متى تتحول الأسرار إلى "عبء نفسي"؟.. علامات تدل على ذلك

متى تتحول الأسرار إلى "عبء نفسي"؟.. علامات تدل على ذلك
متى تتحول الأسرار إلى "عبء نفسي"؟.. علامات تدل على ذلك

  ماذا تفعل لو لديك سر ما خاص بك، ولكن لا يمكن لك مشاركته مع أحد، أو يغالبك الشعور بمشاركته ولكن ينتابك القلق خوفا من ردة فعل من حولك أو من له علاقة بك.

اضافة اعلان


الاحتفاظ بالأسرار هو جزء لا مفر منه من التجربة البشرية، إلا أنه قد يثقل كاهل المرء بعواقب وخيمة على الراحة، ووجدت دراسة جديدة نشرت في نشرة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي الأميركية أربعة عوامل مهمة تحدد عبء السر والخسائر التي قد تلحق بالفرد، والتي تشمل، التأثر الشخصي اليومي، تأثر العلاقة، ضغوطات الكشف والنتائج المتوقعة.


ويشير البحث بحسب موقع "سيكولوجي توداي" إلى أن أكثر من عدد الأسرار التي تحتفظ بها، فإن طبيعة السر، والدرجة التي يشغلك بها، هي التي تحدد تأثيره على صحتك. ويحدد هذا التمييز ما إذا كان السر غير ضار أو يحتاج إلى التخلص منه.


ولكن ما هي العلامات التي تدل على أن الأسرار تحول لعبء على كاهل حامليها؟
1 - السر يستهلكك: أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في عبء الحفاظ على السر هو تأثيره اليومي عليك. غالبا ما يجد الأفراد الذين يحملون أسرارا أنفسهم عالقين في شبكة من اجترار الأفكار. يسبب هذا الانشغال العقلي التوتر والقلق والشعور بالذنب والوحدة وحتى العزلة.


علاوة على ذلك، فإن الجهد المبذول للحفاظ على الانضباط يمكن أن يرهقك، لأنه يتطلب إرادة قوية واليقظة والحرص بشأن ما تقوله، والاستخدام المستمر للموارد العاطفية والمعرفية.


ووجدت دراسة عن تجربة السرية أجريت عام 2017 لجمعية الأطباء النفسيين الأميركية نشرت أن تكرار تفكير الناس في أسرارهم كان أكثر بكثير من مجرد حدوث المواقف الاجتماعية الفعلية، حيث طلب منهم إخفاؤها. ومع ذلك، فإن اجترار الأفكار ينبئ بانخفاض وتراجع معدلات الراحة. وتظهر الأبحاث أن للأسرار أثرا أسوأ بكثير على صحتك العقلية عندما يصعب إخفاؤها وتؤدي إلى مستويات أعلى من التفكير والحالات العاطفية السلبية.


وقد يجبرك السر أيضا على إجراء تعديلات كبيرة في حياتك اليومية مثل الاضطرار إلى تجنب مواقف اجتماعية معينة أو الكذب على الآخرين بانتظام لحماية سرك. يمكن أن تخلق مثل هذه الإجراءات إحساسا بعدم الراحة والثقة، مما يجعلك تشعر بالانفصال عن نفسك الحقيقية.


لذلك، عند البت في الكشف عن سر ما، من المهم التفكير فيما يلي:


- كيف كان الاحتفاظ بهذا السر يؤثر عليك وهل يشغل أفكارك يوميا؟


- هل يمكن للاعتراف بهذا السر أن يجلب الراحة ويقلل من التفكير المستمر؟


2 - السر يغير علاقاتك ويؤثر فيها: تؤثر الطريقة التي تشعر بها حيال الاحتفاظ بسر على علاقاتك ومعاملتك للآخرين. خاصة عندما تحاول إخفاء عيوبك وأخطائك السابقة وأوجه القصور المتصورة منها، يمكن أن يقلل ذلك من تقديرك لذاتك ويخلق تناقضا بين تصورك لذاتك والطريقة التي ينظر بها الآخرون إليك.


إن عدم المصداقية الذي تشعر به نتيجة لهذه الفجوة يمكن أن يجعلك ترى أن هناك فجوة ومسافة عاطفية أكبر، ومستويات أقل من الثقة، ونقص الرضا في علاقاتك. قد تكون ممزقا دائما بين الرغبة في أن تكون صادقا والخوف من عواقب الكشف عن معلوماتك.


ووجدت دراسة أجريت عام 2023 أن الأشخاص الذين تربطهم علاقات رومانسية ذات نوعية رديئة يميلون إلى أن يكونوا أكثر انشغالا بأسرارهم، مما يؤدي إلى تفاقم مشكلات العلاقات. إن إخفاء المعلومات يعني عدم الثقة في أن الشريك سيكون داعما لهم، وغالبا ما يدفع الناس إلى الاعتقاد بأن شريكهم قد يكون بدوره غير صادق معهم أيضا.


في العلاقة الصحية، يعد التواصل المفتوح والكشف عن الذات أمرا ضروريا. إن عبء الحفاظ على السر يجهد اتصالك وعلاقتك الخاصة والمقربة.


3. ضغوطات للكشف عن السر: إن الضغوط الخارجية للكشف عن سر ما يمكن أن يزيد من تفاقم عبء السرية. قد تشعر أنك ملزم بالكشف عن الأسرار بسبب الشعور بالذنب أو التوقعات من الآخرين أو الالتزامات الاجتماعية المتصورة.


هذا الشعور بأنك يجب أن تكشف السر، حتى ضد رغباتك، يمكن أن يهدد إحساسك بالاستقلالية. يقدر الأشخاص سيطرتهم على المعلومات الشخصية ومن يختارون مشاركتها معهم. إن فرض ضغوط خارجية للكشف عن سر ما يمكن أن ينتهك هذه الاستقلالية، مما يؤدي إلى الشعور بعدم الراحة والضيق النفسي. عند التعامل مع هذه المشاعر، فكر لماذا كان من المهم بالنسبة لك الحفاظ على هذا السر حتى الآن؟، وهل ستكشفه لصالحك أم فقط من أجل الآخرين؟، وما هو شعورك إذا كشفت عن شيء لم تكن مستعدا لمشاركته؟


4 - الخوف من عواقب الصدق:  إن توقع عواقب كشف السر يمكن أن يساهم أيضا في هذا العبء. قد تقلق بشأن التداعيات المحتملة، خوفا من العواقب السلبية، مثل المحادثات غير المريحة، أو التعرض للرفض، أو مواجهة ضرر دائم لسمعتك.


هذا القلق المستمر الموجه نحو المستقبل يبتعد عن اللحظة الحالية ويصبح مرهقا عقليا وعاطفيا. ومن بعض الانعكاسات المحتملة في مثل هذه اللحظات يمكن أن تشمل ما الذي سيجعلك تشعر بالأمان أكثر عند كشف هذا السر؟، وما هو الوقت والمكان المناسب لمناقشته؟ وما أثر هذا السر على حياتك الآن.


ليست كل الأسرار ضارة، وقد يتم إبعاد بعضها رغبة في حماية الشخص الآخر أو الحفاظ على الخصوصية. ومع ذلك، قدر الإمكان، فإن التواصل المفتوح والصادق هو ما يعزز الثقة والفهم في العلاقات الصحية. فنحن أكثر قدرة على الارتباط بالآخرين عندما نتمكن من إظهار ذواتنا الأصيلة، دون ظل سر مظلم يلوح في الأفق فوقنا.

 

اقرأ أيضاً: 

أشخاص غير قادرين على الاحتفاظ بالأسرار