ضاقت عليهم الأرض بما رحبت.. مطبخ وحمّام في آن شمالي غزة

thumbs_b_c_1e9e0c54db83a2c436eb45f867ac4b68
عائلة غزية تستخدم حماما ومطبخا في المكان ذاته

يضطر الفلسطيني عمار الغندور(39 عاما)، في ظل مخاوفه من انتشار الأمراض، إلى استخدام حمام مستشفى في مدينة جباليا شمالي قطاع غزة، الذي نُزحت عائلته لها، لطهي الطعام لأطفاله.

اضافة اعلان


وبسبب قصف إسرائيل لمنزله في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وعدم وجود مأوى آخر، استخدم الغندور حمام مستشفى اليمن السعيد كمطبخ لعائلته ومكانًا لقضاء الحاجة.


ويتحمل الغندور وعائلته عبء الواقع القاسي، ويستمرون في حياتهم بالرغم من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي والتي لا تزال مستمرة.


وبجانب المرحاض، يُضع الفلسطيني موقد النيران الذي أشعله بالورق والحطب، ليطهو حساء الخبيزة(نبتة برية خضراء اللون) لأطفاله الذين يتضورون جوعًا في ظل نقص الطعام في محافظات شمالي قطاع غزة وانتشار المجاعة.


وتنمو هذه الأعشاب البرية في مناطق واسعة في قطاع غزة، ويستخدمها الفلسطينيون كأطعمة "شعبية".


ويشكو الغندور من نقص الطعام والمياه في مناطق شمال قطاع الغزة، ومن نقص الحليب لأطفالهم الذين يعانون من سوء التغذية.


ويقيم النازح الفلسطيني هو وعائلته المؤلفة من 9 أفراد في غرفة تبلغ مساحتها 3 أمتار داخل المستشفى، وسط ظروف إنسانية صعبة.


ويخشى الغندور على حياة أطفاله بسبب تلوث الطعام والمياه وسوء التغذية الناتج عن الحصار والحرب.


و يأمل أن تنتهي الحرب بأسرع وقت ممكن وأن تنجح جهود التهدئة ليتمكن من العودة إلى بيته الذي دمرته إسرائيل ليقيم على أنقاضه .


ويقول لمراسل الأناضول: "اضطررت لاستخدام الحمام كمطبخ بسبب عدم توفر مكان آخر، ونحن نخشى الصعود إلى سطح المستشفى خشية التعرض للقصف الإسرائيلي".


ويضيف: "الطعام والماء شحيح في شمال قطاع غزة، ونحن نعتمد على نبات الخبيزة الذي يعتبر من النباتات البرية لإطعام أطفالنا بعد نفاد الدقيق والقمح وطعام الحيوانات".


ويتابع: "الخبيزة لا تكفي لإطعام عائلتي، وهم يتناولون وجبة واحدة في اليوم فقط، ويبكون طوال الوقت بسبب الجوع، يطالبون بالمزيد من الطعام، لكن لا يوجد".


ويؤكد الغندور، أن الأمراض منتشرة في كل مكان ويخشى على حياة أطفالهم، حيث تسبب سوء التغذية والجفاف في وفاة العديد منهم.


وفي يناير الماضي، كشفت سلطة جودة البيئة الفلسطينية، أن 66 بالمئة من سكان قطاع غزة يعانون انتشار الأمراض المنقولة بواسطة المياه الملوثة، ومنها الكوليرا والإسهال المزمن والأمراض المعوية.


ويذكر الغندور، أن لديه ابنة استشهدت عندما قامت القوات الإسرائيلية بقصف مستشفى اليمن السعيد بقذائف المدفعية، ويعبر عن رغبته الشديدة في عدم تكرار تلك المأساة لأي عائلة أخرى.


ويأمل الفلسطيني أن يتم إدخال المساعدات إلى شمال قطاع غزة وأن تنتهي الحرب، لتعود الحياة كما السابق، ويستطيع الناس بناء حياة أفضل بعيدًا عن المعاناة.


وبسبب نقص مواد التنظيف، تفتقر أماكن النزوح في قطاع غزة للنظافة العامة والنظافة الشخصية، مما أدى إلى انتشار العديد من الأمراض والأوبئة.


وتنوعت هذه الأمراض وشملت الكبد الوبائي، والجدري، والحمى، والإسهال والقيء، مما تسبب في إصابة أعداد كبيرة من الأطفال.


وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال، على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من السكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".-(الأناضول)