"كورونا" وأجواء رمضان يرفعان أعداد المتسولين في إربد

طفلان يبيعان بالقرب من إحدى الإشارات الضوئية-(الغد)
طفلان يبيعان بالقرب من إحدى الإشارات الضوئية-(الغد)

أحمد التميمي

إربد - دفع ضيق الحال وفقدان فرص العمل في ظل جائحة كورونا بأُسر إلى إرسال أطفالها للتسول أو البيع على الإشارات الضوئية والأسواق ومجمعات السفريات في إربد، لاستدرار عطف المواطنين في شهر رمضان، ما رفع من أعدادهم الكبيرة أصلا، وسط خجل وضعف إجراءات الرقابة والمتابعة.اضافة اعلان
وبحسب المواطن أحمد العمري، فان المتسولين ينشطون في شهر رمضان بسبب مشاعر التعاطف معهم في الشهر الفضيل، لافتا الى انه اصبح يتواجد على الاشارة الضوئية الواحدة في إربد أكثر من 5 متسولين.
واشار الى ان ظاهرة التسول تفاقمت بسبب جائحة كورونا، فالأعداد في تزايد وسط ضعف اجراءات الرقابة من قبل الجهات المعنية على مكافحة هذه الظاهرة.
وأكد العمري، أن غالبية المتسولين هم فئة الاحداث ومن جنسيات مختلفة، داعيا الجهات المعنية الى ضرورة متابعة المتسولين وتقديم المساعدات اللازمة في حال كانوا بحاجة.
وأشار علي الجوارنة، إلى أنه يضطر الى تغيير اتجاه شوارع أخرى تفاديا للوقوف على الإشارات الضوئية، نظرا لكثرة اعداد المتسولين الذين يتهافتون على المركبة ويطلبون المال.
وأكد الجوارنة، ان المتسولين يعرضون انفسهم لحوادث سير، وخصوصا في حال فتحت الإشارة الضوئية، سيما وانهم يكونون في وسط الشارع.
ولفت الى أن أعداد المتسولين في الأسواق تتضاعف في شهر رمضان، وخصوصا من فئة الأطفال، مؤكدا ان جائحة كورونا وحالة الركود وعدم توفر فرص عمل أسهمت بتزايد أعداد المتسولين في الشوارع.
وقال معاذ غرايبة إن تعطل المئات من المواطنين عن العمل في ظل استمرار جائحة كورونا، دفعت بالعديد منهم إلى إجبار أطفالهم للعمل وفي ظل محدودية فرص العمل في الاسواق، لجأ الأطفال للبيع على الإشارات الضوئية بهدف التسول.
وقال ان غالبية المتسولين هم من فئة الاطفال يقومون بالبيع على الاشارات، بهدف طلب المال بطريق التفافية، مما يعرضهم لخطر حوادث السير وللإصابة بفيروس كورونا.
وأشار الغرايبة إلى أن معظم المتسولين غير ملتزمين بالاشتراطات الصحية ولبس الكمامة، ما يعرض سائقي المركبات لخطر الإصابة بالفيروس، داعيا إلى ضرورة تشديد الرقابة عليهم.
كما دعا المواطنين إلى عدم التعاطف مع المتسولين، خصوصا وأن بعضهم اتخذ التسول مهنة له لجمع كميات كبيرة من المال، وأن يتم التبرع بزكاة أموالهم عبر اللجان المتخصصة.
بدوره، قال رئيس مكتب تنمية كفريوبا والمكلف بمكتب التسول لإقليم الشمال محمد
عبد النبي، إن فرق مكافحة التسول في مديرية التنمية الاجتماعية ضبطت منذ بداية شهر رمضان 174 متسولاً، بينهم 26 متسولا غير أردني هم من الجنسية السورية والمصرية.
وقال عبد النبي، إن عدد الإناث المتسولات بلغ 150 بينهن 32 حدثا و 123 ذكور بينهم 100 حدث.
وأكد أن فرق مكافحة التسول وبالتعاون مع الأمن العام، يقومون بجولات صباحية ومسائية على الإشارات الضوئية والأسواق ومجمعات السفريات لضبط المتسولين.
وأكد أن هناك زيادة بسيطة في الأعداد، التي تم القاء القبض عليهم من قبل جائحة كورونا، وخصوصا من فئة الاحداث التي تقل اعمارهم عن 18 عاما.
وأشار إلى أن معظم الذين تم إلقاء القبض عليهم يتلقون مساعدات من صندوق المعونة الوطنية، وآخرين يتم دراسة حالتهم الاجتماعية وفي حال انطبقت عليهم الشروط يتم صرف معونة لهم ولأسرهم.
وأكد عبد النبي، أن الأشخاص البالغين سواء من الذكور أم الإناث الذين يتم القاء القبض عليهم يتم تسليمهم للمركز الأمني، والذي بدوره يحولهم للقضاء وبعدها للحاكم الإداري.
وفيما يتعلق بالأحداث، يتم تسليمهم لمراكز التأهيل والرعاية، وبعدها يتم تحويلهم إلى القضاء.
وأكد أن الحملات على المتسولين مستمرة في شهر رمضان والأيام العادية، بعد شكاوى العديد من المواطنين لما يشكلونه من مصدر إزعاج بسبب تهافتهم على المركبات للحصول على مبالغ مالية.
وأوضح أن التصدي لظاهرة المتسولين تقع على عاتق الجميع من مواطنين ومؤسسات مجتمع محلي، من خلال عدم التعامل مع المتسولين بإعطائهم أي أموال بهدف المساعدة وبالتالي تشجيعهم على تكرار التسول.
ودعا عبد النبي المواطنين إلى منح زكاة أموالهم للأسر الفقيرة والأيتام والجمعيات الخيرية التي تعنى بالفقراء وعدم إعطاء الأموال للمتسولين على الإشارات الضوئية.
وكانت فرق مكافحة التسول في أمن إقليم الشمال ضبطت أخيرا متسولا وزوجته، بالقرب من إحدى الإشارات الضوئية وبحوزته 3 آلاف دينار، تم اقتياده إلى المركز الأمني وتحويله إلى القضاء.