جولة بلينكن السابعة في المنطقة.. هل ستنهي الحرب على غزة؟

جانب من الدمار في غزة جراء العدوان الإسرائيلي - (وكالات)
جانب من الدمار في غزة جراء العدوان الإسرائيلي - (وكالات)

فيما وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، المقترح المصري بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بأنه "اتفاق سخي جداً" بين يدي حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي وصل وفدها إلى القاهرة لاستيضاح بعض النقاط، ذهب إلى القول أن الطريقة الأكثر فعالية للتخفيف من الأزمة الإنسانية في غزة، هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

اضافة اعلان


ووصل بلينكن أمس إلى السعودية، المحطة الأولى في جولته السابعة الى المنطقة منذ السابع من تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، لتعزيز فرص التوصل إلى هدنة بين الاحتلال وحماس، وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.


وبعد السعودية، يتوجه بلينكن إلى الأردن، وسيجتمع مع كبار المسؤولين والمنظمات الإنسانية، للوقوف على تطورات جهود الإغاثة والخطوات التي ما يزال من الممكن القيام بها، قبل أن يتوجه غدا إلى الكيان.


ويقول الوزير الأسبق مجحم الخريشا، إن بلينكن يبحث في جولته السابعة للمنطقة، خطط إعمار القطاع بعد الحرب التي تستمر دون نهاية تلوح في الأفق، بحيث استشهد أكثر من 34 ألف فلسطيني، وشرد مئات الآلاف غيرهم، الى جانب تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.


وأضاف الخريشا، أن الحرب على غزة أدت إلى تأجيج احتجاجات جماهيرية وشعبية في العالم، امتدت مؤخرا إلى حرم جامعات أميركية وأوروبية، إذ تعرض الدعم الأميركي للاحتلال، بخاصة عمليات نقل الأسلحة لانتقادات كبيرة، وهو أمر تدرك الإدارة أنه سيتسبب بمشاكل محتملة للرئيس الأميركي جو بايدن في عام انتخابي حافل.


وأضاف "تهدف الزيارة أيضا للضغط على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، لاتخاذ خطوات ملموسة، طالبه بها بايدن هذا الشهر، لتحسين الوضع الإنساني المتردي في غزة".


وتأتي جولة بلينكن في وقت، يتوقع بأن تستضيف فيه القاهرة قادة من حماس، لبحث آفاق التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الاحتلال.


من جهته، يرى عميد كلية القانون السابق في جامعة الزيتونة د. محمد فهمي الغزو، ان جولة بلينكن في المنطقة، ستناقش أمورا، تريد واشنطن دعم الدول العربية لها، وتشمل التصدي للتهديد الحاد والمتزايد الى إيران، وشكل الحكم في غزة بعد الحرب وإعادة إعمارها، وحرية الملاحة في البحر الأحمر.


واضاف فهمي، أن "بلينكن قال خلال اجتماعه مع وزراء مجلس التعاون الخليجي، انه أتى لبحث خطط إعادة إعمار غزة بعد الحرب، وأن الطريقة الأكثر فعالية للتخفيف من الأزمة الإنسانية في غزة، هي التوصل لوقف لإطلاق النار"، مؤكدا أن واشنطن تواصل جهودها لمنع اتساع نطاق الحرب في غزة، وتدعم فرص التوصل إلى هدنة بين الاحتلال وحماس، للسماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.


وأضاف، هذه هي الزيارة السابعة لبلينكن الى المنطقة، وتأتي في وقت حثت فيه الولايات المتحدة الكيان على بذل مزيد من الجهد، بشأن الوضع الإنساني في غزة، بعدما لوح بايدن بأن سياسة واشنطن، يمكن أن تتغير إذا لم يتخذ الاحتلال، خطوات بشأن الضرر الذي يلحق بالمدنيين وسلامة موظفي الإغاثة.


وأتم: إن الرؤية التي يحملها بلينكن في زيارته، هي ان الطريقة الأكثر فاعلية لتخفيف الوضع الإنساني في غزة، وتحقيق الاستقرار ومنع توسع الصراع في المنطقة، هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار. مشيرا الى ان الدول العربية وواشنطن، ستدفعان الاحتلال للموافقة على مسار لإقامة دولة فلسطينية، وهو أمر أكد نتنياهو مرارا رفضه.


وذكر بيان للبيت الأبيض أن بايدن، تطرق في اتصال هاتفي اول من امس مع نتنياهو، إلى أن استعداد الكيان لفتح معابر حدودية جديدة هذا الأسبوع مع شمال غزة، بحيث ما يزال خطر حدوث المجاعة مرتفعا.


بدوره، يقول المحلل السياسي د. صدام الحجاحجة، ان المنطقة تواجه أزمات متراكمة، وبلا شك، فإن زيارة بلينكن الى المنطقة، ستشكل فرصة لرسم موقف مشترك هنا في المنطقة بشأن العلاقة مع الولايات المتحدة، وتحديد شكل التأثير الإيجابي الأميركي في المنطقة عبر الشراكة مع دولها.


واضاف الحجاحجة "بشأن الحرب على غزة، أكد بلينكن ان بلاده لم تطلع على خطة مناسبة من الكيان، حول الهجوم على رفح، فالولايات المتحدة في ظل عدم وجود خطة واضحة تحمي المدنيين في رفح، لا تدعم أي خطة بهذا الاتجاه، بخاصة وان هناك محاولات لحث القوى كافة على قبول اتفاق هدنة في القطاع".


وأشار إلى أن بلينكن يسعى للجمع بين ممثلين لدول عربية وأوروبية، لبحث كيفية مساعدة أوروبا في جهود إعادة بناء القطاع الذي حول قصف الكيان المستمر منذ أكثر من ستة أشهر، معظم مناطقه إلى ركام وخراب، في وقت تخطط دول أوروبية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، بالتزامن مع تقديم خطة سلام تدعمها دول عربية إلى الأمم المتحدة.


وقال، إن جولة بلينكن في المنطقة، تتزامن مع توقعات باستضافة القاهرة لقادة من حماس، لبحث آفاق التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بينما بدأت قبل أشهر محادثات حول إعادة بناء غزة، وطريقة إدارتها من دون أن تظهر في الأفق آلية واضحة بعد.

 

اقرأ المزيد : 

التاريخ يخبرنا كيف ستنتهي الحرب بين إسرائيل وحماس‏