كيف يكون الأردن مركزا إقليميا في صناعة الألعاب الإلكترونية؟

1715010657971752200
ألعاب إلكترونية

بينما تلوح فرصة كبيرة في الأفق في عالم صناعة الألعاب الإلكترونية في ظل نموها بشكل مطرد، يؤكد خبراء  في القطاع أن الأردن يمتلك الإمكانات التي تتيح له الاستفادة من هذه الفرصة.

اضافة اعلان


ويبين الخبراء أن الأردن يستطيع أن يبني على النجاحات المتحققة في القطاع ليكون مركزا اقليميا على مستوى المنطقة، سيما وأنه احتضن عددا من الشركات الأردنية المتميزة في هذا المجال والمطورين الذين اثبتوا تفوقا ونجاحات عديدة خلال السنوات القليلة الماضية.


ولفت العاملون إلى أن ثمة شبابا أردنيين لديهم شغف بالتقنية الحديثة ويمتلكون مهارات تؤهلهم لدخول أبواب هذه الصناعة وابتكار المشاريع الناشئة، لكنهم بحاجة إلى مزيد من الدعم لتعزيز المهارات وتحويل مشاريعهم إلى قصص نجاح تضاف إلى رصيد الأردن في هذا القطاع وجذب الاستثمارات له والمساهمة في الاقتصاد والتوظيف.


وأكدوا أهمية العمل على تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للألعاب الإلكترونية والرياضات الإلكترونية التي أقرت خلال العام الماضي، بالإضافة إلى العمل بجد وبالتعاون بين القطاع العام والخاص لتوفير بيئة داعمة حاضنة لهذه الصناعة التي من المتوقع أن تناهز إيراداتها العالمية مستوى 200 مليار دولار مع نهاية العام الحالي تشكل حصة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منها حوالي النصف مليار دولار. 


وأشار الخبراء في صناعة الألعاب إلى أنه يجب العمل بجد على العديد من المحاور إذا كان هنالك نية لأن يكون الأردن مركزا إقليميا في هذه الصناعة من خلال تعزيز البنية التحتية للاتصالات وتقنية المعلومات والعمل على محور التعليم وإدخال هذه الصناعة في التعليم الأساسي والجامعي، والعمل على توفير الدعم المادي والتمويل للمطورين والشركات الناشئة في هذا المجال، فضلا عن أهمية العمل على تسويق وترويج الأردن إقليميا وعالميا لتحقيق هذا الهدف.


وأكدوا أهمية البناء واستغلال ما حققه الشباب الأردني من نجاحات في هذا القطاع، وما سجلته الشركات الأردنية للألعاب الإلكترونية خلال السنوات الماضية، فقبل يومين مثلا، حصد ثلاثة أردنيين من مؤسسي شركات ألعاب إلكترونية ثلاث جوائز عن ثلاث فئات في حفل جوائز صناعة الألعاب الإلكترونية للعام 2024 التي انعقدت أخيرا في دبي، كما نجح الأردن الأسبوع الماضي في عقد قمة "مستقبل الرياضات الإلكترونية" بحضور ناهز الـ 1500 مشارك مع حضور الملك عبدالله الثاني الفعالية الختامية لها.


وعلاوة على ما سبق سجل قطاع الألعاب الإلكترونية الأردني قبل سنوات قليلة إنجاز مميزا عندما تم الإعلان عن شراء مجموعة "ستيل فرونت" السويدية للألعاب الإلكترونية لشركة "جواكر" للألعاب الإلكترونية التي أسسها شباب أردنيون انطلقت من الأردن في العام 2009 مقابل مبلغ إجمالي مقدما قدره 205 ملايين دولار.


وتعد شركة "طماطم" الأردنية إحدى أكثر شركات الألعاب الناشئة تحصيلا للتمويل في المنطقة، حيث جمعت أكثر من 17 مليون دولار كاستثمارات من جهات متعددة حول العالم منذ إنشائها في عام 2013.


وخلال العام الماضي سجل الأردني نور خريس وهو مؤسس شركة "ميس الورد" الأردنية إنجازا عندما حصل على جائزة الأسطورة لألعاب الموبايل من قبل جوائز "بوكت جيمر".


وقال الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "ماد هوك" الأردنية المتخصصة في صناعة ألعاب الموبايل حازم حنبلي "فرص الأردن كبيرة لتشكيل مركز إقليمي لصناعة الألعاب الإلكترونية على مستوى المنطقة مع تميز المواهب الأردني في المجال التقني وفي هذه الصناعة على وجه الخصوص".


وأكد حنبلي، الذي يمتلك خبرة تزيد على 14 عاما في هذا القطاع، إن هناك العديد المحاور التي يمكن العمل عليها للبناء على نجاح الأردن في التأسيس لهذه الصناعة العالمية ومنها العمل على إدخال صناعه الألعاب في التعليم الأسياسي والجامعي وفي المناهج الدراسية.


وقال حنبلي "على الحكومة أن تقدم دعما للقطاع من خلال تقديم مزايا ضريبية وجمركية خاصة بصناعة الألعاب الإلكترونية".


وأشار إلى أهمية العمل على تسويق الأردن كبلد قوي في هذا القطاع لتشجيع الشركات الأجنبية على الاستثمار وفتح فروع لها داخل الأردن.


