هدوء الجنوب السوري يشجع أصحاب استراحات لإعادة فتحها

استراحة على الطريق إلى معبر حدود جابر مع سورية ما تزال مغلقة-( تصوير: محمد أبو غوش)
استراحة على الطريق إلى معبر حدود جابر مع سورية ما تزال مغلقة-( تصوير: محمد أبو غوش)

أحمد التميمي وإحسان التميمي

المفرق- الرمثا - مع عودة الهدوء إلى الجنوب السوري وبسط الجيش السوري سيطرته على المنطقة الحدودية، بدأ أصحاب استراحات ومحال تجارية، على الطريقين الدوليين اللذين يوصلان إلى معبري (الرمثا - درعا) و (جابر - نصيب) الحدوديين مع سورية، وتم إغلاقهما جراء الأزمة هناك منذ أعوام، الاستعداد لإعادة فتح استراحاتهم ومحالهم وترميمها.اضافة اعلان
وأعرب هؤلاء عن أملهم في فتح الحدود الأردنية السورية المغلقة، في أسرع وقت ممكن، لما لذلك من آثار ونتائج إيجابية على أهالي لواء الرمثا ومحافظة المفرق بشكل عام والتجار وأصحاب الاستراحات بشكل خاص.
وقالوا إنهم يعتزمون إعادة فتح محالهم من أجل "تعويض خسائر مادية تعرضوا لها، جراء إغلاق الحدود، وأملًا في إنعاش الحركة التجارية من جديد"، مؤكدين أن إغلاق الحدود "تسبب بفقدان مئات الوظائف، ما أدى إلى زيادة نسبة البطالة وبالتالي الفقر".
وقال رئيس غرفة تجارة الرمثا عبد السلام ذيابات "إن جميع القطاعات في لواء الرمثا تضررت من إغلاق الحدود الأردنية السورية، وخصوصًا الاستراحات والمحال التجارية التي كانت ممتدة على طول الطريق الدولي، حيث كانت تعتمد التجارة في الرمثا على البضائع السورية لجودتها وبنفس الوقت رخص ثمنها.
وأضاف "أن العديد من أصحاب المحال التجارية يعتزمون إعادة فتح محالهم وترميمها من جديد، والتي كانت مغلقة منذ أعوام، فيما ينوي آخرون فتح محال جديدة، أملًا بعودة الحياة إلى اللواء كما كانت عليه قبل اندلاع الأزمة السورية".
وأكد الذيابات "أن المئات من المحال التجارية أغلقت جراء الأزمة السورية، وخصوصًا تلك التي كانت تعتمد بشكل رئيس على البضائع السورية"، مضيفًا "أن قطاع الشاحنات و"البحارة" تأثروا أيضًا، حيث كانوا يعتمدون بشكل رئيس على التجارة ما بين البلدين.
وأشار إلى أن اللواء بشكل عام "عاش حالة ركود غريبة طيلة الأعوام الماضية، فيما كان يعتمد معظم سكان الرمثا على التجارة ما بين البلدين، الأمر الذي أدى إلى ازدياد أعداد العاطلين عن العمل وخاصة من فئة الشباب".
وأوضح الذيابات "أنه إذا ما صحت المعلومات التي تقول بأن فتح الحدود الأردنية السورية سيكون خلال الشهر المقبل، فإن ذلك سيؤدي إلى انتعاش تجاري واقتصادي للواء الرمثا بشكل عام".
من جهته، قال محمد الزعبي، صاحب إحدى الاستراحات، "إنه قام بإغلاق استراحته، التي تقع على الطريق الدولي، منذ عدة أعوام، وذلك بعد أن انعدمت حركة المرور بُعيد إغلاق الحدود الأردنية السورية"، مضيفًا "أن استراحته كانت تدر دخلًا يعتبر جيدا جدًا، وكافيا لسد متطلبات حياته الأسرية والمعيشية".
وأعرب عن أمله في "الإسراع بفتح الحدود مع الجانب السوري، حيث يعتزم إعادة فتح استراحته التي تُعتبر باب رزق له ولأسرته، إذ اضطر خلال الفترة الماضية العمل بأعمال حرة لتأمين متطلبات الحياة المعيشية".
من ناحيته، أكد علي كراسنة، صاحب محل تجاري في مدينة الرمثا، أنه كان يعتمد على البضائع السورية، قبل إغلاق الحدود، لافتًا إلى "أن هناك طلبا كبيرا على البضائع السورية، مقارنة بالبضائع الأخرى، وذلك لما تمتاز به من جودة ونوعية فضلًا عن أن أسعارها في متناول الجميع".
