إعلانات رمضان

في الثقافة العربية الإسلامية، يرتبط شهر رمضان بالعبادة والاجتماعات العائلية والولائم والإنتاج التلفزيوني التاريخي والدرامي المنوع؛ حيث يقبل المشاهد على متابعة البرامج وتحرص المحطات على استمالة المشاهدين بشتى الوسائل بما في ذلك الجوائز والمسابقات ونوعية المسلسلات التي تقدمها والأوقات التي تختارها للعرض.

اضافة اعلان

في السنوات الأخيرة، ومع احتدام المنافسة بين القنوات التي تشغل الفضاء الإعلامي، أصبح الإعلان التلفزيوني أحد أهم المتغيرات التي تحدد نوعية المسلسلات وشهرة ورواج القناة وحجم المشاهدة في معادلة شديدة التداخل والتعقيد، الأمر الذي جعل المخططين والمعلنين والمنتجين يعملون معا لفترات طويلة ليحددوا المنتج الدرامي والمساحات الإعلانية وصياغة الرسائل التي يجري تضمينها للأعمال بعناية فائقة وضمن أطر ومواقيت تضمن تحقيق العائدات المالية المرجوة من الإعلان.

بالرغم من أن نصيب التلفزيونات الأردنية من عوائد الإعلانات بقي متواضعا لأسباب يصعب حصرها، إلا أن الكثير من المحطات العربية والعالمية تحظى بنصيب الأسد مما يتم إنفاقه على الإعلان من قبل الشركات المحلية والإقليمية والعالمية. شركات مهمة تخصص ما يزيد على ثلث موازناتها الإعلانية لشهر رمضان وينسحب الحال على العديد من شركات السياحة وتجارة السيارات وتصنيع الأثاث والأجهزة الإلكترونية والتجميل.

في الكثير من الحالات، تظهر الإعلانات التلفزيونية بمستوى فني يأسر الألباب وبصورة تجعل المشاهد متعلقا بالإعلان ومتابعا له بدرجة تفوق متابعته العمل الدرامي الذي يأتي الإعلان كأحد فواصله. في إحدى السنوات كنت حريصا على متابعة أحد المسلسلات لأشاهد الإعلان الذي شارك فيه العشرات من نجوم الدراما العربية في تظاهرة يزيد فيها عدد النجوم على أعداد المشاركين في المسلسلات الرمضانية كافة لذلك العام.

المصريون واللبنانيون وحتى الخليجيون يقدمون مواد إعلانية أكثر إقناعا وجاذبية مما يتم إنتاجه محليا. المنتجات الإعلانية الأردنية تبدو بدائية في مضمونها وشكلها، مما يفقدها عناصر الجاذبية والتسلية والتأثير. فوقوف ممثل أمام منتجات كهربائية وإعادة اسم المنتج بلهجته لا يخلق الارتباط الذهني بين السلعة والحالة الوجدانية التي يكون فيها الفرد مستمتعا بالمشهد الذي أحب. وتكرار اسم البنك والدعوة للادخار فيه لا يغيران كثيرا في سلوك الفرد وعلاقته بالمؤسسة المعلنة.

الجوائز التي تقدمها البنوك والشركات والمؤسسات العقارية هي الوسيلة الإعلانية الأكثر استخداما من قبل المؤسسات والشركات الصناعية والتجارية والمصرفية والعقارية الأردنية. وفي الحالات التي يتاح للشركات فسح إعلانية فإنها تستسهل إظهار السخاء والكرم في منح الجوائز بدلا من إظهار ميزات وخصائص المنتج أو الخدمة التي توفرها.

ثقافة اليانصيب تهيمن على السوق الإعلاني لدرجة أن بعض المعلنين يدعون الزبائن للتعامل مع مؤسستهم ليربحوا جوائز بالقول "كما لو أنها مضمونة". الكثير من بنوكنا تمنح جوائز يومية وأسبوعية وشهرية محاولة استدراج المودعين من خلال الجوائز العشوائية وليس من خلال ميزات الأمان والعائد والتسهيلات التي تتنافس البنوك العالمية على إبرازها للعملاء.