ما ينبغي على محمود عباس قوله ردا على خطاب نتنياهو

ما ينبغي على محمود عباس قوله ردا على خطاب نتنياهو
ما ينبغي على محمود عباس قوله ردا على خطاب نتنياهو

يهوشع سوبول- إسرائيل اليوم

أتوقع من رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، التصرف بحكمة بدل سب وشتم بيبي نتنياهو ونعته بالكاذب.

اضافة اعلان

وإليكم خطاب بير زيت التي ينبغي على عباس القاءه ردا على خطاب نتنياهو:

نحن نبارك رئيس حكومة إسرائيل لانه اعترف علنا بحق الشعب الفلسطيني في أن يعيش حرا الى جانب الشعب الاسرائيلي الذي له الحق ايضا في ان يعيش حرا.

من البيّن أن الشعب الحر هو الشعب الذي يعيش في دولته ذات السيادة ولا يخضع لسلطة اجنبية، لهذا نحن راضون عن اعتراف رئيس حكومة إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في دولة ذات سيادة تخصه. (و) قد أحسن نتنياهو الصنع اذ أعلن أنه يقبل حل "دولتين لشعبين" يعيشان بين البحر (الأبيض المتوسط) ونهر الاردن.

اعتمد بنيامين نتنياهو في خطابه على وثيقة استقلال إسرائيل، التي قيل فيها ان الشعب اليهودي نشأ في ارض إسرائيل، وعاش حياته فيها الى ان طرد منها اثر هزيمة وخراب، فجلا أكثره إلى خارج حدودها. وفي هذه البلاد ذات الاسمين التاريخيين، فلسطين وأرض اسرائيل، نشأ الشعب الفلسطيني أيضا، وعاش فيها حياته مئات السنين الى ان طردت أغلبيته منها اثر هزيمة وخراب مثل الشعب اليهودي.

برغم الجلاء القسري، لم ينس الشعب اليهودي موطنه التاريخي، ولم يتخل عن حلم العودة الى أرضه. وبالرغم من الجلاء الذي فرض على الشعب الفلسطيني أيضا، لم ينس موطنه التاريخي ولم يتخل عن حلم العودة الى أرضه. من حق كل انسان وكل شعب أن يحلم حلمه، ولا حق لأحد في أن يسلبه هذا الحق.

لكن الاحلام في جهة والواقع في جهة أخرى.

لا يستطيع الشعب اليهودي ولا الشعب الفلسطيني تحقيق أحلامهما كافة. والإسرائيليون والفلسطينيون أيضا مضطرون الى العيش في الواقع.

وبرغم أن ابواب إسرائيل مفتوحة منذ 60 عاما لكل يهودي يريد العيش فيها، إلا أن أكثر من نصف الشعب اليهودي اختار العيش خارجها طوعا. وللشعب اليهودي اليوم مركزان واضحان: القدس وبابل، المعذرة: إسرائيل والولايات المتحدة.

يعيش كثير من أبناء الشعب الفلسطينيين ايضا في الشتات، وحتى عندما تفتح أبواب الدولة الفلسطينية أمامهم، يبدو ان أغلبيتهم او كلهم، كابناء عمومتهم من اليهود، سيفضلون متابعة عيشهم في الشتات، فهنالك بنوا حياتهم في خلال الـ60 عاما الاخيرة. وبرغم أن اكثر من نصف الشعب اليهودي اختاروا ألا يعيشوا في اسرائيل، يطالبنا نتنياهو بالاعتراف باسرائيل دولة الشعب اليهودي. وعلى ذلك، وبرغم أن ملايين من أبناء الشعب الفلسطيني منتشرون في أنحاء العالم، نطالب اسرائيل بالاعتراف بدولة فلسطين دولة الشعب الفلسطيني.

ولما كان نتنياهو لم يذكر في خطابه امكانية اعادة المستوطنين الى اسرائيل، ويبدو أنه يطالب بحق كل يهودي في العيش في كل مكان من أرض اسرائيل التاريخية التي يراها وطن شعبه، فنحن أيضا نطالب بالاعتراف بحق كل فلسطيني في العيش في كل مكان داخل فلسطين التاريخية التي نراها وطننا. لكن لنترك الموضوع للتفاوض المفصل.

وفي الختام، نحن مستعدون للنظر في مطلب أن تكون دولتنا منزوعة السلاح. إن دولا كهذه، مثل اليابان وألمانيا اللتين نزع سلاحهما بدرجة ما اثر هزيمتهما في الحرب (العالمية الثانية) وحرر اقتصادهما من الحاجة الى انفاق مال جمّ على سباق التسلح، أصبحت دولا أشد نماء من القوى التي انتصرت عليها.

لهذا، فإننا لا نرفض رفضا باتا رؤية نتنياهو: دولة فلسطينية منزوعة السلاح الى جانب دولة يهودية مسلحة. مهما يكن الأمر، يدنا ممدودة للسلام... هلموا نتقدم فورا الى التفاوض.