"غدير تهوى التصوير" قصص تسلح الأطفال وتحميهم من مخاطر الإنترنت

1714914668329849800
غلاف المجموعة- (من المصدر)

انطلاقا من أهمية موضوع التربية الإعلامية والمعلوماتية في تسليح الأطفال بالوسائل التي تحميهم من مخاطر الإنترنت، صدرت المجموعة القصصية "غدير تهوى التصوير" للقاصة وسام سعد، ضمن منشورات وزارة الثقافة الأردنية.

اضافة اعلان

 

  تعد "غدير تهوى التصوير" أول مجموعة قصصية تهتم بالتربية الإعلامية والمعلوماتية، وهي موجهة للفئة العمرية (10-13) عاما.


وتتضمن المجموعة ثلاث قصص هي: "غدير تهوى التصوير" و"فلنحب بعضنا بعضا"، و"همام والانستغرام"، إلى جانب رسومات داخلية نفذتها الرسامة شروق بشناق.
"الغد" التقت مع القاصة سعد، التي حدثتنا عن فكرة تخصيص المجموعة لتناول موضوع التربية الإعلامية والمعلوماتية، وأثره في تسليح الأطفال بالوسائل التي تحميهم من مخاطر الإنترنت في ظل ثورة التكنولوجيا، وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي.


وأيضا، تعليمهم كيفية الاستفادة من المواقع والمعلومات على شبكة الإنترنت بطريقة صحيحة، والتحقق من المعلومات التي تنشر عليها ومدى مصداقيتها قبل نشرها، والتمييز بين الإشاعة والمعلومة الصحيحة ونبذ الكراهية.


وحول محتوى هذه المجموعة، قالت سعد "إن أحداث القصة الأولى التي تحمل اسم المجموعة القصصية "غدير تهوى التصوير"، تدور حول طفلة تدعى غدير تستغل هاتفها الخلوي لتقوم بنشر معلومات كاذبة وغير صحيحة، بهدف زيادة عدد متابعيها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها، كما تقوم بانتهاك خصوصية الآخرين بالتقاط صور لهم دون أخذ الإذن منهم ونشرها على حساباتها على الانترنت، مما يسبب لها مشاكل عديدة".


وبأسلوب بسيط ومشوق وبعيدا عن الوعظ المباشر، تدرك غدير كيفية التعامل بحذر مع مواقع التواصل الاجتماعي وما يحق لها أن تنشره بعيدا عن الإشاعات وانتهاك خصوصية الآخرين.


أما القصة الثانية، وفقا للقاصة، فهي بعنوان "فلنحب بعضنا بعضا"، وقدمت على ألسنة الحيوانات، تدور أحداثها داخل مدرسة تضم دببا بيضاء وأخرى رمادية اللون، ليقوم أحد الدببة البيضاء بحملة تحريضية ضد الدببة الرمادية من خلال إنشاء محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي يحض على الكراهية ضد اللون، وسرعان ما ينتشر خطاب الكراهية عبر الانترنت ويتسبب بعدها في حدوث عنف بين الطلاب (الدببة).


ومن خلال الأحداث المتسلسلة والمثيرة، تعزز القصة على نبذ الكراهية وتشجيع الانفتاح على الآخرين وعلى ملاحظة الاختلافات وتقديرها، وعلى احترام الآخرين والتفاهم والتعاطف مع الأشخاص المختلفين.


بينما تتناول القصة الثالثة موضوعا مهما، ألا وهو الاستخدام الآمن للإنترنت من خلال قصة "همام والانستغرام" التي تدور أحداثها حول الفتى همام وصديقه "زكزك"، إذ يأخذه الأخير في جولة في تطبيق "الانستغرام"، ويتعرف همام من خلالها على أخلاقيات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وعلى القواعد الصحيحة لاستخدام التطبيقات الإلكترونية والتي تساعده على تجنب الوقوع في المشاكل التي تكمن في عالم التكنولوجيا.


