هل يمكن للعرب توحيد موقفهم الإعلامي من القضية الفلسطينية لدحض رواية الاحتلال المخادعة؟

قصف قطاع غزة
قطاع غزة

 أثارت المجازر الدموية التي يرتكبها الكيان الصهيوني الغاصب، في حربه الوحشية على قطاع غزة خلال 4 أسابيع متواصلة، هي إبادة جماعية للفلسطينيين، تساؤلات حول ما يمتلكه العرب من أدوات لوقف هذا الإجرام الوحشي على جزء من الأمة العربية، وأبرزها الإعلام العربي وكيفية تمكينه من مواجهة الخداع والإنحياز الغربيين الفاضحين، واللذان يصبان في صالح رواية الاحتلال الهمجي.

اضافة اعلان


وفي وقت لم تكتف آلة الدعاية الغربية الأيام الماضية عن تزييف وتشويه الحقائق، معتمدة في تبرير جرائمها في القصف الممنهج للمشافي والمدارس في القطاع، على أنها تهاجم أنفاق المقاومة الفلسطينية، وتصوير الفلسطينيين على أنهم قتلة، يذبحون الأطفال ويغتصبون النساء، فإن الإعلام العربي لم يقدم رواية مضادة لهذا التزييف الغربي، حتى إن الرواية الغربية الكاذبة، تناقلها سياسيون أميركيون وغربيون على رأسهم الرئيس الأميركي جو بايدن، ما يتطلب إستراتيجة إعلامية عربية موحدة وواضحة، تشرح فيها الرواية العربية الفلسطينية لدحض الرواية الغربية، وفهم التعامل مع وسائل الإعلام الغربية وآليته.


فالادعاءات المزيفة والكاذبة التي يطلقها الإعلام الغربي، استطاع مؤثرون وسياسيون الرد على زيفه، وتفكيكه، مستخدمين آليات التفكير الغربي ولغاتهم، وعلى رأسها الإنجليزية، ما أسهم بالبدء في هدم الرواية الصهيونية المختلقة، وتعريف الجمهور الغربي على الرواية الفلسطينية، بحيث بدأت تتجلى في الغرب مظاهر التعاطف مع الفلسطينيين على نحو واسع. 


وفي هذا السياق، دعا إعلاميون عرب الى تنسيق مواقف المؤسسات الإعلامية العربية، في التوجه نحو تبيان الحق الفلسطيني، والكشف بشكل جلي عن جرائم الاحتلال التي ترتكب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، والتي تتجلى في كل مواجهة بين الفلسطينيين والصهاينة المحتلين للأرض الفلسطينية، وآخرها الحرب العدوانية في غزة، والهجمات الاحتلالية في الضفة الغربية.


وطالبوا في أحاديث منفصلة لـ”الغد”، الحكومات العربية بتحرك عاجل للضغط على منصات التواصل الاجتماعي، لضمان مرور المحتوى الفلسطيني والعربي للعالم، بعد اعترافها بحجب ملايين البوستات المناصرة والمتضامنة مع فلسطين.


وبينوا أن الإعلام الغربي، لا تنقصه معرفة كيفية التحقق من صحة المعلومات والأخبار، ولكنه اختار الانحياز السياسي لآلة الاحتلال الغاشم على حساب الاستقلالية، وضرب بعرض الحائط بكل ما كان ينظر به عن الحقوق والعدالة والمصداقية، والمعايير المهنية، ومدونات السلوك المهني والأخلاقي.


ولفتوا الى ضرورة توحيد الخطابات الإعلامية العربية، وأن تكون القضية الفلسطينية مركزية في الإعلام العربي. 


مؤسس مركز حماية وحرية الصحفيين نضال منصور، قال إن عدوان الاحتلال على غزة، فضح الانحياز الإعلامي الغربي لرواية الاحتلال برغم التضليل والتزوير الهائلين اللذين كشفتهما الوقائع على أرض الواقع والمجازر الوحشية التي ارتكبت بحق الفلسطينيين في غزة.


واضاف منصور، أنه برغم معرفة الإعلام الغربي بآليات التحقق من صحة المعلومات والأخبار، لكنه اختار الانحياز السياسي لآلة الاحتلال الغاشم على حساب الاستقلالية، وضرب بعرض الحائط كل ما كان ينظر به عن المصداقية، والمعايير المهنية، ومدونات السلوك المهني والأخلاقي.


ودعت وسائل الإعلام العربية لتنسيق مواقفها لإنتاج سردية تعلي الحق الفلسطيني، وتكشف بجلاء عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال كل لحظة في غزة والضفة الغربية.


