الشكر بين الأزواج.. يعزز الشعور بالمحبة والألفة والتقدير

منى أبوحمور

عمان- الاحترام والتقدير وقود نجاح العلاقة الزوجية، كما يشير خبراء في العلاقات الأسرية، فتقديم الأزواج الشكر والثناء كل منهما للآخر يكفل علاقة زوجية صحية وحياة أسرية تقوم على الود والمحبة والاحترام.اضافة اعلان
الخمسيني خالد الحياري، يجد أن سماعه كلمة "شكرا" في نهاية اليوم بعد عودته من العمل محملا يديه بطلبات البيت والأولاد ينسيه شقاء اليوم وعناء العمل، يقول "عندما يشعر معك أقرب الناس ويقدرون ما تفعله حتى وإن كان من واجبي، فذلك يجعل للحياة طعما آخر"، مبينا أنه اعتمد من زوجته الشكر والثناء على أقل عمل يقوم به حتى عند دفعه فواتير الكهرباء والماء.
ولأن الحياة العصرية تسبب توترا كبيرا على كلا الزوجين، خصوصا في ظل ضيق الوقت والظروف الاقتصادية الصعبة، فذلك يتطلب من كلا الطرفين تقدير تعب الآخر.
الاستشاري الأسري رئيس جمعية العفاف، مفيد سرحان، يرى أن الكلمة الطيبة لها وقع كبير وطيب بين الناس، فالعلاقة الزوجية تقوم على أسس واضحة ومحددة، تبدأ من الاختيار، بحيث يأتي اختيار الطرف الآخر على أسس واضحة.
يقول "القبول المتبادل والرضا هما مدخل التعامل المستقبلي بين الزوجين"، متابعا أن من أهداف الزواج تحقيق المودة والسكينة والرحمة بين الزوجين، وحتى يتحقق ذلك يجب وجود مقومات مادية في التعامل معه والكلمة الطيبة ومنها تقديم الشكر للآخر وإن كان على تصرف يعتقد الآخر أنه من واجباته.
ويؤكد سرحان أن كلمة الشكر والعرفان تعزز الشعور بالمحبة والألفة والتقدير بين الزوجين، فقد يكون الشكر بالتعبير اللفظي كأن يقول للآخر "شكرا" أو بتعبير آخر والنظرة الحانية وتقديم هدية وإن كانت رمزية أو المغادرة لتقديم خدمة للآخر وغيرها من الأشكال التي من شأنها أن تحقق الرابطة بين الزوجين وإن كان البعض للأسف لا يعير مثل هذه الأمور اهتماما ظنا منه أن الطرف الآخر يقوم بواجباته ويؤدي أمورا مفروضة عليه، وهذا مفهوم خاطئ، فالإنسان يحب المكافأة والإعجاب والثناء، وهذه طبيعة النفس البشرية.
في حين أن تذكير زوج الثلاثينية هيام حسن أن ما تقوم به دائما هو تحصيل حاصل وضمن مهامها اليومية يتسبب بالعديد من المشاحنات بينها وبين زوجها ويشعرها بالإحباط.
"لم يتوجه لي يوما بالشكر عن أي عمل قمت به تجاهه أو تجاه عائلته، بالرغم من أنني امرأة عاملة ولا يوجد لدي الكثير من الوقت في يومي"، متابعة "في كل مرة يقول لها إن هذا واجبك، هذا حقي وحق عائلتي عليك، وأكثر ما يثير جنونها ترديده الدائم "كل نسوان الدنيا بتعملوا اللي بتعمليه"، سعيا منه لتقليل شأن كل ما أقوم به من جهد وتبريرا لعدم تقديره لتعبي".
ويوافقها في ذلك الأربعيني علي الذي يجد أن من حق الزوج الذي يكد في عمله ليوفر الحياة الكريمة لأسرته رغم صعوبة ذلك على نفسه أن تشكره زوجته، فبامتنانها له بهذه الكلمة تجعله يشعر بأنه يُثاب على ما يفعله ولا يشعر وكأن ما يصنعه فرض عليه.
ويوضح سرحان أن بعض الأمور التي تقوم بها الزوجة بالشرع هي ليست ملزمة بها، ولكن فيها نوع من التعاون والحرص على استمرار ونجاح الحياة الزوجية كخدمة البيت، فلابد أن تحظى بالاهتمام.
ويجد خبراء في الشؤون الأسرية، بحسب صحيفة البيان، أن كثيرا من المشكلات تقف عائقا في الحياة الزوجية وكثيرا ما تودي بحياتهم إلى الفشل والانتهاء بالطلاق تكون أسبابها بسيطة وصغيرة، وبالإمكان السيطرة على هذه المشكلات ومحاصرتها بإتقان فن الشكر وممارسته.
فالباحثون يقولون: "إن حياتك الزوجية تكون سعيدة وهانئة بمجرد أن تمارس الشكر لزوجتك وتشعرها بامتنانك لها".
وتؤكد دراسة جديدة للبروفيسور تود كاشدان في جامعة جورج ماسون، أن النساء اللواتي يشكرن أزواجهن يكنّ أكثر سعادة ويعشن عمرا أطول!
وتؤكد الدراسة أن النساء أكثر قدرة على التعبير من الرجال، وأكثر قدرة على منح مشاعر الامتنان، وتقول الدراسة التي نشرت في مجلة "Personality"، أن المرأة يمكن أن تعيش حياة هانئة ومطمئنة بمجرد أن تقدم الشكر لزوجها.
أخصائي علم النفس التربوي، الدكتور موسى مطارنة، يشير إلى أن الاحترام بين الزوجين هو تنشئة اجتماعية وتربية أسرية متوازنة، بحيث يتلفظ كلا الزوجين بكلام جليل واحترام مطلق، فيقدر كل منهما للآخر ما يقوم به ويفعله ويكون الرد بالشكر والعرفان.
"إذا قامت الأسرة على التوافق والانسجام، فإن ذلك ينعكس على تربية الأبناء ونشأتهم"، فيربى الأطفال على الاحترام وتقدير ما يقوم به الآخرون ويبني الأزواج مؤسسة اجتماعية يكونون فيها قدوة لأطفالهم.
ويشبه مطارنة الكلمة الطيبة وشكر أحد الأزواج للآخر على ما قام به كالمسك الذي يضفي رائحة جميلة على العلاقة الزوجية، فالزوجة بحاجة للتقدير والإطراء وبالتالي هي دائما تحتاج إلى سماع كلام طيب من الزوج.
وفي المضمار النفسي، يوضح مطارنة أن تبادل الشكر بين الزوجين يشعرهما بقيمتهما وقيمة ما يقدمه كل منهما للآخر وبسعادة ذاتية وتوازن نفسي وراحة. ويضيف أن الشكر والاحترام لهما أثر إيجابي على الزوجة والحياة الزوجية ويقيهما من الإرهاقات النفسية والإحباطات والأمراض العضوية التي يمكن أن تؤثر على العلاقة الزوجية والحياة الأسرية، مؤكدا أن الاحترام والتقدير وقود الزواج الناجح الذي من شأنه أن يحقق رسالة اجتماعية هادفة.