أفلام "القاهرة السينمائي 44" تصور الواقع العربي

9879+
9879+

الدوحة- كشفت الأفلام العربية المشاركة في الدورة الـ44 لمهرجان القاهرة السينمائي عن الأزمات السياسية التي تشغل السينمائيين في العالم العربي عبر قصصها وقضاياها.اضافة اعلان
وقدمت الشاشات الثمانية للمهرجان هذه الأفلام في استعراض بانورامي للهم الشعبي والسياسي من المحيط إلى الخليج.
وشملت البرامج المختلفة لعروض المهرجان 97 فيلما روائيا طويلا و18 فيلما قصيرا و10 أفلام كلاسيكية قديمة من 52 دولة في العالم.
وكان المهرجان الذي افتتح مساء 13 من تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي ويختتم فعالياته اليوم، قد عرض فيلم "عائلة فيبلمان" (The Fabelmans) للمخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ، ويستعرض خلاله جزءا من طفولته وصباه وكيف بدأ حلمه بالعمل في السينما، وكيف حققه.
وجاءت أغلب الأفلام العربية لتعبر عن انشغالات المبدع العربي بأزمات مجتمعه، وغلب عليها الطابع السياسي، ما منحها فرصة لتأمل الأثر الاجتماعي للأزمات والقضايا السياسية كبديل للطابع التقريري الإخباري في الصحافة.
حقيقة سينمائية
وقد استقبل جمهور المهرجان الفيلم الفلسطيني "علم" للمخرج فراس خوري بحفاوة كبيرة، وهو يعرض المأساة الفلسطينية من خلال حياة 5 مراهقين فلسطينيين من عرب الداخل يحاولون تقييم المخاطر التي يواجهونها عند نضالهم البسيط في محاولات الاستعاضة عن علم مدرستهم الإسرائيلي بالعلم الفلسطيني.
ويعيد الفيلم الحديث عن مأساة الوضع الفلسطيني الذي يتغافل عنه العالم، حيث يستعرض رؤى مجموعة أصدقاء، وبينهم المؤمن تماما بقضيته، والمضطرب نسبيا تجاه المشاركة السياسية خوفا من مصير الاعتقال. وتتحرك الأحداث جذريا نحو النضال السياسي الذي لا مفر منه للجميع.
ومن دون بكائيات، يعطي الفيلم درسا واضحا للأجيال الجديدة بأنه لا مفر من مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومحاولات الانتصار عليه، ومهما كانت الأشياء التي يحارب الفلسطيني من أجلها؛ فهي تستحق النضال ضد أعداءهم في إسرائيل.
سباحتان
وجاء الفيلم السوري "سباحتان" للمخرجة الإنجليزية من أصل مصري سالي الحسيني، التي استغرقت 10 أعوام لتنتهي من صنعه، ليحكي قصة حقيقية حول الشابتين السوريتين سارة ويسرى اللتين تخوضان رحلة خطيرة عبر السباحة بين تركيا واليونان وبلغاريا وصربيا والمجر والنمسا وألمانيا حتى تصلا إلى أولمبياد "ريو دي جانيرو" بالأرجنتين، بينما يستمر الدمار الذي سببته الحرب المستمرة في سورية.
وتشهد الرحلة صعوبات أخرى، حيث يتعطل بهما المركب فتضطر الفتاتان للسباحة وجر المركب بمن عليه من مهاجرين.
ويأتي فيلم "الطيور هاجرت من بيروت" الوثائقي القصير للمخرج اللبناني فريد زعرور، الذي يحكي قصة إحدى ضحايا انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب(أغسطس) 2020، ويستخدم الفيلم القصة لإعادة رواية المأساة السياسية في لبنان التي تسببت فيها الحرب الأهلية.
واستخدم الفيلم القالب التسجيلي ليحكي مباشرة أكثر من غيره كيف تحولت لبنان إلى بلد عاجز عن التنمية بسبب تدخلات خارجية.
وجاء المخرج اللبناني علي شري من الشمال ليحمل الهم السوداني بعد أن وقع في غرام النيل، ويقدم فيلمَ "السد" المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان.
و"السد"، فيلم يحكي قصة حياة "ماهر" أحد العمال البسطاء في مصنع للطوب على ضفاف النيل بالسودان، إذ يتسلل ليلا للصحراء ليؤسس بناء غامضا يراه وحده.
في فيلم "العائلة" للمخرج الجزائري الكبير مرزاق علواش، تتركز القصة حول محاولات وزير سابق للهروب من البلاد أثناء الحراك الشعبي الجزائري، بينما يشتعل الخلاف بين أفراد أسرته.
ويتناول فيلم "نرجعلك" للمخرج ياسين البرديسي أزمة الواقع التونسي السياسية من خلال رصد مجموعة من الشباب لأرشيف مطرب تونسي منسي من الذاكرة. وأثناء البحث والمشاهدة نشاهد كيف انزلقت تونس لأزمات حادة بسبب الفساد الحكومي المدمر.
ويقدم الفيلم التونسي مساحة صراع بين الأجيال في النهاية؛ كبار السن أمام الشباب في مواجهة مباشرة للمعرفة.-(الجزيرة نت)