي ورصد ميداني وبيانات مؤرشفة كملفات داخلية تابعة لأقسام شؤون الموظفين في الشركات، استطاع الباحثون بناء مجموعة من البيانات فيما يخص تجربة الموظفين وطرق تأقلمهم مع بيئات العمل. المشاركون في المقابلات كانوا موظفين في شركة محاسبة عالمية وشركة محاماة، وكلتاهما تشكلان بيئة عمل سريعة الوتيرة وطويلة وواجبات كثيرة وأنظمة الأجور بالساعة هي السائدة. يشارك الموظفون تجاربهم المهنية والشخصية، وكيفية تأقلمهم مع الأوقات المحدودة وكيف كان شعورهم في فترات العمل سريعة الوتيرة والمريحة والعوامل التي تؤثر على درجات التوتر لديهم.

هوس العمل هو نتيجة أنظمة المؤسسات

هوس العمل والانشغال الدائم كانتا ظاهرتين متجددتين في نتائج الدراسة. وكان هناك نمط مثير للحيرة، وعبر المشاركون عن عدم رضاهم عن غياب التوازن لديهم بين العمل والحياة الاجتماعية، إلا أنهم يفضلون فترات العمل سريعة الوتيرة على الهادئة. نظام التوقيت يشير إلى كيفية تنظيم الموظفين لأعمالهم. هذا النظام يحدد أيضا كيفية أداء المهام اليومية ومواعيد إتمامها. في العادة يقوم الموظفون بالدفاع عن هذا النظام لأنهم يجدون فيه كفاءة عالية، فعند قيامهم بمهام عدة لساعات عمل أكثر، حينها يحصلون على عائد أكبر. عند ربط ساعات العمل بالعائد المالي، يقوم الناس بالعمل بشكل أسرع لإتمام أكبر كمية ممكنة من المهام. مما يجعل الموظفين يركزون اهتمامهم على القيمة اللحظية للعمل بدلاً من الآثار طويلة الأمد. هذا يشجع الموظفين ويشعرهم بالطاقة والإنتاجية والتحكم في مسار عملهم – ولكن هذا النظام مليء بالعيوب ويؤدي في النهاية إلى إجهاد الموظف عبر دفع نفسه للعمل بشكل أسرع (سواء من خلال استهلاك الكافيين أو منبهات أخرى)، فهو يقوم بالتركيز على الزمن الحالي ويستمر بإقناع نفسه أن هذا الانهاك مؤقت، لذا يستمر دون توقف.

ماذا يمكننا أن نتعلم من هوس العمل؟

مع أن هوس العمل من شأنه أن يؤدي إلى مشاعر إيجابية وإنتاجية عالية على المدى القصير، لكنه يؤدي مستقبلاً إلى الإنهاك وتقليل الإنتاجية والحافز، ويسبب تضارباً بين العمل والحياة الاجتماعية. ومع ذلك سوف يستمر الموظفون في ملاحقة العمل باستمرار. وكما أشارت الدراسة فإن الكثيرين يبحثون عن الانشغال الدائم. ولأن العمل لا ينتهي، فإنهم ينتهون بالإجهاد والاستنزاف.

اقرأ المزيد:

اضافة اعلان