راهب بوذي يمتطي حصانه الأولمبي

أوغاوا -  يفضل التنوير على الميدالية، لكن عندما يمتطي الراهب البوذي كنكي ساتو حصانه في أولمبياد لندن 2012، سيمثل واحدة من اكثر العائلات غرابة.اضافة اعلان
حليق الرأس ساتو، الذي يبدأ يومه بصلاة صباحية، يمشي على خطى شقيقه الاصغر ايكن، الذي تدرب ككاهن وركب الخيول في أولمبياد بكين 2008. شقيقته تاي (24 عاما) هي بطلة وطنية خمس مرات في قفز الحواجز.
والده شودو، الذي يرأس معبدا يعود الى 460 سنة متاخم لنادي ركوب الخيل، كان احد اعضاء فريق الفروسية الياباني قبل العاب موسكو الأولمبية 1980، بيد ان حلمه في المشاركة تبخر بعد مقاطعة اليابان الدورة.
نال كنكي ساتو اجازة طويلة من معبد ميوشوجي في الجبال القريبة من ناغانو، حيث يحتل والده المرتبة الخامسة والعشرين بين الاسياد، للتدرب في لندن حيث ستقام المنافسات، وهو سينافس في المسابقة المشتركة "ايفنتينغ" التي تضم الترويض واختراق الضاحية وقفز الحواجز.
ومن بين زملائه، سيكون هيروشي هوكيتسو (71 عاما) اكبر مشارك في جميع الرياضات في بكين 2008، والذي سيشارك في مسابقة الترويض.
يسعى الثنائي لانهاء حقبة مستمرة منذ 80 عاما لم تحرز اليابان خلالها اي ميدالية في الفروسية، منذ تتويج البارون تاكيتشي نيشي بذهبية قفز الحواجز العام 1932.لكن ساتو يعتبر ان التجربة سيكون لها قيمة روحية: "ساتعلم شيئا كانسان عندما التقي بالعديد من الناس من مختلف الديانات واللغات في الخارج".
واضاف ساتو (28 عاما و163 سم): "اريد ان اغذي من خلال ذلك تنويري البوذي".
قبل اربع سنوات، عندما كان شقيقه ينافس في أولمبياد بكين، خدم ساتو لمدة سنة في تدريب كهنوتي، منعزلا في معبد زن المرموق: "اظهر لي سيدي القديم سرا صحيفة تحدثت عن شقيقي الاصغر. كنت سعيدا وذرفت الدموع. في مكان ما في ذهني، لم ارد ان يتفوق علي اخي. تحول هذا الامر الى طاقة كبرى لدي كي استمر كرياضي".
احرز ساتو العام 2010 ذهبيتي الفردي والفرق في المسابقة المشتركة في الالعاب الاسيوية وحل في المركز 35 في بطولة العالم. بدأت رحلته نحو لندن بعمر السابعة، عندما بدأ يتدرب للمسابقات تحت اشراف والده: "اعتقد ان سبب ذلك الى حد كبير هو عدم تمكن والدي من المشاركة في الالعاب الأولمبية".
جمع ساتو الاب (61 عاما) بين العالمين المختلفين للبوذية والفروسية، بعد نشوئه بجانب الاحصنة في جبال ناغانو، حيث كانت وسيلة النقل الرئيسة في طفولته.
زاول ركوب الخيل في جامعة بوذية في طوكيو، وافتتح مضمارا للفروسية بجانب المعبد العام 1979. يطل النادي على المضمار من تلة مزدانة بالبلاط.
عندما كان اطفاله صغارا، كان يحملهم على ظهور الخيل. ولدى سؤاله عن خيبة 1980 عندما انضمت اليابان الى مقاطعة الغزو السوفياتي لافغانستان، يرد ساتو بفلسفة وهدوء: "لا افكر كثيرا بالماضي. سبب ما حصل يعود لظروف تلك الحقبة". يتدرب ابنه مع البطل الحالي للعالم واوروبا ميكايل جونغ في اسطبل بالقرب من شتوتغارت. لكن جزءا حيويا من اعداده هو التأمل، خصوصا في بيته قبل المنافسة، ومع ذلك لا يعتمد على قوة الصلاة وحدها: "من حيث المبدأ، لا يوصي مذهبي بالاعتماد على الاخرين. لكن عندما تنتهي المنافسة، اعتقد انه من المهم جدا توجيه الشكر لحصاني، زوجتي وعائلتي". - (ا ف ب)