ترامب ضد نتنياهو بملف إيران النووي

هآرتس بقلم: أسرة التحرير 11/9/2019 ان ما يلوح في الافق من بداية للمفاوضات المباشرة بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب والرئيس حسن روحاني يعزز المنطق الذي وجه خطى ادارة اوباما وأدى الى التوقيع على الاتفاق النووي. وسيضطر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي خرج في حينه عن طوره كي يمنع توقيع الاتفاق بل وخطب في الكونغرس الاميركي تنديدا به، سيضطر الى الاعتراف بان المسار الدبلوماسي ليس فقط أهون الشرور لاوباما – اليسار – "الضعيف". يبدو انه حتى ترامب – صديقه محرر سفارة الولايات المتحدة في القدس ومحتل هضبة ترامب في الجولان – يفهم بان الاتفاق مع ايران افضل من الحرب. بعد ثلاث سنوات من بروز نفوذ نتنياهو في المسألة الايرانية على ترامب ومحيطه، تتراكم مؤشرات على تغيير النهج في واشنطن: قبل بضعة اسابيع دعي وزير الخارجية الايراني، محمد ظريف، الى مؤتمر "الجي 7" (الدول الصناعية السبع الكبرى) في فرنسا، والذي جاء اليه ترامب ايضا. وفي الاسبوع الماضي، في لندن، قال وزير الدفاع الاميركي مارك آسبر انه "يبدو انه في بضعة مجالات تتخذ ايران خطوات زحف الى وضع يمكن فيه اجراء محادثات، وآمل أن يكون هذا ما سيحصل حقا". اما ترامب نفسه فقال انه لا مشكلة لديه لان يلتقي الرئيس الايراني، وان مثل هذا اللقاء يمكن أن يتم. وليس هذا فقط، بل ان هذه الرسالة اختار ترامب ان يبثها بعد بضع ساعات من عقد نتنياهو لمؤتمر صحفي خاص – من ذات النوع من المؤتمرات التي عقدها في حينه كي يدفع ترامب للانسحاب من الاتفاق – أعلن فيه ان اسرائيل لاحظت مواقع اخرى استخدمها البرنامج النووي الايراني؛ مؤتمر دعا فيه نتنياهو الاسرة الدولية "الى الاستيقاظ والفهم بانهم يكذبون كل الوقت، والانضمام الى الولايات المتحدة واسرائيل". ان تصريحات ترامب مثلها كمثل رد دعوة نتنياهو. فاستعداده للقاء مع روحاني يضعه الى جانب الاسرة الدولية، وعلى رأسها فرنسا، التي تسعى الى العودة لمسار المحادثات. وأول من أمس سار ترامب شوطا أبعد فأقال مستشار الامن القومي، جون بولتون – الجهة الاكثر صقرية في الموضوع الايراني. لا ينبغي الاستخفاف بالتغيير. فقد رأى نهج نتنياهو في الاتفاق النووي مع ايران اتفاقا يشبه اتفاق ميونخ في 1938، وروحاني كمواز لهتلر. كل محاولة للتفاوض مع الايرانيين اعتبرت في نظره كدليل على المصالحة الانهزامية على نمط رئيس وزراء بريطانيا تشمبرلين. لقد عرض نتنياهو روحاني كزعيم لا يجب التفاوض معه، مثلما لا يوجد ما يمكن التفاوض فيه مع هتلر. ان حقيقة أن ترامب يعلن بان لا مشكلة لديه للقاء مع روحاني هي رفض لـ "نظرية ميونخ" الخاصة بنتنياهو. ان التغيير في مواقف ترامب يسحب البساط من تحت حملة نتنياهو، التي تعرض ايران كوحش نازي، وتضع امان اسرائيل في يدي رئيس اميركي مستعد لان يتفاوض معها.اضافة اعلان