حاله كحال كثير مثله من كبار السن، الذين لم يتقبلوا حتى الآن فكرة استخدام التطبيقات الذكية في تصريف شؤون حياتهم العملية، مثل دفع فواتير الكهرباء.
الثمانيني أبو عمار، يعاني من تتبع قيم فواتير الكهرباء الشهرية الخاصة بمنزله، من خلال تطبيق الهاتف الذكي، لأن خبرته في استخدام هذه التطبيقات محدودة واستخدامه للهاتف مقتصر على المكالمات الصوتية فقط.
ومنذ أن تم استبدال عداد منزله بذكي منذ أشهر عدة، يعتمد على أبنائه في متابعة قيم الفواتير وحجم الاستهلاك شهريا، حتى لا تتراكم عليه هذه الفواتير.
محمد حسين يقول: “ كثيرا ما أنسى موعد قراءة العداد الخاص بي وأتجه في الغالب، إلى تطبيق الشركة لاحتساب السعر مقارنة بالاستهلاك في الأشهر التي أتلقى فيها فواتير عالية القيمة، في أشهر الشتاء بسبب اعتمادي على مدافئ الكهرباء بشكل كبير”.
بالمقابل، يرى كثيرون، سهولة وسرعة في متابعة الاستهلاك واحتساب قيم الفواتير مسبقا خصوصا وأن الدفع الإلكتروني للسداد، أصبح متاحا بكل سهولة ما يغني عن زيارة مكاتب الدفع واختصار الوقت والجهد.
تطبيقات الكهرباء وفقا لمصادر في شركات الكهرباء، مرتبطة باستبدال عدادات الكهرباء القديمة بأخرى ذكية ضمن خطة البنية التحتية لشبكة الطاقة الذكية والعدادات الذكية، إذ قالت هيئة الطاقة والمعادن في وقت سابق: “إن جميع عدادات الكهرباء في الأردن ستكون ذكية مع نهاية العام المقبل”.
وقالت الناطق الإعلامي باسم هيئة الطاقة والمعادن د. تحرير القاق: “إن العدادات الذكية تغني عن الزيارة الشهرية لموظف قراءة الكهرباء، وهي في الوقت ذاته، سهلة الاستخدام وتوفر العديد من التقنيات التي تسهل على المستخدمين متابعة الاستخدام وسداد الفواتير”.
كما بينت، أن هذه التطبيقات توفر مجموعة من الوظائف الذكية وتقدم منظومة آلية بدءاً من القراءة وحتى الفوترة وإمكانية مراقبة العدادات وقراءة بياناتها عن بعد، وإتاحة الفرصة للمشترك لمراقبة استهلاكه باستمرار والتحكم به، وهذا يوفر أيضا المراقبة والتحكم بالاستهلاك.
ووفقا للهيئة، فإن توجه تحديث عدادات الكهرباء والشبكات إلى أنظمة ذكية، يأتي تماشيا مع رؤية التحديث الاقتصادي للأردن للتحول نحو تطوير البنية التحية لشبكة الطاقة الذكية والعدادات الذكية.
ووجهت الحكومة في قت سابق شركات توزيع الكهرباء، إلى تنفيذ مشروع تركيب العدادات الذكية وزيادة وتيرة استبدال جميع عدادات الكهرباء التقليدية القديمة بأخرى ذكية، لدى المشتركين في القطاعات كافة، في المملكة باعتبارها أحد الحلول المهمة في مستقبل الطاقة وتحسين موثوقيتها، والمساهمة في تخفيض الفاقد الكهربائي بشقيه الفني وغير الفني وتقليل الأعطال.
ووفقا لبيانات هيئة الطاقة والمعادن، بلغ مجمل ما تم تركيبه من عدادات كهرباء ذكية لدى المشتركين بمختلف القطاعات حتى نهاية العام الماضي، تجاوز 900 ألف عداد بنسبة 37 % تقريباً من مجمل عدادات الكهرباء المستخدمة في المملكة لجميع القطاعات، البالغ عددها 2.44 مليون عداد.
ويستحوذ قطاع المباني السكنية والعامة، على النسبة الكبرى من استهلاك الطاقة الكهربائية في المملكة، وبنسبة وصلت حتى العام 2022 إلى 48 %.
اقرأ المزيد :
كبار السن.. اهتمام الأبناء بتفاصيل بسيطة ينعش قلوبهم
