لنستعيد المال

هآرتس - أسرة التحرير

يروى عن الرئيس الفرنسي شارل ديغول بان أول خطوة اتخذها مع دخوله قصر الاليزيه كانت تركيب عداد مياه وساعة كهربائية في شقته الفاخرة كي تشطب نفقاته الشخصية من راتبه وليس من ميزانية الرئاسة. خسارة أنه عندما سافر الى الصالون الجوي في باريس في حزيران (يونيو)، اختار وزير الحرب ايهود باراك ان يقتدي بزعيم فرنسي مختلف تماما – الملك لويس الرابع عشر.

اضافة اعلان

من تقرير مراقب الدولة عن الوفد الامني الى الصالون في باريس يتبين أن باراك اختار المبيت في احد الاجنحة الاكثر ثمنا في باريس، أي اكثرها ثمنا في العالم. وبينما نزلت وفود دول غربية سليمة النظام في فنادق متواضعة نسبيا، اطل الملك باراك الأول من نوافذ غرفته الكثيرة في "لا غراند اوتيل" على بيت الاوبيرا في باريس، في جناح نزل فيه في الماضي، فضلا عن طغاة افريقيين من كل الانواع، زوجة نابوليون الثالث القيصرة آجني والجاسوسة ماتا هاري.

الرأس يدور عند قراءة  التفاصيل التي جمعها المراقب بعناية: كلفة مبيت باراك بلغت 2.500 يورو في الليلة. والكلفة العامة للرحلة بلغت 944 الف شيكل. ثلث الكلفة المذهلة هذه على الاقل كان يمكن توفيرها لو أن وزارة الحرب تكبدت عناء التعامل بمزيد من الحرص على اموال دافع الضرائب.

تدهور المعايير العامة للسياسيين الإسرائيليين يبلغ إذن دركا أسفل جديدا. وزراؤنا منقطعون عن ناخبيهم مثلما كان ملوك فرنسا منقطعين عن الجماهير، وقد اعتادوا على مناعم الفنادق الفاخرة، والحساب يقدمونه الى حساب دافعي الضرائب. والامور صحيحة ايضا عن رئيسة الكنيست السابقة داليا ايتسيك، التي يقول المراقب إنها نزلت في جناح في فندق "بريستول" في باريس مقابل 11 ألف شيكل لليلة الواحدة.

سارعت وزارة الحرب الى نشر تعقيب ادعت فيه بانه ليس لباراك "أي صلة" بتوصية الغرف. ولكن، ليس لتبذيرات باراك وايتسيك في رحلتيهما الى الخارج أي عذر، وبالتأكيد ليس العذر البائس مثل عدم المعرفة. على الوزير ايهود باراك أن يبعث منذ هذا الصباح بشيك شخصي لمحاسب وزارة المالية يغطي الفارق بين الكلفة المعقولة لرحلة عمل الى باريس وبين الكلفة الفضائحية التي تكبدها الصندوق العام. واذا لم يفعل باراك وايتسيك ذلك، فان الدولة ملزمة بان تقاضيهما على المال، وفورا.