وأوضح حنبلي بأنه من المهم أيضا توقيع مذكرات تفاهم بين الحكومة الأردنية ومنصات الألعاب الإلكترونية مثل بليستيشن وإكس بوكس ونينتندو.


ولفت إلى أهمية تخصيص جزء من صناديق الاستثمار الأردنية لدعم قطاع الألعاب والمطورين الأردنيين في هذا القطاع.


ومن جانبه، أكد المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "ميس الورد" المتخصصة في ألعاب الموبايل نور خريس بأن الأردن يتميز بالعديد من المزايا في صناعة الألعاب جعلته يحقق الكثير من الريادة والتطور وعلى مستوى المنطقة. وبين خريس أنه كان هناك بداية مبكرة لشركات أردنية في صناعة الألعاب الإلكترونية على مستوى المنطقة كان مدعوما ببنية تحتية متقدمة في مجال الاتصالات.


وأكد أن الأردن يتميز بطاقات شبابية شغوفة ومندفعة ومتقبلة لهذا المجال فضلا عن وجود جامعات نشطة في مجال تطوير الألعاب.


وشدد خريس على أهمية الدعم الملكي لهذا القطاع وإنشاء مختبرات الألعاب الإلكترونية وهي مبادرة من مبادرات صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية والتي وفرت منذ انطلاقتها في العام 2011 أكثر من 40 ألف فرصة للشباب الأردني من خلال تدريب وتوعية ورفع قدرات في هذا المجال، وهو جيل ينتظر أن يحقق العديد من الفرص في هذه الصناعة، لافتا في الوقت ذاته إلى أهمية عقد قمة الألعاب الإلكترونية على مدار السنوات الماضية ما أسهم في ترويج صناعة الألعاب الإلكترونية الأردني بشكل كبير على مستوى المنطقة واطلاع الشباب الأردني على الخبرات والمستجدات في هذه الصناعة.


وقال خريس "لجعل الأردن مركزا إقليميا لهذه الصناعة علينا العمل بجد وبشراكة حقيقية بين الحكومة والقطاع الخاص لدعم القطاع وخصوصا مع رعاية الحكومة واهتمامها خلال السنوات الأخيرة بهذا القطاع عندما أقرت العام الماضي أول إستراتيجية وطنية للألعاب الإلكترونية والرياضات الإلكترونية". 


كما أكد خريس أهمية العمل على محاور عدة لتطوير هذه الصناعة محليا ومنها رفع الوعي بأهمية الصناعة الإلكترونية، وتوفير بيئة داعمة وجذابة للاستثمار في صناعة الألعاب الإلكترونية، ومواءمة التشريعات والنواحي التنظيمية لدعم الصناعة، والعمل بجد على محور بناء القدرات والمهارات، والتسويق والترويج للأردن والشركات الأردنية في الفعاليات الإقليمية والعالمية.


وأكد المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "طماطم" حسام حمو أن الشباب الأردني والشركات الأردنية في مجال الألعاب الإلكترونية حققوا تميزا كبيرا على مستوى المنطقة واستطاعوا تأسيس شركات والتوسع فيها، كما أن عددا من الشركات ومنها "طماطم" قد خرّجت العديد من الموظفين الذين استطاعوا تأسيس شركاتهم الخاصة في هذا المجال.


وقال "قدراتنا كبيرة في الأردن لاستغلال الفرص في ناحية مثل صناعة الألعاب الإلكترونية، وهي صناعة يمكن أن تأتي بالعوائد المالية الكبيرة، مع انغماس الناس وشغفهم بالترفيه وخصوصا مع الانتشار الكبير للهواتف الذكية حول العالم والإقبال على استخدام تطبيقاتها ولا سيما تطبيقات ألعاب الموبايل".


وأكد أهمية البناء واستغلال قصص النجاح الموجودة حاليا لدعم وتحفيز شركات جديدة في مجال الألعاب الإلكترونية وخصوصا مع الاهتمام المتزايد بريادة الأعمال للتخلص من الحاجة للوظيفة التقليدية.


⁠وأشار إلى أن عددا من شركات الألعاب العربية قد بدأت قديما في الأردن وهذا أوجد نوعاً من الثقافة لصناعة الألعاب، مؤكدا أهمية تعزيز هذه الثقافة والتوعية بأهمية صناعة الألعاب الإلكترونية في الأردن، ودعم منظومتها والمطورين والرياديين في هذ المجال بكل أشكال الدعم.


وقال "الحكومة عليها دور كبير في ترويج وتسويق الشركات الأردنية والعمل بشكل متواز لاستقطاب شركات عالمية متميزة لفتح مقار لها في الأردن".


ويشار إلى أن رؤية التحديث الاقتصادي قد أولت قطاع الألعاب الإلكترونية والرياضات الإلكترونية اهتماما بأن وضعت لها برامج ومحاور داعمة لها باعتبار أنها من الصناعات الإبداعية الواعدة حيث أكد تقرير متابعة سير العمل بالخطة أنه جرى استكمال إجراءات التعاقد والاستئجار لمبنى مركز الألعاب والرياضات الإلكترونية في العاصمة عمان، والعمل جار على استكمال تجهيز المركز، حيث تم الانتهاء من أعمال البناء وبصدد تركيب الأجهزة في هذا المركز. 

 

اقرأ المزيد : 

أردنيون يحصدون ٣ جوائز إقليمية في صناعة الألعاب الإلكترونية