الأغوار الوسطى.. أشجار حرجية تغزو شوارع زراعية وغياب الصيانة يحيلها إلى أزقة

1690987169627049000
أشجار حرجية تتعدى على طريق زراعي متهالك بالأغوار الوسطى-(الغد)

الأغوار الوسطى– تتسبب أشجار حرجية تنمو بشكل عشوائي على جنبات الطرق الزراعية بالأغوار الوسطى بتقليص سعتها، واحيانا تغيير مسار بعضها، في وقت تغيب عمليات الصيانة الدورية، ما أحال هذه الشوارع إلى ازقة لا تصلح لسير المركبات عليها.

اضافة اعلان

 

  غزو الأشجار بات يهدد السلامة المرورية ويكلف مستخدمي هذه الشوارع مبالغ كبيرة لصيانة مركباتهم، ناهيك عن اغلاق حركة السير في حال حدوث أي طارئ.


يقول محمد محمود إن الأشجار الحرجية تسببت بإغلاق جزئي لمعظم الشوارع الزراعية ما يشكل معاناة يومية للمواطنين والمزارعين على حد سواء.


ويضيف ان غالبية هذه الاشجار تنبت بشكل عشوائي وبشكل سريع مع وجود المياه بكثرة نتيجة تسربها من انابيب الري، لافتا الى أن غياب اعمال صيانة الطرق وتقليم الاشجار فاقم من سوء الاوضاع حتى اصبح اتساع بعضها لا يزيد على المترين.


ويؤكد محمود أن أعمال تقليم الأشجار يقتصر على الطرق الرئيسة في حين أن معظم الشوارع الزراعية بقيت على حالها ما زاد من تعدي الاشجار عليها وفاقم من حجم المشكلة، مشيرا إلى أن اعادة فتح الشوارع بسعتها الكاملة يحتاج الى اقتلاع هذه الأشجار من جذورها لان عمليات التقليم لا تجدي نفعا.


ويشاركه الرأي عبدالله العدوان، مؤكدا أن نمو هذه الأشجار وتعديها على حرم الشوارع الرئيسية والفرعية بات يشكل تهديدا للسلامة المرورية، مطالبا الجهات المعنية بالعمل على إزالتها وخاصة بعض الانواع التي لا تنفع معها عمليات التقليم.


ويبين أن وجود الأشجار على جانبي الشوارع الزراعية يشكل خطورة حقيقية كونها تقلص من سعة هذه الشوارع وتحجب الرؤية، لافتا إلى أن اضرارها تتعدى ذلك الى الاضرار التي تلحق بالمركبات نتيجة اجبار السائق بالسير على حواف الطرق المعبد هربا من الاغصان واشواكها الحادة.
ويشير العدوان إلى أن المعاناة الأكبر عادة ما تكون في الشوارع التي تخدم مناطق سكنية، إذ إن نمو الأشجار داخل حرم الشارع يحدث اغلاقات خاصة عند حدوث مناسبات عامة سواء أفراح أو أتراح، حيث يضطر الأهالي لإيقاف سياراتهم على مسافات بعيدة لعدم وجود أماكن ولضيق سعة الشارع، مبينا كثرة مسير المركبات على حواف الشوارع ادى الى تدميرها وحدوث الكثير من الحفر والتي تتطلب اجراء صيانة وتعبيد لإعادتها الى وضعها الطبيعي.


ويطالب عدد من الأهالي بضرورة إجراء حملة سريعة وشاملة لإزالة الاشجار بشكل كامل واعادة فتح الشوراع الزراعية بسعتها الكاملة للحد من معاناة الاهالي والمزارعين، ومن ثم القيام بحملات دورية لضمان عدم نمو الاشجار من جديد وتعديها على الشوارع.


بدوره يقر مدير زراعة الشونة الجنوبية المهندس خليل العدوان ان الأشجار الحرجية وخاصة اشجار السلم غزت الشوارع الرئيسة والفرعية ما يتطلب تعاون الجهات المعنية للحد من اضرارها، مبينا أن دور مديرية الزراعة هو دور تنظيمي يتعلق بمنح الموافقات على ازالة الأشجار التي تشكل خطرا أو عائقا سواء للطرق الرئيسة والزراعية أو على شبكات الكهرباء. 


ورغم ذلك، يضيف مدير الزراعة ان كوادر وورش المديرية تقوم بشكل مستمر بتقليم الأشجار التي تتعدى على الطرق الرئيسة حسب الامكانات المتاحة، لافتا الى أن المديرية على كامل الاستعداد للتعاون مع الجهات صاحبة العلاقة سواء الأشغال العامة أو سلطة وادي الأردن أو البلديات لإزالة الأشجار التي تشكل تهديدا للسلامة المرورية على كافة الطرق.


ويبين أن أشجار السلم من الأشجار الحرجية التي تحمي نفسها فهي اشجار مقاومة للحرارة والجفاف ما يجعلها سريعة النمو في المناطق المروية مثل وادي الأردن، موضحا أنه يوجد العديد من المعوقات التي تعترض عمل ورش المديرية كوجود انانبيب الري أو ممانعة ملاك الاراضي ما يتطلب بذل المزيد من التعاون من كافة الجهات ذات العلاقة.


من جانبه، يؤكد مدير مديرية ري الكرامة التابعة لسلطة وادي الاردن المهندس مأمون الخرابشة أن نمو الأشجار الحرجية يعد مشكلة حقيقية في منطقة الأغوار، إذ إن نموها المتسارع على جوانب الطرق الزراعية يسبب مشكلة حقيقية للمواطنين ومستخدمي الطريق وحتى لكوادر السلطة، لافتا إلى أن عمليات التقليم التي تقوم بها السلطة بالتعاون مع مديرية الزراعة غير مجدية كونها سرعان ما تعاود النمو من جديد وبشكل أكبر من السابق.


ويضيف أن هذه المشكلة تحتاج إلى تعاون جميع الجهات المختصة لازالة الأشجار واعادة فتح الطرق بكامل سعتها، منوها إلى أنه لا يوجد حاليا إمكانيات وآليات لدى السلطة للقيام بهذا العمل لكثرة الطرق الزراعية في المنطقة وكبر حجم العمل، ناهيك عن وجود عوائق كأنابيب الري التي يجب إزالتها قبل البدء بالعمل.

 

 

اقرأ ايضا:

 الأغوار الوسطى.. "حفريات المياه" تنهك الشوارع وتضع السكان بمعاناة يومية