في إشكالية تتكرر.. حمضيات الأغوار الشمالية.. إنتاج أكثر وخسارة أكبر

1704555446310453400
حمضيات الأغوار معروضة على الطرقات بدلا من توريدها للأسواق - (الغد)

الغور الشمالي- في مفارقة جسدها موسم الحمضيات في الأغوار الشمالية، شكل الإنتاج الوفير للموسم الحالي أرقا للمزارعين، الذين وجدوا أنفسهم أمام فائض بالمحصول وصعوبة بالتسويق، انعكس بشكل مباشر على أسعار البيع التي انخفضت إلى ما دون الكلف. 

اضافة اعلان


وبات قطاف المزيد من الثمار يعني تكبد المزيد من الخسائر، في وقت لجأ بعضهم وفي محاولة تبدو غير مجدية للتخفيف من وطأة الخسائر، إلى عمليات القطاف والتسويق المباشر للثمار، عبر عرضها على الطرقات العامة، في مشهد يعكس أوضاع العديد من مزارعي الحمضيات التي قالوا إنها "مأساوية".


لجوء مزارعين إلى عملية التسويق "من المزرعة إلى الطريق"، والتي تعتبر غير مألوفة، تأتي عقب تدني كبير بأسعار الحمضيات في الأسواق المركزية، وعدم جدوى نقلها الى الأسواق وتحمل كلف التعبئة والنقل، في وقت يشهد الموسم الحالي فائضا بالانتاج، خاصة لثمار الليمون والبرتقال. 


يقول المزارع خالد القويسم، إنه اضطر إلى بيع محصوله على جوانب الطرق وعرضه على بسطات بأشكال مختلفة وجذابة على أمل ببيعه للمتنزهين ومرتدادي منطقة الأغوار في هذه الفترة. 


ولفت إلىأن محاولات تعويض شيئا من خسارته عبر بيع المحصول على الطرقات لم تنجح هي الأخرى، وانتهى به الأمر إلى توقفه عن جني المحصول وتسويقه بهذة الطريقة تجنبا لمزيد من الجهد والخسائر، موضحا أن عمليات بيع المحصول على الطرقات تتطلب أيضا بعض الكلف هو بغنى عنها. 


وقال إن موسم الحمضيات لهذه العام لم نشهد له مثيل من حيث حجم الخسائر، في وقت تميز الموسم بكثرة الإنتاج.


وبين القويسم أن كلف صندوق الليمون أو البرتقال تقارب من 2 دينار واحيانا دينارين ونصف، وهي ثمن جني المحصول وثمن الصندوق الفارغ، وأجور النقل وعمولة التاجر ورسوم البلدية، في الوقت الذي يباع فيه الصندوق ما بين 20 و50 قرشا، موضحا أنه سيضطر إلى دفع مصاريف من جيبه لتسويق إنتاجه وهي خسارة ستضاف إلى خسارة كلف الإنتاج.


ويؤكد المزارع صابر البشتاوي أنه توقف عن توريد محصول الحمضيات هذا العام إلى الاسواق، لأن سعر بيعه لا يغطي أجور العمال وثمن الصندوق الفارغ وأجور النقل، لافتا إلى أنه يضطر  لبيع المحصول على جوانب الطريق وخصوصا الطرق المؤدي الى الأماكن السياحية، واستغلال الموسم السياحي الشتوي  في بيع المحصول، بعد أن تراكم المحصول على الأشجار وتعرض للتلف.


ويؤكد مصدر من السوق المركزي، أن أسعار البيع في السوق تدنت بشكل كبير هذا العام مع زيادة العرض مقابل تراجع الطلب، موضحا ان انعدام حركة التصدير أدى إلى عزوف التجار عن الشراء وغالبية ما يباع حاليا يذهب الى الأسواق المحلية، كما أن الأحداث السياسية والأمنية لعبت دور كبيرا في تراجع الأسعار.


وأضاف رئيس جمعية مزارعي وادي الريان مثقال الزيناتي أن العمل الزراعي في وادي الأردن أصبح غير مجد جراء غياب الجهات المعنية عن متابعته بالشكل المطلوب، كما أن قلة المياه ساهمت في ذلك، مطالبا من وزارة الزراعة العمل على تعويض المزارعين عن الخسائر التى  تكبدوها الموسم الحالي، كما طالب بالعمل على ايجاد خطة زراعية تنقذ المزارعين من الخسائر المتوقعة في المستقبل القريب.


وقال إن "هذا التراجع دفع بعدد كبير من المزارعين الى إرسال محاصيلهم إلى البسطات المنتشرة على الطرقات العامة وبيعها بأسعار  بسيطة، الا أنها تبقى أفضل حالا من بيعها بالأسواق المركزية بخسارة". 


وأشار إلى أن الأسعار الحالية هي الأسوا، إذ انخفضت أسعار البيع بنسبة 80 % مقارنة مع الأعوام السابقة، لافتا إلى أن الانخفاض طال جميع أصناف الحمضيات دون استثناء. 


وتوقع الزيناتي أن هذا الأمر سيدفع بغالبية المزارعين إلى إنهاء موسمهم الزراعي بشكل مبكر للحد من الخسائر، التي يتكبدونها لقاء قطفهم وتسويقهم للمحاصيل، مشيرا الى أن أسعار البيع غير مجدية وغير معقولة. 


ورغم الاتصال المتكرر بالناطق الإعلامي لوزارة الزراعة لورنس المجالي ولكنه لم يجب على اتصالات "الغد"، في حين أكد مصدر من مديرية زراعة الأغوار أن دور المديرية  محدود، ويقتصر على الإرشاد الزراعي، مقرا أن الموسم الحالي يواجه الكثير من المصاعب والاستمرار على هذا المنوال قد يؤدي إلى عزوف المزارعين عن الاعتناء بأشجارهم. 

 

اقرأ أيضا:

  هل ينهي "النخيل" زراعة "الحمضيات" بالغور الشمالي؟