وأوضحت القاصة، أن دراستها الصحافة والإعلام الحديث، وبالتحديد التربية الإعلامية والمعلوماتية، جعلتها تركز على تعليم الأطفال مهارات التربية الإعلامية والمعلوماتية من خلال القصص التي تعد وسيلة جيدة لتعليم الأطفال السلوكيات الإيجابية، خاصة القصص ذات الحبكات التي يسهل فهمها والتعلق بها.


وبينت سعد، أنها من خلال تقديمها الورشات التدريبية المتعلقة بالتربية الإعلامية والمعلوماتية والموجهة للمعلمين/ات والمشرفين/ات في وزارة التربية والتعليم، تعرفت أكثر على مشاكل الطلاب مثل "التنمر الإلكتروني"، وهي ظاهرة منتشرة بين الطلاب وخطيرة يستخدم المتنمر الانترنت لتمرير رسائل عدائية للطرف الآخر، وتعد جريمة إلكترونية تقوم منظومة التربية الإعلامية والمعلوماتية في الحد منها.
لذا خصصت سعد مساحة من كتاباتها لتوعية الأطفال وتعريفهم بأخلاقيات النشر وحدود احترام الآخرين.


ورأت المؤلفة أن الكاتب يحتاج، إضافة إلى قدرته على الكتابة، إلى امتلاك معرفة معمقة حول الموضوع المتخصص الذي سيكتب به، مبينة أنها في هذه المجموعة جمعت بين كتابتها في مجال أدب الطفل وبين درستها للتربية الإعلامية والمعلوماتية، فنتجت عنها قصص مختصة في هذا المجال، وبحسب رأيها، فلا يمكن للكاتب أن يتطرق لموضوع التربية الإعلامية والمعلوماتية دون أن يكون ملما به.


وأشارت سعد إلى أن الذي دفعها للكتابة في التربية الإعلامية والمعلوماتية هو "أهمية الموضوع"، لا سيما أن "التربية الإعلامية والمعلوماتية"، تم إدماجها في مناهج التعليم المدرسي باعتبارها دواء فعالا للتصدي لوباء المعلومات الذي يجتاح العالم ويستهدف كل فئات المجتمع، خاصة مع التطور التكنولوجي وانتشار "السوشال ميديا"، على نطاق واسع.


وخلصت المؤلفة إلى أن الكتابة للطفل هي رسالة أدبية تثقيفية تربوية بعيدة عن الكسب المادي، ومنزهة عن أي غرض آخر، وعلى الكاتب أن يخالط الأطفال، ويعيش عالمهم ويعرف اهتماماتهم الحالية التي تواكب العصر ويتعرف إلى مشاكلهم، فإذا كان بعيدا عنهم فكيف له أن يحس بأحاسيسهم ويتعرف رغباتهم؟


وسام سعد، حاصلة على درجة الماجستير في "الصحافة والإعلام"، بدرجة امتياز، وعملت مدير تحرير مجلة "وسام" في وزارة الثقافة، وتعمل كمنسق لملف التربية الإعلامية والمعلوماتية في وزارة الاتصال الحكومي الذي أولته الحكومة اهتماما كبيرا، وقد حصلت سعد على جائزة أدب الطفل العربي في القاهرة العام 2017 عن كتاب "ماذا يوجد داخل صندوق لينة؟".


وصدر لها العديد من المؤلفات في أدب الأطفال منها:" ضيف غريب في بيت الجدة"، "حلق عاليا يا صديقي"، "لماذا هربت ألعاب ليث؟"... كما قد عملت سعد ضمن لجان تحكيم في مجال أدب الأطفال، ومسابقة تحدي القراءة العربي، ولها العديد من المبادرات التي تهدف إلى تدريب الأطفال على الكتابة الإبداعية، وبالإضافة للكتابة، فهي ترسم كتب أطفال، إذ رسمت للعديد من الكتاب والشعراء العرب.