جوليا تتحدى السرطان وتقطع 21 كم بنصف الماراثون في رسالة للمصابين

المتسابقة جوليا حداد تتحدث للزميل أحمد الرواشدة بعد انهائها سباق نصف ماراثون البحر الأحمر - (الغد)
المتسابقة جوليا حداد تتحدث للزميل أحمد الرواشدة بعد انهائها سباق نصف ماراثون البحر الأحمر - (الغد)
أحمد الرواشدة العقبة- تشخيص الإصابة بمرض السرطان يشكل صدمة للمرضى في كثير من الأحيان، ويفقدهم الأمل بالحياة ويعيشون بجو محبط، لكن العداءة جوليا حداد المصابة بسرطان الثدي لها وجهة نظر مختلفة. إذ أيقنت حداد أنها ستتغلب على مرضها عن طريق ممارسة الرياضة البدنية، التي تعزز المزاج وتزيد إنتاج هرمونات السعادة في الدماغ، والتي تعمل على رفع الحالة المزاجية، فالذين يعالجون من السرطان تمثل الحالة النفسية السيئة أو إصابتهم بأمراض كالاكتئاب والقلق مشكلة كبيرة في نظامهم العلاجي، خاصة إذا ما وصل المرض الى مراحل متقدمة. تقول حداد التي التقتها "الغد" بعد مشاركتها بسباق نصف ماراثون أيلة البحر الأحمر الذي أقيم الجمعة الماضي في قلب المدينة السياحية "العقبة" وقطعت كامل مسافة السباق والبالغة 21 كم، وهي مفعمة بالأمل وبحالة مزاجية عالية "إن مشاركتي في السباق كمصابة بسرطان الثدي وبعد عملية استئصال في أقل من شهر تعد الأولى في المملكة". مؤكدة أنها قررت المشاركة في فعاليات نصف الماراثون كرسالة لكل المرضى المصابين بالسرطان بأن الحياة مستمرة وبإمكانهم السيطرة على حالتكم المزاجية من خلال ممارسة الرياضة، وخاصة رياضة الركض. في ذات السياق تشير جوليا، خلال حوارها مع "الغد" وهي محاطة بأصدقائها المشاركين بالسباق، إلى أنها تشعر بالفخر كونها أكملت السباق دون أن تشعر بأي تحد يعكر صفو مزاجها أو تنقلب حالتها الصحية، وتشير إلى أنه عند وصولها لخط النهاية كان حلما امتزج فيه دموعها وتشجيع أصدقائها بحرارة وسط هتافات الجمهور على مدرج ملعب شركة تطوير العقبة وتوجه كاميرات الهواتف الذكية لتصوير لحظة تاريخية لها ولتكون قصة يتناقلها المشاهدون ومحبو حداد. وتضيف حداد "أن عند مجرد وصولها لخط النهاية أزالت القبعة و"البندانة" عن رأسها الخالي من الشعر نتيجة العلاج الكيماوي دون أي خجل وبكل جرأة تلوح بها أمام المتفرجين بأنها فتاة شاركت وأنهت السباق وهي مصابة بالسرطان وبأقل من شهر من عملية استئصال الورم قررت المشاركة". وبينت حداد أنها أمضت 21 كم مسافة السباق بكل ثقة وبعدها توجهت الى مقر إقامتها وهي تشارك فرحتها لكل أصدقائها ومتابعيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتلقت مئات الرسائل التحفيزية التي شعرت من خلالها بالفرح والاعتزاز بنفسها، وتؤكد أنه لولا الرياضة لكنت بحالة أسوأ لما كنت هنا بالعقبة وبهذه النفسية التي وجدت ضالتي بعد إصابتي بالرياضة وإكمال المسيرة. قصة حداد بدأت عندما شاركت مع مبادرة نظمتها مؤسسة الحسين للسرطان العام الماضي "اركض من أجل الحياة" لدعم مرضى السرطان، بعد تأثرها بتجربة حقيقية مع السرطان لأحد الأشخاص في حياتها وقررت المشاركة باستمرار حتى نهاية المبادرة. لم تكن جوليا تعلم أن الرياضة سوف تجعلها تكتشف (ورما سرطانيا) في منطقة الثدي، في شهر نيسان (ابريل) من العام الحالي، حيث كانت في منزلها تمارس الركض عن طريق جهاز آلي وقت الحظر نتيجة تفشي فيروس كورونا آنذاك، وبعد الركض لأقل من 100 متر حينها شعرت بوجود جسم داخلي ثقيل، وعندها تأكدت أن هناك زائرا احتاط جسمها وعليها التأكد منه. نتيجة ذلك سارعت جوليا ثاني يوم للحجز للكشف المبكر لدى مركز الحسين للسرطان وإجراء الفحص للتعرف على سبب الكتلة ونوعها، وعند الكشف عن طريق (صورة الماموجرام) كان رد الأطباء للأسف أن هناك كتلة بحجم متوسع وطرأت على العقد اللمفاوية وتحتاج إلى خزعة. عادت جوليا إلى منزلها لتشارك أهلها زيارتها واكتشافها للورم، وتجعلهم يتقبلون الموضوع أكثر، وأخبرتهم بشكل تدريجي حول إصابتها بالثدي ويجب عليها التأكد من سلامته وإجراء خزعة، وحرصت على مساعدتهم على تغيير مفهوم المرض وعدم الخوف منه، وكانت دائما تحاول تكرار كلمة (السرطان) بدلاً من (هداك المرض) لأن تكرار الاسم يجعلنا أقل رهبة وعدم التخوف بالتعامل معه. حاولت جوليا أن تعالج نفسها بعدد من الأفكار الإيجابية لمواجهة التحديات مهما كانت قوتها وصعوبتها، وهنا كانت المرحلة الأولى لبدء العلاج ولم تغب طويلا جوليا عن الزيارة الثانية، بل عادت لإجراء (خزعة) ومعرفة نوع الورم وحجمه وماهية العلاج الذي تحتاجه، وحينها تأكدت من نتيجة إصابتها (بسرطان الثدي) وسارعت لتجهيز الأمور اللازمة لحجز أول موعد كيماوي. استمرت جوليا في الركض قبل ذهابها لأول موعد من الجرعة، ثم عادت لمنزلها لتستريح قليلاً، وبعدها شعرت بآثار جانبية بسبب الجرعة وما يصاحبها من غثيان بشكل مزعج، حينها خرجت لتمشي حول المنزل وتحاول أن تبعد عن حالة التأهب والتعب بعد الجلسة. حاولت جوليا الركض حينها باستمتاع وعندها بدأت تشعر أن الغثيان يخف تدريجياً والأعراض ذهبت، ابتسمت حينها وأدركت أنه بسبب (رياضة الركض) كانت تدعم مرضى السرطان، وبعدها اكتشفت من خلاله إصابتها، وكان أحد أهم الأدوية التي مارستها للتخفيف عنها بشكل مستمر. مرت الأسابيع على علاج الكيماوي والجرعات المتتالية لجوليا وعملية الاستئصال، وكان (الركض) دواء علاجيا يخفف الآثار الجانبية للجلسات وألمها، حتى مع ظهور أعراض شديدة مثل وجع المفاصل والإرهاق الشديد، كانت تختفي تدريجياً بمجرد أول دقيقة من الركض.

للمزيد من أخبار النجوم انقر هنا 

اضافة اعلان