تفاعلات جديدة في قضية فينيسيوس.. وأنشيلوتي يدافع عنه

لاعب ريال مدريد فينيسيوس جونيور -(من المصدر)
لاعب ريال مدريد فينيسيوس جونيور -(من المصدر)
 يشعر كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد، بالغضب بعد تعرض لاعبه فينيسيوس جونيور، لإهانة عنصرية خلال مواجهة فالنسيا.
وشهدت المباراة، بعض الهتافات العنصرية من جماهير فالنسيا تجاه فينيسيوس، كما شهدت الثواني الأخيرة، طرد نجم السامبا بعد اشتباكات بين لاعبي الفريقين.اضافة اعلان
ويخوض ريال مدريد، اليوم، مباراة رايو فاليكانو، في إطار الجولة 36 من عمر الدوري الإسباني.
وقال أنشيلوتي خلال المؤتمر التقديمي "فينيسيوس ضحية لما يحدث، ويتم اعتباره أحيانا الجاني. البعض يعتقد أنه مستفز، لكن هذا خطأ، فهو ضحية للعنصرية".
وأضاف "حين أتحدث عن جماهير فالنسيا، لا أقصد 46 ألف مشجع، بل مجرد مجموعة منهم، وأتفق مع ما قاله تشافي مدرب برشلونة".
وأدان تشافي، الأفعال التي وقعت ضد فينيسيوس جونيور، مطالبا بضرورة محاربة العنصرية بكافة أشكالها.
وتابع المدرب الإيطالي "إسبانيا ليست عنصرية (عكس ما يرى فينيسيوس)، ولكن يجب على رابطة الليجا والاتحاد الإسباني والحكام، القيام بعملهم بشكل جيد".
وكان فينيسيوس قد نشر بيانا عبر حسابه على تويتر، أكد فيه أن العنصرية أمر طبيعي في الليجا، كما أن "اليوم في البرازيل تعرف إسبانيا بأنها بلد العنصريين".
وأوضح أنشيلوتي "التلاعب بصورة أمر خطير، ولا أعرف هل حقا حكم الفار ضد فالنسيا قد تلاعب بالصورة أم لا، لكن كان واضحا الهجوم من حارس فالنسيا واللاعب هوجو دورو على فينيسيوس قبل طرده".
وشدد "الإدانة لا تكفي، يجب حدوث ردود أفعال قوية، فهي مشكلة عنصرية، وفي إنجلترا لا إهانة بهذا الشكل، وهذا الأمر تم حله منذ وقت طويل عندما تم طرد الفرق الإنجليزية من أوروبا لمدة 5 سنوات، هذه كانت نهاية المشكلة".
وعن إمكانية رحيل فينيسيوس، أجاب "لا أعتقد أن هذا سيحدث، اللاعب يحب ريال مدريد ويريد صنع التاريخ مع الملكي، لكنه حزين وهادئ رغم حصوله على دعم الجميع".
وأتم "فينيسيوس لم يفقد حماسه، لقد تعرض لضربة في الركبة، ولذلك لم يتدرب مع المجموعة، لكنه يعيش حياة طبيعية، ننتظر صدور العقوبة بعد طرده أمام فالنسيا".
وأعلنت الشرطة الإسبانية، ظهر أمس، إلقاء القبض على المتورطين في حادث الهجوم العنصري.
وبحسب برنامج "الشيرنجيتو" الإسباني الشهير، فإن الشرطة الإسبانية، أوقفت 3 شبان في مدينة فالنسيا، بتهمة السلوك العنصري.
وهتفت جماهير فالنسيا كثيرا ضد فينيسيوس، ووصفته بالقرد، قبل أن يتورط في شجار مع لاعبي الفريق المنافس ليتم طرده بالبطاقة الحمراء المباشرة.
من جهته، أكد ميكا ريتشاردز، اللاعب السابق في مانشستر سيتي، وأحد أشهر المعلقين الإنجليز، أن تعليقات خافيير تيباس رئيس رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم "لا ليجا" حول العنصرية، جعلت "الدم يغلي" في عروقه.
وقال ريتشاردز في تصريحات لقناة "بي بي سي" البريطانية، حيث يتعاون كخبير، إن تيباس حاول أن "يتحول لضحية" في قضية العنصرية بحق فينيسيوس جونيور، والبيان الذي نشره ردا على اللاعب البرازيلي كان "مخزيا".
كان تيباس قد أكد أن "لا إسبانيا ولا الليجا عنصرية" وأنه لن يسمح بتلطيخ سمعة البطولة الإسبانية، ردا على رسالة لفينيسيوس قال فيها إن صورة البطولة "تهتز" وأن رئيس (لا ليجا) يهاجمه هو بدلا من انتقاد العنصريين.
وفي هذا الصدد، قال لاعب سيتي السابق: "لقد حاول تيباس أن يصبح الضحية في كل هذا. بيانه مخز تماما. إنه يجعل دمي يغلي وهذا جزء من المشكلة. إنها ليست مجرد مشكلة في كرة القدم. إنها مشكلة تواجه الكثيرين يوما بعد يوم".
