هناك من نعتمد عليه

إسرائيل هيوم

بوعز بسموت   13/4/2016

"الشباب يعرفون ما الذي لا يريدونه قبل معرفتهم ماذا يريدون"، هذا ما قاله ذات مرة الكاتب الفرنسي جان كوكتو. وكثير من المربين سيقولون إن هذا صحيح. اذا قمنا بالربط بين كلمات كوكتو وبين الاستطلاع الذي أجرته صحيفة "إسرائيل اليوم" في أوساط طلاب الثانوية، فسنصل إلى استنتاج أن شبابنا لا يريدون أن يلحق الضرر بدولتهم أو جيشهم أو عائلاتهم أو مستقبلهم، الذي هو في إسرائيل. ويتبين ايضا من الاستطلاع أن شبابنا لا يحبون من لا يحبنا. ولن يقدموا الخد الثاني.اضافة اعلان
60 في المائة من الشباب يعتبرون أنفسهم ذوي مواقف يمينية. ويصعب القول إن هذا مفاجئا. الشباب الإسرائيليون غير منقطعين عن المحيط وعن ما يسمعونه في البيت. في سنة 1977 لم تحقق احزاب اليسار انجازات لافتة في الانتخابات، والاستطلاع لا يشير الى بوادر التغيير. صحيح أن وسائل الاعلام تقول منذ سنوات إن اليسار يحتكر الاخلاق، لكن هذا لا يقنع الشباب. ففقط 13 في المائة منهم يتبنون مواقف يسارية.
إسرائيل كانت دائما دولة شابة ومميزة. واليوم هي أقل شبابا لكنها ما تزال مميزة، حتى لو بسبب كونها دولة يهودية. 85 في المائة من الشباب يقولون إنهم يحبون دولتهم. 89 في المائة يريدون العيش فيها حتى لو قيل إن الـ "ميلكي" أرخص في برلين، فان الشباب يفضلون إسرائيل.
الجيش الإسرائيلي كان دائما البقرة المقدسة. في السنوات الاخيرة، بعد كل حادثة صعبة، يحاول المحللون أن يقولوا لنا إننا نعيش حالة انقسام غير مسبوقة بين المجتمع والجيش. وليس واضحا اذا كان هذا نبوءة أو أمل. إلا أن 85 في المائة من الشباب يقتنعون أن الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر اخلاقية في العالم. و88 في المائة منهم يريدون التجند. صحيح أننا قد تعلمنا في العقود الاخيرة أنه يفضل العيش من اجل وطننا، ولكن ما يزال هناك 65 في المائة من شبابنا يؤمنون بمقولة "من الجيد الموت من أجل وطننا". وفي سنة 2016 ما زال ترومبلدور حاضرا.
الاستطلاع أجري في الايام التي أشعلت فيها قضية اطلاق النار في الخليل. 60 في المائة من الشباب يعتقدون أنه لا يجب محاكمة الجندي مطلق النار على المنفذ المحيد. وهناك من سيقول إن هذا المعطى يفسر لماذا 85 في المائة منهم يعتقدون أن الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر اخلاقية في العالم. إن الشباب عادة يلونون العالم بالابيض والاسود ويقسمونه بين سيئين وجيدين. الجندي هو جيد والمهاجم هو سيئ. ويجب علينا أن نترك الجيش الإسرائيلي ليعلمهم مبادئه.
 60 في المائة من الشباب يعارضون تقديم العلاج لمهاجم مصاب. هذا المعطى يجب أن يقلقنا حتى لو كان نتيجة واقع سيئ: حصانة إسرائيل هي قدرتها على أن تكون أكثر إنسانية من أعدائها.
 مع الأخذ في الحسبان حقيقة أن اغلبية الشباب ذوي ميول يمينية فلن نفاجأ من 82 في المائة ممن لا يؤمنون بفرصة التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين. البعض سيقولون إن هذا معطى يبعث على اليأس، والبعض سيعتبره واقعيا.
 نصف الشباب يعتقدون أن العرب في إسرائيل لا يجب أن يكون لهم تمثيل في الكنيست. وهذا الامر يشعل الضوء الاحمر. الغريزة الأولية ستعتبر أن ذلك خطرا على ديمقراطيتنا. ولكن يمكن تبرير ذلك بالسلوك اللامسؤول للاعضاء العرب الذين يهتمون بالتحريض ولا يهتمون بمن يصوت لهم.
هذا الاستطلاع الذي سيتم نشره في نهاية الاسبوع، يكشف عن معطيات ايجابية ومعطيات أقل ايجابية. وقد كنا نريد أن يعطي عدد أكبر من الشباب ثقتهم للشرطة (فقط 57 في المائة). وكنا نريد أن يعرف الشباب عن اربعة كُتاب إسرائيليين (20 في المائة فقط يعرفون). وليس من المؤكد أننا راضون عن البرنامج التلفزيوني المفضل لدى شبابنا هو "الأخ الاكبر".
 كثيرون سيحاولون استغلال هذا الاستطلاع من اجل اظهار الشباب على أنهم يكرهون العرب. وحول سؤال "ما هو الشيء الاسوأ في إسرائيل؟"، أجاب فقط 5 في المائة من الشباب إنه العرب. و6 في المائة اعتقدوا أن الشيء الاسوأ في إسرائيل هو اليسار. وحول سؤال ما هو الشيء الافضل؟ أجاب 63 في المائة إنه الشعور العائلي.
ما الذي يعنيه كل ذلك؟ إنه يعني أن شبابنا يشبهون آباءهم. أحد الحكماء قال ذات مرة "ما كان هو ما سيكون".
في حالتنا هذه، الامر مشجع. فشبابنا قبل كل شيء هم وطنيون ويمكن الاعتماد عليهم.