المنتخب الوطني.. هوية غائبة ومبررات تحرج المدرب

1700230400850833100
لاعب المنتخب الوطني علي علوان يحاول المرور من لاعبي منتخب طاجيكستان - (من المصدر)

فشل المنتخب الوطني لكرة القدم في تحقيق الفوز للمباراة الخامسة على التوالي تحت قيادة المدرب المغربي الحسين عموتة، بتعادله 1-1 أول من أمس مع مضيفه منتخب طاجيكستان، بافتتاح مشواره في التصفيات المزدوجة المؤهلة بنهائيات كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027.

اضافة اعلان


وهذه أول مرة يفشل فيها المنتخب بتحقيق نتيجة الفوز في 5 مباريات متتالية، منذ ان عجز عن تحقيق الانتصارات في 6 مباريات متتالية العام 2019، لتتواصل النتائج المخيبة للآمال منذ تولي المدرب المغربي مهامه، رغم ارتفاع سقف الطموحات عند تعيينه في منصبه خلفا للمدرب السابق عدنان حمد.


وشكل التعادل مع طاجيكستان، صدمة جديدة للشارع الرياضي الذي كان يمني النفس في تحقيق انطلاقة جيدة نحو حلم بلوغ كأس العالم، إلا أن سيناريو المباراة، وقبول هدف متأخر وتعديل الكفة في الزفير الأخير من اللقاء، أصاب الجماهير في حيرة من أمرها، مع التشكيك في قدرة المنتخب على بلوغ الدور المقبل والتفكير بالتأهل للمونديال.


ولم يقدم المنتخب الوطني المستوى الذي يشفع له العودة بالنقاط كاملة إلى أرض الوطن، حيث ظهر اللاعبون بصورة باهتة، مع السيطرة على الكرة لفترات، دون وجود أي هوية فنية وبصمة واضحة من المدرب على اللاعبين، فيما كانت الصدمة الكبرى خلال المباراة، هو إجراء عموتة تغييرا واحدا في الدقائق الأخيرة، ما أثار حفيظة الجماهير التي بدأت تطالب الاتحاد بالقيام بتغيير الجهاز الفني قبل فوات الأوان.


وجاءت تصريحات المدرب عموتة عقب اللقاء لتزيد “من الطين بلة”، حيث أشار في حديثه إلى أن النتيجة تعتبر جيدة قياسا بمجريات اللقاء، خصوصا بعد استقبال هدف متأخر، وأن العودة بنقطة من خارج الديار أمر جيد، موضحا بأن المنتخب في بداية المشوار وتبقى له 5 مباريات من أجل تحقيق هدف التأهل للدور المقبل.


واعتبر الشارع الرياضي بأن تصريحات المدرب انهزامية، خصوصا بعدما وعد الجمهور بتحقيق أحلام المنافسة على كأس آسيا والتأهل لكأس العالم، قبل أن يعجز خلال 5 مباريات عن تسجيل الفوز.


ولم تنعكس خبرة عموتة التدريبية على الأداء العام للمنتخب، وبات اللعب في غالب الأحيان من اللاعبين فرديا، ولا يعتمد على تطبيق تعليمات المدرب إن وجدت.


وسيخوض المنتخب الوطني مباراته المقبلة على أرضه وبين جماهيره أمام السعودية مساء الثلاثاء المقبل، في لقاء صعب على المنتخب يهدف من خلاله محو الصورة السلبية التي ظهر عليها ببداية المشوار، علما بأن السعودية تغلبت على باكستان في الجولة الأولى برباعية بيضاء.


وأكد المدرب الوطني ديان صالح، إن المنتخب لم يظهر بالشكل المطلوب أمام منتخب طاجيكستان المتطور، وأن مشاكل ظهرت على تشكيلة المباراة من حيث الدخول بـ 3 لاعبين ارتكاز وعدم وجود صانع ألعاب، ما أضر باللاعبين، مؤكدا بأن الطريق أمام المنتخب غير مفروش بالورود في سبيل الوصول للدور المقبل.


وبين صالح في معرض رده على استفسارات “الغد”، أن المنافس تطور في السنوات الماضية بصورة ملحوظة، وأن مستواه كان مميزا داخل المستطيل الأخضر، موضحا بأن الإيجابية الوحيدة للمنتخب كانت سرعة ردة فعله بعد تأخره بالنتيجة، وتعديله الكفة والعودة للديار متعادلا وليس خاسرا، وهي دفعة معنوية حسب وصفه قبل مواجهة السعودية.


وأضاف: “لم يصل الأداء بعد 5 مباريات مع المدرب الجديد للصورة المطلوبة، وهناك مشاكل في أداء المنتخب وتحديدا في الناحية الدفاعية، وتحتاج لعمل كبير من الجهاز الفني، إلى جانب العمل على التحكم بالكرة بصورة أفضل في ملعب الفريق المنافس”.


وكشف الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي مبارك الخوالدة، أن تصريحات المدرب بأن ضيق الوقت كانت سببا في التعادل، هو أمر ينافي المنطق، حيث أن المنتخب الوطني هو الوحيد بين دول العالم الذي تم تأجيل جولة من بطولة الدوري لصالح استعداده بصورة أفضل، مؤكدا بأن المنتخب لم يقدم أي شيء خلال المباراة.


وذكر الخوالدة بأنه لا يوجد أي مبرر لفقدان نقطتين ببداية المشوار نحو كأس العالم، وأن غياب اللجنة الفنية في اتحاد الكرة جعلت المدربين دون حسيب أو رقيب نتيجة اختياراتهم الخاطئة من اللاعبين، متمنيا إعادة دراسة الأوضاع داخل المنتخب من جهاز فني مرورا باللاعبين، بعد استدعائه لقائمة طويلة لم يستفد منها أبدا.


وتابع: “واجهنا خلال عام واحد منتخبات قوية مثل إسبانيا وصربيا، وقدمنا مستويات مميزة أمامهما رغم توفر النجوم في قائمتهما، عكس مواجهتنا مع طاجيكستان التي كانت ممر عبور للمنتخب سواء باللعب في أرضه أو خارجه”.


وأشار مشجع المنتخب الوطني محمد الكعابنة، إلى أن المنتخب ظهر بلا روح خلال المباراة، وأن المدرب لم يضع أي لمسة فنية منذ قدومه، إلى جانب ظلمه لأكثر من لاعب من خلال عدم استدعائهم للقائمة، وبين أنه كان يجب منح فرصة للاعبين بأعمار أصغر، مفيدا بأن تسلسل النتائج السلبية للمنتخب أمر كارثي، سينعكس على أداء المنتخب في نهائيات كأس آسيا، وسيصبح المنتخب محطة عبور للمنتخب في النهائيات القارية.

 

اقرأ أيضاً:

عموتة مطالب ببث الطمأنينة في نفوس الجماهير بعد 3 هزائم متتالية