"همم" تدعو لوقف فوري للعدوان الهمجي وفتح ممرات آمنة في غزة

جانب من الدمار الهائل إثر الغارات الإسرائيلية على أحياء متفرقة بغزة-(وكالات)
جانب من الدمار الهائل إثر الغارات الإسرائيلية على أحياء متفرقة بغزة-(وكالات)

دعت هيئة تنسيق مؤسسات المجتمع المدني "همم" إلى وقف فوري للعدوان الصهيوني، وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

اضافة اعلان


جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته الهيئة في فندق لاندمارك في عمّان، تحت عنوان "الحرية والحق والعدالة لفلسطين"، والذي شارك فيه مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة أمجد الشوا، والمدير العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عمار الدويك، والباحثة في منظمة "هيومن رايتس ووتش" هبه زيادين، ومؤسس وعضو مجلس إدارة مركز حماية وحرية الصحفيين نضال منصور.


ودعت منسقة الهيئة هديل عبدالعزيز، إلى رفض مخطط الاحتلال الإسرائيلي بالتهجير القسري للفلسطينيين في غزة، ودعوة المحكمة الجنائية الدولية لأخذ التدابير والإجراءات لفتح تحقيق جاد في الانتهاكات الإسرائيلية للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، حيث إن للمحكمة ولاية على الأراضي الفلسطينية المحتلة على خلفية عضوية فلسطين في المحكمة.


وشددت عبدالعزيز على ضرورة أن تقوم الحكومة الأردنية باتخاذ كل المواقف الداعمة للشعب الفلسطيني، والتحرك الفعال دوليا لوقف العدوان فورا، والعمل دون إبطاء على وقف كل أشكال التطبيع السياسي، والاقتصادي مع الاحتلال الإسرائيلي.


وقالت إن "همم" وهي تحالف يضم 11 منظمة مدنية، تثمن تحرك جلالة الملك عبد الله الثاني المستمر والداعي إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.


ولفتت إلى أن الهيئة تؤمن بحق الشعوب بمقاومة المحتل، وحق تقرير المصير، وهي من مبادئ حقوق الإنسان، وترفض المعايير المزدوجة التي تمارسها الدول الغربية، وتتعامل مع قضايا حقوق الإنسان، وخاصة عندما يتعلق الأمر بفلسطين بانتقائية وشكل مجتزأ.


وعلى مدار 9 أيام قصفت إسرائيل الأحياء السكنية، واستهدفت المنشآت الصحية والخدمية، وفرضت طوقا من الحصار حرم أكثر من مليوني إنسان يعيشون في قطاع غزة من احتياجاتهم الأساسية؛ كالماء، والطعام، والدواء، والكهرباء.


وقالت إن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم ضد الإنسانية أودت بحياة نحو 2750 شهيدا وشهيدةً، والعدد يزداد في كل لحظة، من بينهم 1000 طفل وطفلة، والعدوان لم تسلم منهم الطواقم الطبية وامتد ليستهدف الصحفيين والصحفيات، حيث استشهد 11 صحفيا وصحفية في محاولة متعمدة لقتل شهود الحقيقة بغية إخفاء جرائمه.


واستهجنت "همم" موقف الحكومات الغربية التي تغض الطرف عن الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان، وتتجاهل كل الاتفاقيات والمعاهدات التي تحكم وتنص على آليات لحماية المدنيين في زمن الحرب، والأكثر بشاعة أن تقدم الدعم السياسي، والعسكري، والأمني للاحتلال مما يُعد ضوءاً أخضر للاستمرار في حرب الإبادة ضد الفلسطينيين.


وقالت إن الاحتلال يستهدف وبشكل معلن تنفيذ تهجير قسري للسكان في غزة، ولا يلتفت لكل الاعتراضات الأممية، والدولية، ولا يلتزم أو يحترم المادة (49) من اتفاقية جنيف التي تحظر النقل الجبري والجماعي.


وترى "همم" بحسب عبدالعزيز، أن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في غزة تتوافر فيه أركان جريمة الإبادة الجماعية، فهو يقطع الإمدادات الأساسية، ويستهدف المدنيين، ويقوم بتهجير قسري، وكل ذلك مثبت بتصريحات لقادة سلطة الاحتلال، وهو ما ينطبق بشكل حاسم على ما نصّت عليه المادة (6) من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.


وعرّفت المادة، الإبادة الجماعية بأنها "أي فعل من الأفعال التي ترتكب بقصد إهلاك جماعة قومية، أو إثنية، أو عرقية، أو دينية، بصفتها هذه، إهلاكا كليا أو جزئيا، مثل قتل الجماعة، أو إلحاق ضرر جسدي أو عقلي جسيم، أو إخضاع الجماعة عمدا لأحوال معيشية بقصد إهلاكها الفعلي كليا أو جزئيا".


إلى ذلك، قال الدويك في اتصال مرئي من غزة، إنه إذا لم يتم فتح الممرات الآمنة خلال الساعات الـ24 المقبلة بحد أقصى "فنحن أمام كارثة إنسانية مؤكدة".


وبين الدويك أن الأمين العام للأمم المتحدة لم يصدر عنه حتى الآن أي موقف أو تصريح بوقف العدوان.


ووصف الموقف الدولي بأنه ضعيف، وأن أي حديث عن الحالة الإنسانية في غزة دون الحديث عن وقف الحرب هو نفاق.


بدوره، قال الشوا إن الواقع الإنساني صعب جدا في القطاع في ظل منع الاحتلال إدخال المساعدات والمواد الإغاثية.
وأضاف أن الوضع مأساوي في ظل أعداد الجرحى، مبينا أن إسرائيل تتعمد قصف المستشفيات وسيارات الإسعاف والمراكز الطبية والدفاع المدني.


وأكد أن هنالك مهمة مستحيلة لتوفير المياه للشرب والنظافة، مبينا أن الوضع كارثي جدا، وأن الخطر يزيد في كل لحظة في ظل المزيد من القصف.


بدوره، قال منصور إن مؤسسات المجتمع المدني غير محايدة وترفض الموقف الغربي المؤيد للاحتلال.
وأكد أن مقاومة المحتل حق مشروع لا مساومة فيه، مبينا أن هيئة تنسيق مؤسسات المجتمع المدني في خندق المدافعين عن أوطانهم وحقوقهم.


من جانبها، قالت زيادين: "استنكرنا (هيومن رايتس ووتش) الغارات الجوية الإسرائيلية العشوائية واستخدام الفوسفور الأبيض في غزة ولبنان وقتل المدنيين وجلهم من الأطفال".


وأضافت: "إسرائيل فرضت حصاراً شاملاً على قطاع غزة منذ 16 عاما.. القمع المنهجي للفلسطينيين يرقى إلى مستوى الجرائم العنصرية، وهذا السياق ضروري لفهم ما يجري". ولفتت زيادين إلى أن قطع الإمدادات عن قطاع غزة هو عقاب جماعي ويعتبر جريمة حرب.

 

اقرأ المزيد : 

"الأعيان" يدين العدوان الاجرامي الذي استهدف مستشفى المعمداني بغزة