وأكد ريتشاردز (34 عاما)، أنه إذا لم يتم حل هذه المشكلات فذلك يرجع إلى أن الناس "لا تأبه لها بما يكفي"، وأن مبادرات تضامن مثل الركوع على الركبة من أجل حركة "حياة السود مهمة" لا تأتي بنتيجة.
من ناحية ثانية، اتخذ الاتحاد الإسباني لكرة القدم، قرارا صارما ضد أحد الحكام الذين أداروا مواجهة ريال مدريد وفالنسيا.
وبحسب صحيفة "موندو ديبورتيفو"، فإن الاتحاد الإسباني بالاشتراك مع لجنة الحكام، قررا استبعاد إجليسياس فيلانويفا حكم الفيديو في المباراة من إدارة المباريات في الليجا، الموسم المقبل.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم استبعاد الحكم بعدما تعمد إخفاء خطأ لاعب فالنسيا، ضد البرازيلي، في اللقطة التي طُرد فيها فينسيوس.
ولم يرسل فيلانويفا، الصورة كاملة للحكم الأول في المباراة؛ حيث اقتصرت على قيام فينيسيوس بالاعتداء على لاعب الخصم، دون إبراز ما قام به الأخير تجاه البرازيلي في البداية (حيث قام بخنقه).
كذلك تم استبعاد 5 حكام آخرين من تقنية الفيديو؛ بسبب أدائهم السيء (في مباريات المسابقة). 
وعاد فينيسيوس للحديث من جديد عن واقعة تعرضه للعنصرية، ونشر عبر حسابه على "إنستاجرام" مقطع فيديو لجماهير فالنسيا، وعلق عليه: "كل جولة خارج سانتياجو برنابيو هي مفاجأة غير سارة، فقد كان هناك الكثير هذا الموسم.. أمنيات الموت، دمية مشنوقة، صرخات إجرامية كثيرة وجميعها مسجلة".
وأضاف: "لكن الخطاب دائما يقع على (حالات منعزلة)، هذه ليست حالات منعزلة، هي حلقات مستمرة تنتشر عبر عدة مدن في إسبانيا (وحتى في برنامج تلفزيوني)".
وتابع: "الدليل موجود في الفيديو، الآن أسأل كم من هؤلاء العنصريين نُشرت أسماؤهم وصورهم على مواقع الإنترنت؟ أجيب لأجعل الأمر أسهل.. الإجابة صفر، لا أحد يروي قصة حزينة أو يقدم تلك الاعتذارات العلنية الزائفة".
وواصل: "ما الذي ينقص تجريم هؤلاء الناس؟ ومعاقبة الأندية رياضيا؟ ألا تهتم أجهزة التلفزيون ببث هذه الهمجية في نهاية كل أسبوع؟".
وختم: "المشكلة خطيرة للغاية والاتصالات لم تعد تعمل، هذه ليست كرة قدم، ولا علاقة لها بالإنسانية".
في السياق ذاته، صرح المدير الفني لفريق بيتيس، مانويل بيليجريني أمس، بأنه لا يعتقد أن إسبانيا دولة عنصرية "بسبب أقلية تصرخ بحماقات".
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد قبل مباراة خيتافي في فيامارين، كان بيليجريني حازما عندما أشار إلى أن "هناك أشخاص مسؤولين عن تحليل (ما حدث)، ويجب أن نتوخى الحذر الشديد فيما يقال"، وأن "الأمر واضح؛ فالأقلية التي تصرخ بحماقات لا تعني أن الدولة عنصرية".
وأكد المدرب التشيلي، من واقع معرفته بالبلد الأوروبي وكرة القدم الإسبانية من خلال قيامه بتدريب فياريال وريال مدريد وملقة وبيتيس، قائلا "لا أعتقد أن إسبانيا بلد عنصري. لا يبدو لي (مناسبا) أن أصف ملعبا مثل ميستايا أو مدينة مثل فالنسيا أو بلدا بأنه عنصري بسبب أقلية تصرخ بحماقات". 
إلى ذلك، أكد وزير العدل البرازيلي فلافيو دينو أن بلاده تدرس تفعيل الحصانة المحلية في واقعة الاعتداءات العنصرية على فينيسيوس حال تجاهل السلطات الإسبانية لها.
وقال الوزير في تصريحات للصحفيين أول من أمس "نبحث إمكانية تفعيل وضع الحصانة المحلية. ينص القانون الجنائي على أنه في بعض المواقف الاستثنائية يمكن تطبيق القانون البرازيلي في حالة وقوع جرائم بحق مواطنين برازيليين حتى لو في الخارج".
وأوضح دينو أن الأمر يقتصر حتى الآن على دراسة "احتمالات اعتبارنا أن السلطات الإسبانية غضت الطرف عما حدث".
كما أبرز في تغريدة عبر منصة "تويتر" الاجتماعية أن القانون الجنائي يتضمن إمكانية تطبيق مبدأ الحصانة المحلية حال طلبت الحكومة ذلك "كحل نهائي" إزاء جريمة تعرض لها مواطن برازيلي في الخارج.
واعتبر الوزير أن هذه الآلية قد تكون ناجعة "حال تقاعس السلطات المختصة وقد تنجح كوسيلة للتعامل مع الهجمات غير العادلة التي يتعرض لها مواطن".