نجح المنتخب الوطني لكرة القدم في تحقيق مراده أول من أمس، بتسجيل فوز عريض على المنتخب الباكستاني وصل إلى 7 أهداف دون رد، ليقطع خطوة نحو التأهل للدور الثاني من التصفيات المشتركة المؤهلة لكأس العالم وآسيا.
وأصبح المنتخب الوطني أمام فرصة كبيرة لبلوغ الدور التالي بالتصفيات بعد أن صعد للمركز الثاني برصيد 7 نقاط، مقابل بقاء المنتخب السعودي بصدارة المجموعة السابعة برصيد 10 نقاط، وتراجع منتخب طاجيكستان إلى المركز الثالث برصيد 5 نقاط، واحتل باكستان المركز الرابع والأخير بدون نقاط.
وتستعرض "الغد" في سياق التقرير التالي، أبرز مشاهد الفوز الكبير الذي حققه "النشامى"، وما تبعه من أحداث، في أكثر مباراة تشهد حضورا جماهيريا للمنتخب الوطني منذ سنوات طويلة، حيث بلغ عدد الحضور 14695 مشجعا.
وحرص ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، والأمير هاشم بن عبد الله الثاني، على متابعة المباراة كاملة من المنصة الرئيسة للملعب.
وتتبقى للمنتخب مباراتان حاسمتان بالدور الأول من التصفيات، إذ يلتقي منتخب طاجيكستان على أرضية ستاد عمان الدولي في السادس من شهر حزيران (يونيو) المقبل، على أن يغادر للسعودية للقاء منتخب بلادها في 11 من الشهر ذاته.
وجاء الفوز المهم بوقته بعد أن سجل نجم المنتخب موسى التعمري "الهاتريك" الأول في مسيرته، إضافة إلى تسجيل اللاعب سعد الروسان الهدف الدولي الأول في سادس مباراة له مع المنتخب الوطني، فيما أحرز الأهداف الأخرى كل من البديل محمد أبو زريق "شرارة" ويزن النعيمات وعلي علوان.
وظهر المنتخب بصورة جيدة من حيث المستوى على مدار شوطي اللقاء، مع بروز المهارات الفردية والإمكانيات الفنية العالية لدى العديد من اللاعبين، وتواجد جمل تكتيكية تم تطبيقها بصورة سلسة، مع التذكير بأن المنتخب المنافس يعد من أضعف المنتخبات الدولية والقارية.
لكن أرضية الملعب وقفت عائقا دون تقديم النجوم لأفضل مستوياتهم، حيث أرسل موسى التعمري رسالة حادة لوزارة الشباب، أكد فيها ضرورة تطوير أرضية ستاد عمان الدولي، حيث اعتبرها غير لائقة لمنتخب حاصل على وصافة بطولة كأس آسيا، متمنيا إصلاحها قبل المباراة الحاسمة في التصفيات بعد أقل من 3 أشهر.
وظهر التعمري في المؤتمر الصحفي عقب المباراة باعتباره أفضل لاعب في المواجهة، حسب اختيار مراقب المباراة من الاتحاد الآسيوي، حيث تحدث بلسان زملائه مفيدا أن الأرضية غير صالحة للعب، وأن اللاعبين عانوا منها.
وتداول رواد منصات التواصل الاجتماعي كلمات التعمري التي قال فيها إن ستاد عمان الدولي أسوأ ملعب لعب فيه بمسيرته، ليحرج هذا التصريح المسؤولين ويضع على عاتقهم مسؤولية محاولة معالجة الخلل بأسرع وقت، علما بأن الملعب تقام عليه العديد من المباريات المحلية أسبوعيا.
من ناحية ثانية، ثمن المدير الفني للمنتخب الوطني الحسين عموتة، تكريم جلالة الملك عبدالله الثاني، للمنتخب بمنحه اليوبيل الفضي على إنجاز وصافة كأس آسيا، موضحا بأنه شرف لأي مدرب ولاعب أن يحظى بهذا التكريم.
وغير عموتة من نهجه قليلا، بعدما أجرى أكثر من تغيير على التشكيلة الأساسية من جهة، من خلال الزج بالمدافعين براء مرعي وسعد الروسان بدلا من عبد الله نصيب "ديارا" وسالم العجالين، دون وجود مبرر لغيابهما بسبب الإصابة أو إيقاف، بل لمنح الفرصة لوجوه جديدة، فيما كان التبديل الثالث بإشراك إبراهيم سعادة بدلا من نزار الرشدان الغائب بداعي الإيقاف.
