2200 مقعد جامعي شاغر.. هل بدأت التخصصات الهندسية بالانقراض؟

مهندس - (تعبيرية)
مهندس

بات الجيل الجديد من طلاب الجامعات يتخلون شيئا فشيئا عن التخصصات التي كانت الأكثر رواجا في الجامعات الأردنية في السنوات الماضية، بعد أن كشفت وحدة القبول الموحد عن العزوف عن دراسة التخصصات الهندسية في ظل وجود 2200 مقعد شاغر فيها.

اضافة اعلان


هذا العزوف، برّره نقابيون ومواطنون بأنه ولادة "وعي مجتمعي" بين الناس والطلاب، ومعرفتهم بأن تخصص الهندسة بات من التخصصات التي يصعب إيجاد فرص عمل فيها داخل أو خارج المملكة.


وفي هذا السياق، قال عبدالله السعيد، إنه كان منذ أعوام عدة، يحلم بدراسة الهندسة الكهربائية، إلا أنه في الآونة الأخيرة غيّر رأيه وبات يفكر في تخصص آخر.


وفي حديثه لـ"الغد" أضاف الشاب البالغ من العمر 18 عاما: "بعد التفكير مليا، قررت التوجه نحو دراسة هندسة الأمن السيبراني والتخصص في علم هندسة الحاسوب".


وأكد عبدالله قائلا "لا أريد أن أتخرج من الجامعة وأبقى أحصل على مصروفي من والدي. أريد أن أعمل وأبني مستقبلي".
ودعمه في رأيه، والده محمد الذي اعتبر أن اختيار ابنه كان جيدا.


وقال الأب إن تخصصات الهندسة لم تعد مجدية في الوقت الحالي، مضيفا: "لا أريد أن ينادوني أبو المهندس أو ما شابه، كل همّي أن يجد ولدي عملا يتكئ عليه ومهنة يحبها".


ولطالما كانت نقابة المهندسين، تقوم بإصدار نشرات إرشادية للناجحين في الثانوية العامة، من أجل إرشادهم نحو التخصصات المطلوبة أو الراكدة أو المشبعة، تجنبا لدراستها وإهدار عمرهم وأموال ذويهم فيها.


وفي آخر نشرة إرشادية لنقابة المهندسين والتي تحمل رقم 13، أظهرت الأرقام إشباعا تاما وركودا في جميع تخصصات الهندسة وتخصصاتها الفرعية.


وتعدّ نسبة المهندسين في الأردن الأعلى عالميا مقارنة بعدد السكان، حيث بلغت النسبة في آخر تعداد مهندس واحد لكل 39 مواطنا.


من جانبه، قال عضو مجلس نقابة المهندسين المهندس بشار الطراونة إنه بعد صدور قائمة القبول الموحد، كان هناك 2200 مقعد جامعي شاغرا في التخصصات الهندسية المختلفة.


وعزا الطراونة ذلك في تصريح لـ"الغد"، إلى أسباب عدة منها البطالة بين المهندسين والتي تراوحت نسبتها بين 25 % و30 %.


وفي السبب الثاني، أضاف أن عدد المهندسين في الأردن أصبح اليوم يفوق 190 ألف مهندس ومهندسة، فيما باتت فرص العمل لهم في الأردن محدودة، وفي الخارج تقلصت أيضا وليست كما كانت سابقا.


وشدد على أن التطور التكنولوجي المتسارع، يشجع طلبة الثانوية العامة على التوجه لدراسة تخصصات لها علاقة بعلم الحاسوب وهندسة الحاسوب والذكاء الاصطناعي؛ لأن هذه التخصصات لها فرص عمل أكبر.


وقال إن مجلس نقابة المهندسين يعمل على تمكين المهندسين للحصول على فرص عمل من خلال تنظيم دورات تدريبية في مجالات متخصصة ومطلوبة في سوق العمل.


وبين الطراونة أن النقابة تعمل على ضبط العمل الهندسي بما يضمن تعيين الكوادر الهندسية في المشاريع، منوها بأن هنالك محاولات نفذتها النقابة منذ أعوام لتطوير العمل الهندسي وفتح فرص عمل للمهندسين في ألمانيا.


وأكد أن هناك برامج عملت عليها النقابة لفترة طويلة استفاد منها عدد من المهندسين، إلا أن "المشكلة التي واجهتنا بأن اللغة الألمانية كانت عائقا، بالإضافة إلى البطء في عملية التشغيل في ألمانيا، سواء من الشركات أو في الحصول على التأشيرات".


ولفت الطراونة إلى أن هنالك أعدادا من المهندسين استفادوا من برنامج اللغة، ووصلوا إلى الالتزام ببرامج دراسات عليا في الجامعات الألمانية، خاصة وأن الدراسة في هذه البرامج مجانية.


وشدد على أن هناك طلبا كبيرا بين طلاب الثانوية العامة لدراسة هندسة الحاسوب، حيث بلغ معدل التنافس في الجامعات الأردنية إلى ما نسبته 98 %، مشيرا إلى أن هناك طلبا على التخصصات الهندسية ذات العلاقة بتكنولوجيا المعلومات والحاسوب.


ولفت إلى أن معظم التخصصات الهندسية مشبعة وجزء منها راكد، كاشفا عن أن هناك ما يقرب من 8 إلى 9 آلاف مهندس على مقاعد الدراسة في مختلف تخصصات الهندسة.


وكان نقيب المهندسين المهندس أحمد سمارة الزعبي أكد أن النقابة أخذت على عاتقها البحث عن أسواق مختلفة محليا وإقليميا وعالميا، من أجل توفير فرص تدريب وتشغيل لمنتسبيها رغم الزيادة الكبيرة في أعداد الخريجين، والذي يشكل عبئا كبيرا على النقابة.


ووفقا لآخر الأرقام الصادرة عن النقابة، بلغ عدد المنتسبين للنقابة 192277 مهندسا ومهندسة، فيما بلغ عدد الطلبة على مقاعد الدراسة 34199 طالبا وطالبة في الجامعات الأردنية، و3000 طالب وطالبة على مقاعد الدراسة في جامعات خارج المملكة.


ولفت الزعبي إلى أن هذه الأرقام تتطلب مساعدة الطلبة خريجي الثانوية العامة وذويهم وتمكينهم من اختيار التخصص الهندسي المناسب لهم وفق معطيات المعدلات وسياسة القبول الجامعي ومؤشرات سوق العمل، بغية تطوير إستراتيجية وطنية لتطوير وترشيد التعليم الهندسي، وبناء ثقافة مجتمعية فعالة متكاملة مع تلك الإستراتيجية.


وبين أن النقابة تسعى دوما إلى الإيضاح والتوجيه الإيجابي فيما يتعلق بالتخصصات الهندسية والذي يتوافق مع مؤشرات سوق العمل ومؤشرات الكفايات والتخصصات المطلوبة.


ودعا الزعبي إلى أن يتم خلال الفترة الدراسية الجامعية تعزيز الحصول على الشهادات المهنية ذات الاعتماديات الدولية التي ترفد وتعزز تخصص الطالب.

 

اقرأ المزيد : 

مهندس لكل 39 مواطنا.. سمارة: إشباع تام وركود في تخصصات الهندسة كافة