الطعام المهضوم مسبقا.. ما أبرز مخاطره؟

الطعام المهضوم مسبقا.. ما أبرز مخاطره؟
الطعام المهضوم مسبقا.. ما أبرز مخاطره؟

- لماذا يفرط العديد من الأشخاص في تناول رقائق البطاطا، والحبوب، والكعك، والحلويات، وغيرها من الأطعمة فائقة المعالجة، رغم معرفتهم أن هذه الأطعمة قد تكون غير صحية؟

اضافة اعلان


وقد يكون ذلك بسبب عمليات التصنيع التي "تهضم" المكون الغذائي الخام مسبقا، ما يؤدي إلى إنتاج أطعمة فائقة المعالجة تتجاوز إشارات الجسم بالشبع، وفق ما نشر على موقع "سي ان ان. عربية".


وقال الدكتور كريس فان تولكن، المتخصص في الأمراض المعدية، والأستاذ المشارك في كلية لندن الجامعية: "إنه من الصعب والمكلف حقا بالنسبة لشركة الأغذية أن تصنع طعامًا حقيقيًا وكاملًا.. ومن أجل التوفير تقوم شركات الأغذية بتدمير الأطعمة الحقيقية، وتحويلها إلى جزيئات، ثم إعادة تجميعها لصنع أي شيء تريده".


ويعتبر الطعام فائق المعالجة سريع وسهل الهضم، وفقًا للخبراء. ولكن هذه ليست الطريقة التي كان من المفترض أن يعمل بها الجهاز الهضمي البشري.
وتطور الجهاز الهضمي البشري، ليقوم بتكسير الأطعمة الكاملة إلى مكوناتها الغذائية المختلفة، وامتصاص تلك الفيتامينات، والمعادن، والمغذيات الدقيقة، ثم التخلص من بقايا الطعام غير القابلة للهضم عن طريق البراز.


وأوضح الدكتور ديفيد كاتز، وهو متخصص في الطب الوقائي، أنه عندما يتحرك الطعام عبر الجهاز الهضمي بطرق لم تقصدها الطبيعة الأم، يفقد الجسم القدرة على إرسال إشارة الشبع إلى الدماغ.


وتشير التقديرات إلى أن 73 % من الإمدادات الغذائية في الولايات المتحدة تتكون من أغذية فائقة المعالجة.


ومع ذلك، كان من الصعب تحديد التأثير الكامن وراء هذه الأطعمة على الجسم، حيث إن جميع الأبحاث في مجال التغذية تقريبًا تعتمد على الملاحظة.


ولكن، نجح كيفن هول، وهو باحث كبير في المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى في مدينة بيثيسدا بولاية ماريلاند الأميركية، بإجراء تجربة سريرية في العام 2019.


وعزل 20 متطوعًا سليمًا عن العالم الخارجي لمدة شهر واحد. وتناول الأشخاص الأطعمة فائقة المعالجة لمدة أسبوعين. وفي الأسبوعين المتبقيين، تناولوا نظامًا غذائيًا يتكون من الحد الأدنى من الأطعمة المصنعة.


وأوضح هول، أن كل نظام غذائي يحتوي على الكمية ذاتها بالضبط من السعرات الحرارية، والسكريات، والألياف، والدهون، والملح، والكربوهيدرات.


وفي غضون أسبوعين، اكتسب المشاركون في النظام الغذائي فائق المعالجة متوسط رطلين، أي 0.9 كيلوغرام. وفقد المشاركون وزنا مكافئا أثناء اتباع نظام غذائي قليل المعالجة.


وقال هول: "في النظام الغذائي فائق المعالجة، تناول الأشخاص حوالي 500 سعرة حرارية يوميًا، وكانوا يتناولون طعامهم بمعدل أسرع".


وتابع: "في بيئة خاضعة للرقابة، هذه هي الدراسة الأولى التي أثبتت أن الأطعمة فائقة المعالجة تجعل الناس يتناولون الكثير من السعرات الحرارية، ما يؤدي إلى زيادة وزنهم".


وأشارت جوليا مينيشيتي، الباحثة الرئيسية، إلى أن هناك مشكلة أخرى تتعلق بالأطعمة التي يتم تفكيكها وإعادة تجميعها، فهي ربما لم تعد تحتوي على العناصر الغذائية التي تحتاجها أجسامنا وتتوق إليها.


وأضافت: "نحن نستهلك سعرات حرارية أكثر، لكنها أقل كثافة من حيث المغذيات الدقيقة".


وربطت دراسات أخرى بين الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من الأطعمة فائقة المعالجة وزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة والسكري من النوع الثاني والاكتئاب.

 

وأوضح أنتوني فارديت، عالم الأبحاث البارز في المعهد الوطني الفرنسي للبحوث الزراعية في باريس، أنه قبل الحرب العالمية الثانية، وقبل أن نبدأ باستخدام عمليات التصنيع الجديدة هذه، لم نلاحظ قط مثل هذا المستوى المرتفع من الأمراض المزمنة في جميع أنحاء العالم.


قام البشر بمعالجة الطعام لقرون عدة، وكان أول دليل على التخمر منذ حوالي 13 ألف سنة.


ويعتبر العمل البسيط المتمثل في تقشير تفاحة، أو حبة من البطاطا، أو الجزر، أو غلي الطماطم على نار هادئة لصنع صلصة، أو إضافة الملح لعلاج اللحوم والحفاظ عليها، أو تعليب الأطعمة المزروعة في الصيف لاستخدامها في الشتاء، بمثابة طرق متنوعة يعالج بها البشر الطعام.


ويمكن أن تكون المعالجة مفيدة في كثير من الأحيان لأن جدران الخلايا الصلبة في بعض النباتات تحبس الفيتامينات، والمعادن، والمغذيات الدقيقة، ما يجعل استهلاكها صعبًا.


وعندما يتم إضعاف جدران خلايا الهليون عن طريق البخار، على سبيل المثال، فإن الفيتامينات "A" و"C" و"E" و"K" و"B" تكون متاحة أكثر لامتصاصها من قبل الجسم.