واكد منصور، أن هناك تدفقا للمعلومات حول ما يحدث في غزة، لكن اكثر وسائل الاعلام الغربية، ومنصات التواصل تتعمد حجبها، او فلترتها، منبها الى ضرورة إنتاج محتوى باللغات الاخرى غير العربية، ليصل للمجتمعات الغربية التي تخضع للتضليل، وغسيل الدماغ من إعلام يحترف تقديم الجلاد الصهيوني على أنه ضحية.


وطالب الحكومات العربية، بتحرك عاجل للضغط على منصات التواصل لضمان مرور المحتوى الفلسطيني والعربي للعالم، بعد اعترافها بحجب ملايين البوستات المناصرة والمتضامنة مع فلسطين .


وشاطره الرأي، أستاذ الصحافة والإعلام د. تيسير أبو عرجة الذي قال إن المقاومة في غزة بفصائلها المختلفة، بخاصة كتائب عز الدين القسام في الحركة الإسلامية (حماس)، تقدم بيانات بين الفينة والأخرى، تعززها بالصور كدليل وبرهان لما يجري على أرض الواقع. 
ولفت الى أن ذلك، إبادة جماعية، هدفها الضغط على أهالي القطاع  للانفضاض عن تأيد المقاومة، علما بأن هذا الشعب في ظل ما يعانيه، يقف خلف المقاومة.


وبين أبو عرجة أن المطلوب من الإعلام العربي، تقديم روايات وبيانات يقدمها صحفيون ميدانيون الى العالم، وألا يكتفي بالقنوات العربية التي تخاطب الشعوب العربية، وعليه إيصالها للعالم عبر سفاراتهم ومنصات التواصل، والجاليات العربية التي تقطن في الدول الأجنبية.


وقال إن هناك تأثيرا كبيرا وواضحا، بدأنا نلمسه على أرض الواقع عندما بدأت الرواية العربية بالوصول الى الرأي العام العالمي، فبتنا نشهد مسيرات حاشدة في عواصم دول أجنبية، مؤيدة للقضية الفلسطينة، بخاصة في دول كبرى مؤيدة للكيان الصهيوني، الذي تدعمه إعلاميا وماليا وسياسيا.


وبين أبو عرجة، أن الإعلام العربي بما فيه الأردني لم يقصر، فسخر كل وسائله الإعلامية من صحف وقنوات تلفزيونية وإذاعية ومواقع إخبارية على مدار الساعة، لنقل الأحداث للجمهور العربي، ومن يستطيع للجمهور الخارجي، لافتا الى أن هناك جهودا عربية عبر منصات التواصل، يعتمد القائمين عليها بفن الحوار مع شخصيات اجنبية والكتابة على المنصات الخارجية.


وتابع أبو عرجة، نحتاج لإعلام عربي دولي، مبني على إستراتيجية واضحة، تقدم الرسالة الإعلامية العربية بطريقة موحدة، وتنقل خلالها الرواية العربية الفلسطينية الصحيحة، وتدحض الرواية الغربية والإسرائيلية، وهذا يحتاج لجهد كبير من الدول العربية.


ونوه بأهمية قيام الدول العربية في التواصل مع جاليتها، لحشدها أصواتها من أجل إيصال الرواية العربية، كونها تعرف كيف تخاطب الغرب بلغته وأسلوبه.


بدوره، اكد عضو مجلس نقابة الصحفيين الزميل خالد القضاة، على ضرورة وجود قناعات ثابتة بأن كل ما يرد من الاحتلال، من روايات يجب التشكيك بها وعدم تصديقها أو الترويج لها.


وبين القضاة، أن على الدول العربية بمنابرها الإعلامية أن تكون واعية للهدف والغاية من رسائل الاحتلال الموجهة، والتي تحمل في باطنها الفتنة وشق الصفوف.


ولفت الى أن الإعلام الغربي بما فيه إعلام الاحتلال، يهتم بتحليل الخوارزميات والتدقيق حول الأخبار الأكثر بحثا فيها، وماهية الفئات العمرية التي تبحث، وهذا يعطيه قوة عند إنتاج محتواه، لكن للأسف هذا الأمر ليس موجودا في إعلامنا العربي.


وطالب القضاة، بتوحيد الخطابات بحيث تكون القضية الفلسطينية مركزية في إعلام الوطن العربي وليست خطابات متناثرة، لأنها لن تنجح بتحقيق هدفها اذا لم يكن هناك آلة إعلامية عربية تواجه الغرب.

 

اقرأ المزيد : 

كيف يستثمر العرب اقتصاداتهم للضغط على حلفاء الاحتلال؟