الجدة ملاذ آمن للأبناء ومساعد تربوي للأمهات في الغربة

الدوحة- يجتهد الآباء والأمهات في تمرير قواعد احترام الأبوين وما هو مسموح وممنوع، لكن ربما لا يتوفر في الغربة نموذج "التربية القدوة"، التي يأخذ منها الأبناء ما يأخذون ويتركون ما لا يحتملون. اضافة اعلان
من ناحية أخرى، تمثل الجدات ملاذا آمنا للأطفال حينما تغضب الأمهات أو تنفعل، هنا يلجأ الأحفاد لجداتهم طالبين التدخل لحمايتهم أو التوسط للموافقة على طلباتهم.
تقول أميرة (30 عاما) "حينما جاءت أمي لزيارتي في الدولة التي أعيش فيها أنا وأولادي وزوجي، شعرت بأنني أفتقد الكثير بسبب عدم وجود أبوي حولي".
توضح أميرة قائلة "كانت أمي تنصح أبنائي دائما بأهمية الاستماع لي، لأنهم لن يجدوا شخصا آخر يخاف عليهم مثلي. كانت تقول لابنتي إنها يجب أن تساعدني في المنزل، ويجب أن يكون لها دور فعال في الأسرة كأن تصادق أختها الأصغر، ولا تعتمد علي في كل شيء"، تقول أميرة، "حينما جاءت النصائح هذه المرة من مصدر محايد كان الأمر مختلفا تماما، فقد استمع الأبناء وشعروا بأهمية ما يقال".
الملاذ الآمن
يتقبل الأبناء من الجدة ما لا يتقبلونه من غيرها، ومن خلالها يمكن تمرير كثير من المفاهيم والقواعد التربوية، إذ تقول دعاء (40 عاما) "حينما عدت من السفر، ظل ابني الكبير -9 سنوات- يصر على أن اتصل بجدته ليحادثها ويشكوني إليها كلما اختلفنا في الرأي".
وتضيف "أثناء إقامتي مع أهلي أثناء إجازتي، كانت والدتي تدلل تارة وتنصح تارة أخرى، وكلما ضايقته كانت أمي تدافع عنه بنهري عن معاملته بهذا الشكل فقد كبر ويجب أن أحترم رغباته".
أحيانا يكون للجدات وجهة نظر أعمق في مشاهداتها اليومية لكيفية تربية ابنتها لأحفادها. وهذا ما توافق عليه بشدة سميرة (38 عاما) التي تعيش في إحدى الدول العربية بعيدا عن أهلها.
أهمية الجدات
بصرف النظر عن شكوى بعض الآباء من تدخل الجدات الزائد في تربية أبنائهم، فإن العديد من الدراسات تؤكد أهمية مشاركة الجدات في عملية التربية، فقد أظهرت دراسة قامت بها البروفيسورة آن بوكانان من جامعة أوكسفورد، وشملت أكثر من 1500 طفل، أن أولئك الذين يشارك جدودهم في تربيتهم بشكل كبير، لديهم مشاكل عاطفية وسلوكية أقل. كما أظهرت الأبحاث أن مشاركة الجدود في تربية الأحفاد يزيد من رفاهية الأطفال.
كما أظهرت دراسة لعالمة نفس الأطفال، بولجان فلاندر العام 2004 أن الارتباط العاطفي للأحفاد بجدودهم يحتل المرتبة الثانية بعد ارتباطهم بوالديهم، باعتبارهم الأقوى في علاقتهم العاطفية بالأطفال. -(الجزيرة نت)