تهجير أهل غزة


ما تزال دولة الاحتلال الإسرائيلي تمارس أشنع أنواع وصنوف القتل والتدمير الممنهج على سكان غزة، وما يزال المجتمع الدولي صامتا لا يسمع صوته سوى بالإدانة والاستنكار وتأييد البعض لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وتدرك الدول الداعمة للكيان الإسرائيلي زيف تلك الادعاءات ووهن الحجج الإسرائيلية التي تبرر دخولها غزة وشن عدوان واسع عليها وارتكاب الفظائع التي أسقطت آخر ورقة توت يداري بها النظام العالمي خيبته في لجم القوة الغاشمة للاحتلال الإسرائيلي.

اضافة اعلان


عشوائية الأهداف التي تطلقها الحكومة الإسرائيلية من وراء اجتياح قطاع غزة وبدء عملية عسكرية واسعة، تهدف كما تدعي إلى القضاء على حركة حماس والقبض على قادتها على رأسهم يحيى السنوار وتحرير المحتجزين الإسرائيليين المتواجدين في القطاع، لكن الهدف غير المعلن والجوهري ألا وهو تهجير أهالي قطاع غزة إلى الأراضي المصرية نحو رفح  وسيناء، وجميع المؤشرات الميدانية وتصريحات بعض المسؤولين السياسيين الإسرائيليين وما يتم تداوله في وسائل الإعلام الإسرائيلية، تشي بنية إسرائيل تهجير أهالي غزة وانشاء منطقة عازلة (البفرزون).


ومع تصاعد الغارات الجوية الإسرائيلية الوحشية، يزداد سقوط الشهداء والجرحى وترتفع أعداد النازحين نحو الجنوب باتجاه رفح، والتي أصبحت تضم ما يربو عن المليون إنسان، ومع تتابع الأحداث المأساوية في القطاع يبقى السؤال الأهم ماذا فعل المجتمع الدولي لحماية الغزيين من الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، وضمان عودتهم إلى مناطق سكناهم بأمان، ولا يتم ذلك إلا بإيقاف الخطة الإسرائيلية لتهجير سكان غزة إضافة إلى توفير وسائل الحياة اللازمة لصمودهم، خاصة بعد اشتداد شح الطعام والمياه بسبب استمرار منع قوات الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية الغذائية والدوائية من معبر رفح إلى القطاع. فلا يمكن بأي حال من الأحوال ان تظل الأنظمة الدولية مكتوفة الأيدي، تقف متفرجة على ما يحصل من أهوال ومجازر بحق المدنيين الأبرياء، بالتزامن مع إصرار الدول الداعمة للمجهود الحربي الذي تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد أهالي القطاع، وعدم الجدية في إيقاف إطلاق النار، والذي إن لم يحدث ويفضي إلى هدنة دائمة تؤدي إلى وقف النار بشكل كامل وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من كافة أراضي القطاع، والجلوس على طاولة المفاوضات لإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين مقابل إطلاق المحتجزين بالتوافق مع رفع الحصار الظالم عن القطاع، والاعتراف بحق الفلسطيني أن يعيش بسلام وأمن على أرضه بسلطة هو يختارها تمثله وتمثل طموحاته، ستنحدر إلى حرب كبيرة لا يمكن أن يتحملها أحد لا سمح الله.


لكن الهاجس ما يزال موجوداً والذي يراود دول الجوار، أن يتم تهجير أهالي غزة إلى الأراضي المصرية واستفراد الكيان الإسرائيلي بالقطاع واحتلاله وإعادة إنشاء المستوطنات من جديد.

 

للمزيد من مقالات الكاتبة انقر هنا