"أكلنا تبن".. عندما يصبح "المجاز" حقيقة مرة لجوعى غزة

424685751_3065738520230019_8990470989069992438_n (2)
التبن الذي تناولته عائلة غزاوية (مواقع التواصل الاجتماعي)

"أكلنا تبن"، مقولة شعبية تستخدم للتأكيد على سوء الواقع وبشاعة الظرف التي تعبر عن قائلها، لكنها باتت اليوم حقيقة مرة موجعة في منطقة عربية تباد على مرأى ومسمع العالم منذ 5 أشهر.

اضافة اعلان

هذه المقولة التي كنا نعتقد أنها فقط أنها تدور في فلك "المجاز" حولها الاحتلال في غزة إلى واقع أليم تعرت فيه كل القيم والمفاهيم، حيث يُجوّع 2.2 مليون إنسان، فيما الضمير الإنساني غائب وغير قادر على إدخال حتى كسرة خبر تسد رمقهم.

فالتبن" كان وجبة طعام لعائلة غزاوية كما توثق الفتاة ايناس سلطان، بعد انعدام مقومات البقاء على الحياة في القطاع بعد 135 يوما على الإبادة، ونشرت صورة لطعام عائلتها وهو طازج.

أذن "التبن طبّخ على نار هادئة.. وأكلناه" هذا هو طعام قسم كبير من الغزيين فيما القسم الآخر لا يجده حتى يأكله، مثل حنين جمعة ذات الثمانية سنوات والتي ارتقت "جائعة ترتجف من البرد" في بيت حانون شمال غزة.



وتسود في قطاع غزة مظاهر مجاعة حادة تفتك بعشرات الآلاف من النازحين وأهالي المنطقة مع انعدام معظم المواد الغذائية الأساسية والاتهامات لقوات الاحتلال الإسرائيلي بمنع إدخال المساعدات إلى المنطقة.

وأكدت المنظمة الدولية للأغذية والزراعة (الفاو) أنّ هناك مستوياتٍ غير مسبوقة من انعدام الأمن الغذائي الحاد والجوع في قطاع غزة. وأضاف بيان للمنظمة أن عددًا متزايدًا من سكان القطاع يقتربون من ظروف تُحاكي المجاعة.

وحسب تقرير الأمم المتحدة، فأن "أكثر من 25% من الأسر في قطاع غزة تعاني من الجوع الشديد في ظل خطر حدوث مجاعة خلال الأشهر الستة المقبلة إذا لم يتوفر ما يكفي من الغذاء والماء النظيف وخدمات الصحة والصرف الصحي"، وذلك وفقا لتقرير يُعرف بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.

وأكد التقرير أن جميع سكان غزة - حوالي 2.2 مليون شخص – "يعانون من أزمة أو مستويات أسوأ من الانعدام الحاد للأمن الغذائي". 

وأظهر أن 26 بالمائة من السكان (نحو 577 ألف شخص) قد استنفدوا إمداداتهم الغذائية وقدراتهم على التكيف ويواجهون جوعا كارثيا (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل) والجوع الحاد.

وقال إن هناك خطرا لحدوث المجاعة في غزة خلال الأشهر الستة المقبلة إذا استمر الصراع العنيف وتقييد وصول المساعدات الإنسانية. 

ويتضمن هذا التحليل الأخير للأمن الغذائي في غزة، بيانات من برنامج الأغذية العالمي ووكالات الأمم المتحدة الأخرى والمنظمات غير الحكومية.