استعدادات رمضانية تبث البهجة والفرح على العائلات

Untitled-2
Untitled-2

تغريد السعايدة

عمان- أهلة ونجوم وأضواء ملونة تزين الشرفات ونوافذ البيوت لتعلن عن اقتراب شهر رمضان الفضيل بأجوائه الروحانية التي تضفي الصفاء والسكينة على القلوب. صغار وكبار يتنافسون فيما بينهم على الزينة الأجمل، والفرح يملأ المكان باقتراب أيام تنثر البهجة على القلوب.اضافة اعلان
عائلات تضع لمساتها الأخيرة لاستقبال الشهر الفضيل الذي يتمتع بخصوصية الأجواء الأسرية، واستعدادات من كل الجوانب تعبيرا عن فرحة قدوم "رمضان".
سائدة محمد، أنهت استعدادات عائلتها بعد أن توجهت إلى السوق برفقة زوجها وأبنائها، ليكونوا جزء من هذا الفرح الذي بدا واضحاً على البيوت؛ إذ ابتاعت مجموعة من المستلزمات من مواد غذائية خاصة بالشهر الفضيل، ويفضلها أبناؤها وزوجها، كذلك كل ما تحتاجه لإقامة "ولائم الأرحام" التي تبدأ بها منذ الأسبوع الأول من رمضان.
ورغم ذلك، لم تبالغ سائدة في المشتريات، ولكن لا تنفي في الوقت ذاته الحاجة إلى العديد من المواد الغذائية للبيت، بالإضافة إلى بعض الأدوات المنزلية، والأهم بالنسبة لأبنائها شراء زينة رمضان التي أمست متطلبا رئيسا لهم يُشعرهم بالفرحة بالمنزل، وعادةً ما يقومون بتعليقها على الأبواب ونوافذ البيت وأسوارها.
شهر رمضان الذي من المرجح أن يكون يوم الاثنين المقبل، يأتي في وقت تنتعش فيه الأسواق بعد استلام الموظفين رواتبهم، كما يبين ناصر عدنان الذي بدا عليه الارتياح العام مع ميزة "تأخير القسط البنكي"، ليتمكن من جلب المستلزمات الناقصة.
ويقول ناصر "إن أغلب العائلات الأردنية بحاجة إلى مبالغ مالية إضافية قُبيل حلول رمضان، وذلك يسهم في انتعاش الأسواق عبر شراء كل ما يلزم الأسرة"، لافتا إلى أنه ينوي شراء ملابس العيد لأبنائه خلال هذه الفترة، وقبل ارتفاع الأسعار في نهاية رمضان.
أما مجدولين رياض، فقد انتهت من زينة البيت لكي يتهيأ أبناؤها لاستقبال شهر رمضان، بعد ذلك استعدادات الأسرة للعبادات والصلاة في المساجد، واستقبال الضيوف، والجلسات العائلية التي تضفي رونقاً تحديدا في آخر أيام رمضان.
إحساس مجدولين بجمالية رمضان نابع من ذكرياتها التي كانت تعيشها مع عائلتها وكل الطقوس والتفاصيل، لتنقلها إلى عائلتها الصغيرة، وتختبر المشاعر ذاتها التي لا تتكرر إلا بأيام هذا الشهر المبارك. وتحرص الأمهات على تجهيز جميع متطلبات وجبات الإفطار من الآن لكي تكون المائدة الرمضانية مميزة وتجمع الأفراد جميعاً بما يفضلون من الأطعمة بعد يوم طويل من الصيام.
وتتجلى صور الفرحة الرمضانية التي تسبق الشهر المبارك، من خلال الزينة التي بدأ التجار يعرضونها في محلاتهم التجارية وعلى الأرصفة وبأشكال جديدة، ليسارع الأهل والأطفال لشراء كميات منها.
بيد أن أم إيهاب لم تمر عليها الفرحة بشكل عابر؛ إذ جهزت مجموعة من بطاقات التهنئة بالشهر الفضيل، ليقوم ابنها بتوزيعها في المدرسة. وتقول "إن الفكرة التي ساعدها ابنها على تطبيقها، ما هي إلا تعبير عن الفرحة وتذكير البعض بالسنن الرمضانية وزيادة معرفة الأطفال بها، وبشكل مبسط، كذلك زرع حب العبادات بداخل صغيرها"، لافتة إلى أن بطاقات التهنئة تحتوي على الحلويات والتمور.
كما قامت أم إيهاب، كغيرها من ربات البيوت، بالتحضير لمستلزمات رمضان، لافتة إلى أنها ستحاول التقليل من المشتريات غير الضرورية كونها مقبلة على شهر طويل ختامه بمستلزمات العيد.
الأخصائية النفسية الأسرية الدكتورة خولة السعايدة، تلفت إلى أهمية شهر رمضان للأطفال كونهم الفئة الأكثر تأثراً بتغيير الأجواء؛ إذ يعتادون على أجواء الفرح والبهجة المرتبطة بالعبادات والترابط الأسري بشكل مباشر.
وشهر رمضان يتطلب استعدادا نفسيا وجسديا وأُسريا في الوقت ذاته، وفق السعايدة؛ إذ إنها فترة زمنية تتسم بالفرح والبهجة، وفي الوقت ذاته بالتغيير في العادات اليومية سواء بساعات العمل أو النوم والجلسات العائلية، ويحتاج الفرد إلى أيام من أجل الاعتياد على تلك التغييرات.
كما تشير السعايدة إلى أهمية التواصل بين أفراد العائلة وصلة الأرحام في شهر رمضان، والاستعداد لذلك من الآن، وذلك من خلال تبادل التهاني الدينية الروحانية والاجتماعية الأسرية، ليكون رمضان كما كل عام مميزاً وفترة محبة وألفة.