وأوضح أنه في حال إعادة فتح الحدود فإنه "حتمًا ستنتعش الأسواق والوضع التجاري والاقتصادي، سينال من آثاره الإيجابية الجميع سواء المواطن أو التاجر".
المواطن محمد المرزوق، صاحب استراحة على الطريق الدولي المؤدي إلى معبر (جابر - نصيب)، تم إغلاقها بفعل الأزمة السورية، قال إنه "بدأ يفكر مليًا والتواصل مع عدد من المعنيين في هذا الشأن بغية إعادة العمل في استراحته وفتحها من جديد"، مضيفًا "أنه عانى وأصحاب استراحات جراء إغلاق الحدود، حيث تراكمت عليهم الديون وأصبحوا غير قادرين على تسديد التزاماتهم المالية، الأمر الذي اضطرهم إلى تسريح عشرات العاملين لديهم".
وأعرب عن أمله وزملاء له في عملية الإسراع بإعادة فتح الحدود، لتعود الحياة في هذه المنطقة كما كانت عليه قبل سبعة أعوام.
المواطن خليف الحسن، صاحب ورشة لصيانة إطارات المركبات، قال "إن إعادة فتح المعابر بين الأردن وسورية بات حلمًا للعديد من أصحاب المحال التجارية والاستراحات وورش الميكانيك"، مضيفًا "أن العمل في ورشته مرتبط ارتباطا وثيقا بفتح معبر (جابر - نصيب)، حيث يتم الاعتماد على مرور المركبات والشاحنات بين البلدين".
وأشار إلى أنه وبالتزامن مع سيطرة الجيش السوري على المعابر الحدودية المتاخمة للأردن "أعلن العديد من أصحاب المحال التجارية عن نيتهم وعزمهم إعادة فتح محالهم من جديد أو حتى فتح محال جديدة"، موضحًا "أن أصحاب محال تجارية واستراحات وورش ميكانيك تعرضوا لخسائر مادية مرتفعة جراء إغلاق الحدود".
وبين الحسن أن من شأن إعادة فتح الحدود "تشغيل المئات من الذين فقدوا وظائفهم عندما اضطر العديد لإغلاق مصالحهم".
فيصل السرحاني، صاحب محل تجاري بالقرب من معبر جابر، أكد "أن إغلاق الحدود الأردنية السورية تسبب في خسائر قدرت بمئات الآلاف من الدنانير لأصحاب محال تجارية واستراحات، ناهيك عن فقدات المئات من المواطنين لوظائفهم أو مصادر دخلهم الوحيدة".
وبين أنه "قرر إعادة تأهيل محله وتجهيزه بحيث يكون جاهزًا لعمليتي البيع والشراء عند إعادة فتح الحدود التي يأمل أن لا تكون بعيدة"، لافتًا إلى أنه اضطر في السابق لـ"الاستغناء عن ثلاثة عاملين لديه بسبب الوضع الذي كان قائمًا وقتها".
فيما أوضح خليل محمود، صاحب محل تجاري، "أن إعادة فتح معبر جابر سيكون له صدى إيجابي، على أصحاب استراحات ومحال تجارية ومواطنين في آن واحد، إذ أن هؤلاء يعتمدون في عملية البيع على حركة الشاحنات اليومية والمسافرين".
بدوره، قال رئيس بلدية السرحان الأسبق "إن مناطق السرحان عانت على مدار أعوام مضت، نتيجة إغلاق الحدود، والتي تسببت في فقدان العشرات من الوظائف وإغلاق العديد من المحال التجارية والاستراحات"، مضيفًا أن المئات من الأسر كانت "تعتمد على تلك المحال والاستراحات".
وأكد "انخفاض الحركة التجارية بشكل عام خلال الفترة الماضية جراء الأزمة السورية وإغلاق الحدود"، لكنه أضاف في الوقت نفسه "أن أصحاب استراحات ومحال التجارية أعربوا عن سعادتهم جراء عودة الهدوء إلى الجنوب السوري، وأنهم بدأوا فعليًا العمل على إعادة تأهيل محالهم".
من جانبه، قال نقيب أصحاب الشاحنات محمد خير الدواد "إننا نرقب وعن كثب تطورات الأوضاع في الأراضي السورية وخصوصًا جنوبها، إذ أن إعادة فتح المعابر مصلحة مشتركة للبلدين، وخاصة أن الطريق الدولي الذي يربط الأردن بسورية من ناحية محافظة المفرق (معبر جابر) كانت تسلكه آلاف المركبات والشاحنات يوميًا".