دوري أبطال أوروبا.. أرق للأمهات وسهر مبالغ فيه للأبناء

فرحة لاعبي ريال مدريد بالفوز على مانشيستر سيتي الأربعاء الماضي - (من المصدر)
فرحة لاعبي ريال مدريد بالفوز على مانشيستر سيتي الأربعاء الماضي - (من المصدر)

مناكفات وحالات من الشد والجذب بين أولياء الأمور وأبنائهم، بسبب إصرار الكثير من الأطفال على متابعة مباريات دوري أبطال أوروبا، والمباريات في الدوريات الأوروبية التي تستمر حتى وقت متأخر من الليل.

اضافة اعلان


ويعاني العديد من أولياء الأمور وخاصة الأمهات، من سهر أطفالهم لحضور المباريات المهمة في البطولات الأوروبية، الأمر الذي يتسبب في صعوبة استيقاظ الأطفال في اليوم التالي للذهاب إلى المدرسة، بل إن أولياء الأمور كشفوا عن "تحجج" عدد من أبنائهم بالمرض لعدم الذهاب إلى المدرسة، بعد أن أصابهم الإعياء والتعب نتيجة السهر حتى ساعات ما بعد منتصف الليل، بسبب المباريات الأوروبية خاصة في دوري أبطال أوروبا.


وارتفعت وتيرة شكوى الأمهات، خاصة خلال الشهر الحالي، الذي شهد إقامة مجموعة مباريات حاسمة في دوري أبطال أوروبا، الأمر الذي تسبب في إرهاقهن، ودخولهن في مشادات مع أبنائهن الشغوفين بحضور المباريات ومتابعت نجومهم المفضلين الذين تزين صورهم حائط غرف هؤلاء الأطفال في الكثير من الأحيان بل وتزين أيضا هواتفهم.


وكان لمباراة مانشستر سيتي الإنجليزي وريال مدريد الإسباني، التي جرت الأربعاء الماضي دور كبير في إثارة غضب أولياء أمور عدد من الطلبة، بعد أن أصر أطفال صغار لا تتجاوز أعمار معظمهم السبع سنوات، على مواصلة متابعة المباراة التي انتهت عند الساعة الواحدة فجرا، بعد تمديدها وانتهائها بركلات الجزاء الترجيحية لصالح فريق ريال مدريد.


وتحظى مباريات دوري أبطال أوروبا، بحضور كبير في الشارع الرياضي المحلي، حيث ينقسم الجمهور الأردني بين تشجيع  الفرق خاصة الإسبانية (ريال مدريد وبرشلونة)، والإنجليزية (مانشيستر سيتي وآرسنال وليفربول)، والإيطالية (يوفنتوس واسي ميلان وإنتر ميلان ونابولي)، والفرنسية (باريس سان جيرمان)، حيث يحرص الجمور الأردني على عقد التجمعات في المقاهي أو المنازل لحضور المباريات الأوروبية والتفاعل معها، وسط مناكفات تصل أحيانا إلى الجدية، نتيجة التعصب المبالغ فيه من قبل مشجعين لفرق أوروبية.


ويتحسب عدد من الأهالي لمباراة اليوم التي تجمع فريقي ريال مدريد وبرشلونة ضمن منافسات الدوري الإسباني، التي تقام عند الساعة العاشرة مساء، كما يتحسبون أيضا للمباريات المهمة والقوية بدوري أبطال أوروبا التي تقام خلال الأيام القليلة المقبلة، والتي ستسبب لهم الأرق، بسبب الإصرار المتوقع من أبنائهم لحضور هذه المباريات التي تربك دراستهم واستيقاظهم إلى المدرسة.


ويؤكد متحدثون لـ"الغد"، أن مواعيد المباريات الأوروبية التي تبدأ عند الساعة العاشرة مساء أو الحادية عشرة، تسبب لهم أرقا كبيرا، خاصة خلال فترة دوام المدارس، حيث يصر الأطفال والشباب على حضور المباراة والتفاعل معها، ما يؤثر على حضورهم الذهني في المدرسة، نتيجة النعاس، أو التغيب في اليوم التالي عن المدرسة بحجج عدة.


