"الغد" ترافق سلاح الجو في عملية إنزال فوق القطاع

الإنزالات الجوية لغزة.. فخر بنشامى الجيش

جانب من المساعدات التي أرسلت لغزة أمس-(تصوير: أمير خليفة)
جانب من المساعدات التي أرسلت لغزة أمس-(تصوير: أمير خليفة)
عمان - ثمة مشاعر يختلط فيها الفرح والفخر بالحزن والغضب وأنت في الطريق إلى قاعدة الملك عبدالله الثاني الجوية بمنطقة الغباوي التابعة لمحافظة الزرقاء، لمرافقة نشامى القوات المسلحة في عملية إنزال جوي للمساعدات على قطاع غزة.اضافة اعلان
ذلك أن وقتا قليلا بات يفصلك عن بهجة وفرحة أن تكون في قلب حدث بطولي وإنساني يعبر عن موقف أردني فيه ما فيه من الفخر والنخوة والشهامة لإغاثة أشقاء يعتصر حالهم القلوب وهم لا يجدون ما يروي ظمأهم أو يسد جوعهم أو يداوي جراحهم بفعل الإجرام الصهيوني المستمر منذ ما يزيد على 6 أشهر على قطاع غزة، وينتظرون مدّ يد العون لهم، لا سيما في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة يشهدها القطاع وتعمّد الاحتلال تجويع السكان ومحاولاته منع أو إعاقة أي مساعدات قد تصلهم.
في القاعدة الجوية، ثمة نشامى يعملون على قدم وساق على تجهيز الطائرة وتحميل المساعدات على متنها استعدادا للانطلاق في رحلة تستغرق ذهابا وإيابا نحو ساعتين بما فيها عملية الإنزال الجوي، وفي الأثناء يمكنك أن تراقب انهماكهم وحديثهم التضامني مع أهل القطاع، وكذلك الدعوات بأن يفرج الله همهم ويعينهم على ما يواجهونه من كارثة.
وما أن تنطلق الطائرة ويبدأ العد التنازلي للوصول إلى سماء غزة، يدخل الجميع في مرحلة حبس الأنفاس وسط ترقب لرؤية حال القطاع الذي بدا مدمرا دمارا هائلا في مشهد يملؤه الأسى ولا يمكن للذاكرة أن تنساه، إلا أن نبضا في المكان يمكن مشاهدته من بعيد لما يبدو أنهم أطفال يلعبون في إحدى الساحات الكبيرة والتي قد تكون على الأغلب تابعة لأحد مباني وكالة الأونروا، فيما تشاهد أيضا عددا قليلا من المركبات في شوارع معظمها خالية تماما.  
عند الوصول إلى المكان المحدد، يبدأ نشامى الجيش في إنزال المساعدات التي ينتظرها كثيرون لا سيما من الأطفال والنساء وكبار السن الذين قست الحرب الصهيونية وتداعياتها على أحوالهم وسلبت أمنهم وقوتهم.
بعد ذلك، تعود الطائرة أدراجها إلى الأجواء الأردنية فارغة من المساعدات، ومليئة في الوقت ذاته بروايات يخلدها التاريخ من انتصار للحق والإنسان، ووقفات العز والإباء، حتى تهبط بسلام ويترجل الجميع في مشهد يضيف سطرا جديدا في كتاب لا مداد لصفحاته عنوانه وحدة الدم والمصير، ليكرس دعم الأردن للقضية الفلسطينية والفلسطينيين نهجا أردنيا راسخا لا تهزه رياح المشككين الذين يغرقون في بركة مياههم الآسنة والتي أقل ما يمكن أن نفعله هو أن نقفز عنها.       
ورافقت "الغد" يوم أمس الاثنين، القوات المسلحة الأردنية، في أحد 3 إنزالات جوية للمساعدات على عدد من المواقع في شمال قطاع غزة، ليرتفع بذلك عدد الإنزالات منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 83 إنزالاً جوياً أردنياً، و186 إنزالاً جوياً بالتعاون مع دول عربية وأجنبية.   
وشاركت في عملية الإنزال أمس، طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني، وطائرة تابعة لجمهورية مصر العربية، وطائرة تابعة لجمهورية ألمانيا الاتحادية، في حين تؤكد القوات المسلحة الأردنية أنها مستمرة بإرسال المساعدات الإنسانية والطبية عبر جسر جوي لإيصالها من خلال طائرات المساعدات من مطار ماركا باتجاه مطار العريش الدولي أو من خلال عمليات الإنزال الجوي على قطاع غزة أو قوافل المساعدات البرية، لمساعدة الأهل في قطاع غزة على تجاوز الأوضاع الصعبة، وتجسيداً لروح التعاون والتعاضد بين أبناء الشعبين الشقيقين.