لماذا تنهار مفاوضات الهدنة في كل مرة بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية؟

كتائب القسام -  الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"
كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"
عواصم - فيما تصر حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية على الحصول على التزام واضح بأن تنفيذ صفقة التبادل برمتها من شأنه أن ينهي الحرب، إلا أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلما اقترب تحقيق الوسطاء لانفراجه يعود لرفض الموافقة على هذا إنهاء الحرب.اضافة اعلان
ويحاول الوسطاء التركيز على محاولة إيجاد صيغة يمكن للجانبين الاتفاق عليها، لكن لم يتم لغاية الآن تحقيق انفراجة في هذا الشأن، ومثل تلك الصيغة غير متوفرة حاليا، ولا يبدو أن أي اتفاق يقترب منها.
ونقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن النقطة الشائكة الرئيسية في المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل هي مسألة ما إذا كانت صفقة تبادل الأسرى ستؤدي إلى نهاية الحرب على قطاع غزة.
وكشفت مصادر دبلوماسية مطلعة أن مدير وكالة المخابرات الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز مدد إقامته في العاصمة القطرية طوال يوم أمس، في محاولة لإنقاذ المفاوضات المتعثرة بين (حماس) وإسرائيل.
وكان بيرنز توجه إلى الدوحة للاجتماع مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني.
وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة إن زيارة بيرنز لقطر جاءت في محاولة لإنقاذ المفاوضات المتعثرة بين حماس وإسرائيل، كما نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مصدر مطلع أن بيرنز سيبقى (أمس) في الدوحة رغم خطط سابقة للتوجه إلى إسرائيل.
ونقل موقع أكسيوس بدوره عن مصادر مطلعة أن قطر ومصر والولايات المتحدة تعمل من أجل تفادي انهيار المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين.
وذكرت أنباء عن مسؤول وصفته بالمطلع على محادثات الوساطة بشأن الحرب في غزة، أن زيارة بيرنز إلى الدوحة تهدف لممارسة أقصى قدر من الضغط على حماس وإسرائيل لمواصلة المفاوضات.
وكانت مصادر قالت إن وفد الحركة غادر القاهرة أول من أمس متوجها إلى الدوحة بعد يومين من المفاوضات، حيث ستجتمع القيادة السياسية للحركة (أمس) في العاصمة القطرية لبحث نتائج محادثات القاهرة.
وفي السياق نفسه، نقل أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين اثنين ومصدر وصفه بالمطلع أن كلًّا من قطر ومصر والولايات المتحدة تعمل على منع انهيار المحادثات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل بشأن صفقة التبادل.
يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه الضغوط من داخل إسرائيل وخارجها على نتنياهو لإبرام صفقة مع حماس فيما يصر هو على رفضها، مؤكدا إصراره أيضا على مواصلة الحرب واجتياح رفح.
ويؤكد الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، الدكتور سمير تقي، مدى صعوبة اللحظات التي يعيشها العالم والشعب الفلسطيني، خاصة في ضوء التناقضات التي تشهدها حركة حماس وشروط نتنياهو، ويبرز أهمية الجهود الدبلوماسية الدولية والإقليمية في تذليل الصعوبات والتوصل إلى حل للأزمة.
ويشير تقي إلى وجود مماطلة من جانب حركة حماس التي تبدو غير مستعجلة في إنجاز هذا الاتفاق ولا نتنياهو الساعي للخروج منتصرا من هذه المعركة.
وجود هذه التناقضات على الساحة قد تدفع الدبلوماسية الدولية وبشكل خاص الولايات المتحدة إلى التوقف عن بذل جهود على المستوى الإقليمي، ما سيؤدي إلى تخفيف الضغط على نتنياهو.
وبين أن هناك مخاطر جدية فيما يتعلق بتراجع أو توقف الدبلوماسية الأميركية في هذه المرحلة، مضيفا أنه برغم الضغوط المفروضة على نتنياهو إلا أن الولايات المتحدة تتفق مع إسرائيل حول مسالة إزاحة حركة حماس من السلطة.
وقال إن الاحتلال لن يتوقف عن محاولة تصفية قدرات حماس العسكرية والتأكد من عدم قدرة كتائبها في رفح على القيام بأي عمل عسكري.
ويشير محللون إلى الجهود المصرية لإقناع حركة حماس بالموافقة على المرحلة الأولى من الاتفاق المرتبطة بعملية التبادل ووقف إطلاق النار المؤقت في الوقت الذي تشهد الحركة اختلافات حول مسألة الانسحاب العسكري الإسرائيلي ومحاولة إدخال أطراف أخرى كضامنين لنهاية الحرب.
ويقول المحللون إن هناك تباينا واضحا في المواقف وخلافات بين القيادات العسكرية والسياسية لحركة حماس إلى جانب باقي الفصائل الفلسطينية الأخرى المشاركة في هذه الحرب ضد إسرائيل.
ويؤكدون أن نتنياهو هو العنصر الوحيد الذي يقوم كل مرة بإفشال وإحباط كل العمليات والجهود في المنطقة إلى جانب مسؤوليته في الهزيمة الإستراتيجية لإسرائيل.
ويرى محللون أن الدبلوماسية الأميركية محكومة بآلية صنع القرار في الولايات المتحدة والتي تضع مصالحها الإستراتيجية في المنطقة والعالم على أولى أولوياتها ومن أهمية منع تطور وانفجار الأوضاع في المنطقة.
ويقولون إن تواجد الإدارة الأميركية اليوم في مرحلة مختلفة سيجبرها على التعاطي مع الوضع في المنطقة بطريقة مخالفة أيا كانت الإدارة التي ستحكم الولايات المتحدة، ولا يمكن لنتنياهو اليوم، محذرين من أن ذهاب الاحتلال إلى رفح سيجعله في حالة صدام مباشر مع مصر خاصة أمام التحديات الكبرى التي تواجهها إسرائيل.
الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية منصور معدي، يقول إن الشارع الإسرائيلي توقع حدوث تعثر في المحادثات بسبب التطلعات السياسية والعسكرية للحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو، الذي يصر على تحقيق أهدافه، مقابل رفض حركة حماس التخلي عن السلطة وتصر على إظهار تواجدها في الميدان.
ويرى موقع أكسيوس أن الصفقة يمكن أن تخلق مشكلة سياسية خطيرة لنتنياهو لأن اثنين من شركائه الرئيسيين في الائتلاف -وهما الوزيران القوميان المتطرفان بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير- هددا بمغادرة الحكومة إذا تمت الموافقة على الصفقة، ما يعني وفاة تحالفه وسقوط حكومته، ومن المرجح أن تتم الدعوة إلى انتخابات مبكرة.
ووفقا لاستطلاعات الرأي الأخيرة، فمن المرجح أن يُهزم نتنياهو إذا أجريت الانتخابات اليوم، وفقا للموقع الأميركي.-(وكالات)