ريتال (15 سنة) وشقيقها عون (13 سنة)، من مشجعي فريق ريال مدريد، وكانا أصرا على متابعة المبارة الأخيرة، مع فريق مانشستر سيتي، والتي انتهت بفارق ركلات الترجيح، الأمر الذي يعني امتداد المبارة حتى ساعة متأخرة من الليل.


أصر الطفلان على حضور المباراة رغم تأخر موعدها، ما أثار القلق والتوتر لدى والدتهما، كونهما مضطرين في اليوم التالي إلى الاستيقاظ مبكراً للمدرسة، بيد أنهما لم يتمكنا من النوم حتى تنتهي المبارة.


كما أن هذه الفترة تتخللها الامتحانات الشهرية للطلبة، وحضور المباريات لوقت متأخر قد يساهم في تشتت ذهن الطلاب، وهذا ما تخشاه الأمهات، وهو ما يحدث بالفعل، حيث، يبدأ الأطفال يومهم الدراسي بالحديث عن مجريات المبارة والتحديات التي تحدث بينهم بعد فوز فريقهم المفضل، في الوقت الذي تؤكد فيه إحدى الملعمات، أن حواراً  بين الطلبة حول نتيجة المباراة أدى إلى حدوث شجار بينهم وتطور إلى "عراك".


و"بتوتر"، تنتظر والدة ريتال وعون موعد المبارة بين فريق ريال مدريد وبرشولة، والتي تجري اليوم  ضمن مباريات الدوري الإسباني، وموعدها كذلك في ساعة متاخرة من الليل، وطلب الولدان حضورها مقابل أن يحصلا على علامات مرتفعة في الامتحان الذي يصادف اليوم التالي.


وقال بدر محمود القاطن في محافظة عجلون: "إن مباراة ريال مدريد ومانشيستر سيتي التي انتهت فجر الخميس الماضي، دفعته للصدام مع طفله البالغ من العمر 8 سنوات، بسبب تحججه بالمرض من أجل التغيب عن المدرسة، رغم أن السبب الحقيقي لذلك هو رغبته بمواصلة النوم بعد سهره طويلة قضاها في متابعة مباراة مانشيستر سيتي وريال مدريد".


وأضاف: في الشهر الحالي كانت هناك مجموعة من مباريات دوري أبطال أوروبا، وجميع هذه المباريات أقيمت في وسط الأسبوع، حيث بدأ ابنه بالتحضير لمتابعة هذه المباراة فور عودته من المدرسة، الأمر الذي يؤثر على دراسته، سواء من خلال غياب التركيز، أو من خلال الذهاب متكاسلا إلى صفه في اليوم التالي، متسائلا عن الطريقة الصحيحة والعلمية لمعالجة هذا الموضوع.


وتؤكد الأم مجدولين، صعوبة إقناع طفلها البالغ من العمر 14 عاما، في النوم مبكرا خلال مباريات دوري أبطال أوروبا، لافتة إلى أن ابنها يتابع ويعشق فريق ريال مدريد، ويحرص على متابعة مبارياته سواء في الدوري الإسباني أو في دوري أبطال أوروبا، مؤكدة قلقها الدائم خلال فترة إقامة مباريات دوري أبطال أوروبا، أو المباريات القوية في الدوريات الأوروبية.


وتضيف: "ابني تعلق بالمباريات بسبب خاله الذي كان يصطحبه بالعطلة الصيفية إلى المقاهي أو التجمعات لحضور المباريات الأوروبية وكأس العالم، حيث أعاني الآن من سهره الطويل خلال مباريات أوروبا، ما يتسبب في صعوبة استيقاظه في اليوم التالي، وهذا يجعلني عصبية إلى حد القيام بضربه في بعض الأحيان".