غير مخلصين

هآرتس

جدعون ليفي

22/8/2019

اضافة اعلان

دونالد ترامب محق: اليهود حقا غير مخلصين. دونالد ترامب مخطئ: غالبيتهم مخلصون للقيم غير الصحيحة. عندما يعتبر الرئيس الاميركي معظم اليهود في اميركا، مصوتو الحزب الديمقراطي "جاهلين" و"غير مخلصين" فليس واضحا اذا كان يقصد اخلاصهم لدولتهم أم لشعبهم، للولايات المتحدة أو لاسرائيل. يمكن الافتراض أنه يريد القول بأن من يصوت لحزب رشيدة طليب والهان عمر غير مخلص لاسرائيل واليهود وأميركا. ولكن للاسف الشديد، فقط عدد قليل جدا من يهود اميركا يؤيدون مواقف العضوتين. هذا هو ضعف الولاء لديهم، عدم الاخلاص لمبدأ العدل والاخلاق وروح الليبرالية التقليدية ليهود اميركا، وعدم الاخلاص لمصالح دولتهم المناقضة للمصالح التي قصدها الرئيس. يهود اميركا بتأييدهم أو صمتهم، بالعمى أو بالجهل، هم مخلصون للاحتلال الاسرائيلي أكثر من أي قيمة اخرى. يمكن بسهولة القاء أي تهمة على الاقليات – خونة أو جاهلين، في اسرائيل مثلما هي الحال في اميركا. عرب اسرائيل لا يمكنهم أن يحلموا بمكانة مثل مكانة يهود الولايات المتحدة؛ هناك قاسم مشترك بينهم وهو الاتهام بعدم الولاء، العصب الحساس جدا بالنسبة لهم. هذه التهمة في اميركا يوجد لها مرجعية. الدعم التلقائي للمؤسسة اليهودية لكل حكومة اسرائيلية. وتقريبا لكل مواقفها، هو الدليل على على الولاء المزدوج. خيار المؤسسة اليهودية واضح واوتوماتيكي: اسرائيل أولا، اسرائيل فوق كل شيء، أداء التحية العمياء لاسرائيل، إلا اذا كان الامر يتعلق بشؤون يهودية داخلية مثل مكانة الاصلاحيين والصلاة في حائط المبكى(البراق).
هذا الولاء، ولن نقول الركوع، هم ولاء مدمر، عاصفة ستضرب الجميع – اليهود في اميركا وفي اسرائيل ايضا. ترامب يريد بالضبط المزيد منها. لا أحد يتوقع أن يفهم معنى الاحتلال، جرائمه واضراره، لكن من يهود اميركا، الذين يعتبرون ليبراليين في معظمهم، يمكن ويجب أن نتوقع أكثر. أن يعرفوا أن اسرائيل ليست فقط ما يبيعونه لهم في "تغليت"، مع المرافقين المسلحين، الذين تم اعدادهم لتعظيم الشعور بالخطر والظهور كضحية في اوساط جيل الشباب، وفي احتفالات جمع التبرعات لمنظمة "اصدقاء الجيش الاسرائيلي" لحاييم سبان، ومع الجنود المعاقين الذين يصعدون على المنصة وسط تصفيق الجمهور. اسرائيل هي ايضا ما أرادت كل من طليب وعمر مشاهدته. يوجد لاسرائيل جانب مظلم وظالم جدا. معظم يهود اميركا يؤيدونه أو يتجاهلونه.
هذا لا يقتضيه الواقع. في جنوب افريقيا وقف الكثيرون من الجالية اليهودية الى جانب العدل والى جانب السود وحاربوا واصيبوا واعتقلوا معهم. ايضا في اميركا أيد الكثير من اليهود نضال السود من اجل المساواة في الحقوق. وفقط في النضال على المساواة في اسرائيل صمت صوتهم. صحيح أنه يوجد في اوساط يهود اميركا اشخاص افراد ومنظمات، شباب وشيوخ، يناضلون بشجاعة ضد الابرتهايد الاسرائيلي، لكن عددهم ضئيل، وهم يتعرضون لنزع الشرعية عنهم. ما كان مسموح وحتى مشجع لدى التماهي مع نلسون مانديلا ومارتن لوثر كينغ، ممنوع الوقوف الى جانب مروان البرغوثي وعمر البرغوثي وطليب وعمر الذين يناضلون على نفس المبادئ ونفس العدل. حقيقة أن معظم اليهود ما يزالون يصوتون للديمقراطيين هي أمر مشجع. وحقيقة أن الحزب الديمقراطي يمر بتغييرات مثل انتخاب طليب وعمر للكونغرس تبعث على الأمل، لكن ولاء معظم يهود امريكا ما يزال يعطى للجانب المظلم من القمر، الساحة الخلفية للديمقراطية الوحيدة. هذا أمر مصيري: يستطيع يهود اميركا التحول الى جسم "يمكنه تغيير اللعبة". جالية يهودية تسمع صوتها الواضح والقوي ضد الاحتلال هي التي ستحدث التغيير. لا أحد يمكنه تجاهل صوتها، لا في اسرائيل ولا في اميركا. هكذا ستكون لنا جالية يهودية مخلصة حقا لبلادها وشعبها وللقيم العالمية المناقضة تماما لقيم ترامب ونتنياهو.