أسرة سناء تبدأ يومها بالجوع وتنهيه في المستشفيات

طفلتا عائلة أم فاطمة، فاطمة وآية في منزلهما الذي يخلو من متطلبات الحياة الكريمة  -(الغد)
طفلتا عائلة أم فاطمة، فاطمة وآية في منزلهما الذي يخلو من متطلبات الحياة الكريمة -(الغد)

حسين كريشان

معان - تجلس الثلاثينية "سناء صالح" وسط منزلها الفقير في أحد الأحياء السكنية بمدينة معان، ينسحب النور من عينيها شيئاً فشيئاً كما انسحب الأمل تماماً من حياتها وحياة أسرتها وهي تئن بين اللحظة والأخرى بدموع حزينة، لتصبح أسيرة لشباك الديون المتراكمة، فيما مستقبل مظلم يتربص بها.اضافة اعلان
تقول سناء إن أسرتها تسكن في بيت مستأجر مكون من غرفتين تفتقران لكل مظاهر العيش الكريم، يجاورهما ما يشبه مطبخا يضم أواني متهالكة هي كل ما تملك الأسرة المكونة من 5 أفراد، ومع ذلك تعتبره ملجأها ومأواها وسترا لمعاناتها.
وتضيف والدموع تترقرق في عينيها، "أوشكت على فقدان البصر"، محملة ضيق ذات اليد أسباب تردي صحتها وعدم تلقيها العلاج المناسب، ما سبب لها مضاعفات في عينها اليمنى التي بدأت تضعف، بعد أن فقدت البصر في العين الأخرى، ما أثار مخاوفها من عدم القدرة على خدمة الأطفال والعناية بهم.
ولا تعتبر سناء أن الفقر والجوع والمرض هما فقط ما ينغص حياة عائلتها التي أصبحت في مهب الريح ومهددة بالطرد من منزلها، بعد أن تراكمت عليها الديون وأجرة المنزل  غير المدفوعة، حيث تم فصل التيار الكهربائي والمياه عن منزلها بسبب تراكم الفواتير المستحقة وعدم تسديدها.
وتضيف أن الأسرة تتجرع  مرارة الدين لتوفير أبسط الضروريات من مأكل ومشرب وملبس، بعد أن رفضت المحلات التجارية استمرار بيعهم بالدين بسبب عجزهم عن الوفاء بمبالغ متفرقة، وتابعت قائلة "نحن بالكاد نجد خبز يومنا، فمن أين سآتي بالمبالغ المستحقة"، معربة عن خشيتها  من أن يكون الشارع مصيرا لأسرتها، لا سيما أن زوجها لا يملك من حطام الدنيا أي شيء، فيما أبواب العمل موصدة بوجهه.
وتشير إلى أن ظروف الحياة تكالبت عليهم وأعياهم الفقر وضيق ذات الحال، ليحيل حياتها وحياة زوجها وأبنائها إلى جحيم يومي يبدأ بالجوع وينتهي عند المستشفى، لافتة إلى أن ما زاد من جحيم حياة العائلة برودة الشتاء الماضي الذي لم يرحم ضعفهم فاستوطن أجسادهم الهزيلة التي لم تكتس إلا بالثياب البالية لعدم توفير ثمن محروقات لتدفئة الأسرة.
وتناشد سناء وأفراد أسرتها وهم يتضرعون إلى الله العلي القدير، أصحاب القلوب الرحيمة مد يد العون والمساعدة لانتشالهم من براثن الفقر والحرمان، وتأمين الحد الأدنى من معالجتها، إضافة إلى تلبية ضروريات الحياة من ملبس ومأكل ومشرب.