وقام عموتة بإجراء التبديلات الخمس خلال فترات الشوط الثاني، بمنح فرصة اللعب لكل من صالح راتب، محمد أبو حشيش، محمد أبو رزق "بوجبا"، محمد أبو زريق "شرارة" ومحمود شوكت، علما بأنها المباراة الأولى التي يستفيد خلالها من العدد الأقصى المسموح لإجراء التغييرات منذ مواجهة طاجيكستان بربع نهائي كأس آسيا.
إلى ذلك، أثارت الخطوة التي قام بها اتحاد الكرة مؤخرا، من خلال طرح تذكرة تدعى "سكاي بوكس"، والتي تتم من خلالها مشاهدة المباريات في ستاد عمان الدولي بطريقة مختلفة، عبر الجلوس بغرفة مغلقة، وعيش تجربة جديدة بمتابعة اللقاء من مكان أعلى، إلى جانب تقديم خدمات تناسب المبلغ المدفوع وقيمته ألف دينار أردني مقابل دخول 8 أشخاص.
لكن الواقع كان مختلفا تماما، فلم تكن مقاعد الجلوس مميزة لم تكن بحجم وقيمة المبلغ المدفوع.
وبحسب المعلومات التي وصلت "الغد"، فإن عائلتين من الأردن وباكستان قد تواجدتا في هذه الغرفة، وأبديا العديد من الملاحظات أيضا حول طبيعة الخدمات المقدمة لهم.
وعقب انتهاء المؤتمر الصحفي الذي جمع المدرب الحسين عموتة، وموسى التعمري، عانى نجم نادي مونبيليه الفرنسي من الوصول لحافلة المنتخب، واحتاج وقتا أطول من اللازم لمغادرة الملعب.
القصة بدأت بعد أن تواجد عدد كبير من الجماهير في المنطقة المخصصة لوسائل الإعلام لإجراء المقابلات بعد المباراة، وسط استهجان حول السماح للمشجعين بالوصول إلى هناك، ما أدى إلى التدافع في أكثر من مناسبة، وتأخر التحاق التعمري ببقية زملائه.
وحرصت الجماهير على مشاهدة التعمري ومحاولة التقاط الصور التذكارية معه، منهم من نجح بصعوبة بالغة، وآخر انتظر فرصة أخرى لالتقاطها، مقابلة حماية اللاعب من قبل رجال الأمن لوصوله للحافلة.
وتسبب سوء التنظيم في هذه المنطقة، في تعذر إجراء المقابلات الصحفية، فيما شهدت المباراة قبل انطلاقتها تنظيما جيدا من مختلف البوابات بالنسبة للجماهير عبر سرعة الدخول إلى المقعد المخصص لكل حامل تذكرة.
إلى ذلك، أبدى المدير الفني للمنتخب الباكستاني، الإنجليزي ستيفن كوستانتين، غضبا غير مبرر في حديثه لوسائل الإعلام بالمؤتمر الصحفي عقب نهاية المباراة، بعد إلحاق "النشامى" أكبر خسارة بالمنتخب الباكستاني منذ توليه مهمة تدريبه.
وكان كوستانتين غاضبا بصورة غير طبيعية، وقال إنه لا يوجد لديه أي تعليق حول المباراة، ما أدى إلى استغراب العدد القليل من الصحفيين الموجودين بالمؤتمر الصحفي.
ولم يعلم أحد الأسباب التي دفعت المدرب للقيام بهذا التصرف، على الرغم من معرفة الجميع الفوارق الفنية الكبيرة بين المنتخبين، وعلمه قبل خوض اللقاء بأن منتخبه معرض للخسارة بهذه النتيجة، في ظل حاجة المنتخب الوطني لتسجيل أكبر عدد من الأهداف.
على صعيد آخر، حظي اللاعب الدولي السابق بهاء عبد الرحمن، بتكريم من اتحاد الكرة بين شوطي المواجهة، على ما قدمه في مسيرته الدولية مع المنتخب الوطني، باعتباره ثاني أكثر لاعب تمثيلا لـ "النشامى" عبر التاريخ بواقع 152 مباراة.
وحرص رئيس الهيئة التنفيذية سمو الأمير علي بن الحسين، على تكريم عبد الرحمن داخل أرضية الملعب وسط تفاعل من الجماهير.
وعانى عبد الرحمن عانى من إصابة بالقلب أجبرته على إنهاء مسيرته الكروية، والتي توج خلالها بالعديد من الألقاب المحلية، إلى جانب خوضه تجارب احترافية عديدة.
سمو الأمير علي بن الحسين يكرم اللاعب الدولي السابق بهاء عبد الرحمن - (من المصدر)
اقرأ أيضاً:
لاعبو المنتخب يعيشون "النجومية".. والجمهور يزين المدرجات بعد تراجع "القوات المحمولة"
عبد الرحمن: سنخاطب الأهلي والزمالك للمشاركة في مهرجان اعتزالي.. وهايل يستحق الدعم
