"أوميكرون" يخلط الأوراق: إجراءات مشددة دون إغلاقات

أحد شوارع عمان كما يظهر يوم في حظر سابق-(أرشيفية)
أحد شوارع عمان كما يظهر يوم في حظر سابق-(أرشيفية)

محمود الطراونة

عمان- رغم تأكيدات وزارة الصحة بعدم رصد أي حالة إصابة بفيروس كورونا المتحور "أوميكرون" في الأردن حتى الآن، أكد خبراء أوبئة وصحة على ضرورة اتخاذ الحكومة إجراءات إضافية مشددة لرصد الوباء عبر المنافذ الحدودية والقادمين الى المملكة من جهة، ومنح استثناءات لذوي المناعة المتدنية والضعيفة في العمل والدراسة الى حين تأكيد الدراسات الوبائية حول خطورة المتحور الجديد.

اضافة اعلان


وأكدت وزارة الصحة على لسان الأمين العام لشؤون الأوبئة عادل البلبيسي، أنها تراقب الوضع الوبائي في المملكة وعلى الحدود بعد فرض شروط على القادمين من دول إفريقية، معتبرة أن التطعيم واخذ الجرعة الثالثة المعززة هما الأسلوب الامثل حاليا لمواجهة أي طفرات جديدة.


وفي السياق أكد عضو لجنة الاوبئة الدكتور بسام الحجاوي لـ "الغد" ان دول العالم اتخذت الموقف نفسه من المتحور الجديد ولا عودة للإغلاقات في الحياة العامة او الاقتصاد او التعليم لعدم ثبوت جدواها.


وتابع الحجاوي، أن الرصد على الحدود من الدول الموبوءة او القادمين من دول يشتبه بوجود المتحور الجديد فيها كاف حاليا، اضافة الى اجراء فحوصات التسلسل الجيني للقادمين وأخذ عينات عشوائية من الفحوصات المحلية للتأكد من خلو المملكة من الطفرة الجديدة.
ولفت الى ان الطفرات غالبا ما تحدث، وأن متحور "دلتا" البريطاني تم التعامل معه فيما توجد لدى الدول الخبرة الكافية للتعامل مع الحالات الجديدة، مبينا ان التركيز الآن ينصب على التجمعات والاجراءات التي اتخذتها الحكومة، والتي من شأنها محاصرة الجائحة وطفراتها.


واشار الى ان من بين الاجراءات حجر الاردنيين القادمين من الدول الافريقية، التي ثبت وجود الفيروس المتحور فيها على نفقتهم الخاصة مؤسسيا، إما في الفنادق او مكان محدد وتحت رقابة وزارة الصحة والامن والداخلية، فيما لا يسمح بدخول غير الاردنيين، حيث تم تعليق رحلات الطيران ايضا من تلك الدول.


ولفت الى ان الحالات التي قدمت تم التعامل معها ولم يثبت ان لدى اي منها اعراض او حالات قد تكون فيها إصابة بالمتحور الجديد.
وكانت وزارة الداخلية اعلنت منع دخول غير الأردنيين القادمين من دول إفريقية إلاّ بعد مرور 14 يوما على مغادرتهم لهذه الدول إلى دول أخرى لا يوجد فيها المتحور الجديد، اعتبارا من اليوم الأحد.


وسيخضع الأردنيون القادمون من هذه الدول للحجر المؤسسي لمدة 14 يوما على نفقتهم الخاصة بغض النظر عن نتيجة فحص الكشف عن كورونا في المطارات الأردنية أو في الدول القادمين منها.


وقالت وزارة الداخلية إنها اتخذت إجراءات احترازية بحق القادمين من دول (جنوب إفريقيا، ليسوتو، زيمبابوي، موزمبيق، نامبيا، إسواتيني، بتسوانا)، اعتباراً من اليوم الأحد.


وصنّفت منظّمة الصحّة العالميّة الجمعة، المتحوّر الجديد لكورونا الذي رُصد أوّل مرّة في جنوب إفريقيا بأنّه "مقلق" وأطلقت عليه اسم "أوميكرون".


وقالت مجموعة الخبراء المكلّفة بمتابعة تطوّر الجائحة إنّه "تمّ إبلاغ منظّمة الصحّة العالميّة عن المتحوّرة بي .1.1.529 لأوّل مرّة من جانب جنوب إفريقيا في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 2021 (…). وتحتوي هذه المتحوّرة على عدد كبير من الطفرات، بعضها مقلق".


بدوره، قال الخبير الوبائي الدكتور عبد الرحمن المعاني لـ "الغد" إن المتحور الجديد يعيدنا إلى منطقة القلق المتزايد بشأن فيروس كورونا المستجد ويعد النوع الأحدث والأكثر تحورا.


واضاف المعاني: يملك هذا المتحور عددا كبيرا من الطفرات التي وصفت بأنها مروعة، وهي أسوأ متحور حيث يصيب اشخاصا مطعمين ويتميز بالعدد الكبير من الطفرات التي من شأنها زيادة قدرة الفيروس على نشر العدوى، ويشكل خطرا غير مألوف على جهاز المناعة.


وأوضح ان كمية الطفرات الكبيرة تزيد كثيرا من إمكانية التخوف الكبير والحقيقي؛ ويجب متابعة المتحور الجديد ورصده بشكل جيد وخاصة بسبب ملامح طفراته الرهيبة.


وقال: "هذه السلالة الجديدة المكتشفة من الفيروس يمكن أن تضعف فعالية اللقاحات بنسبة كبيرة، وبالتالي يجب إعادة تصنيع لقاحات تتناسب مع هذا المتحور".


واضاف: "هناك أسئلة ينبغي الإجابة عليها، وأهمها عن قدرات هذا الفيروس المتحور على تجاوز بعض الحماية التي توفرها اللقاحات؛ وخطورة الطفرات الشديدة وهي مجموعة غير عادية من الطفرات مختلفة تماما عن المتحورات الأخرى التي انتشرت سابقا".


وبين أن هذا المتحور يتميز بالقفزة الكبيرة في التطور، وطفرات أكثر بكثير من المتوقع؛ حيث تبين أن هناك 50 طفرة اجمالية، وأكثر من 30 على البروتين الشوكي الذي يحيط بالفيروس؛ وهو الهدف لمعظم اللقاحات، والمفتاح الذي يستخدمه الفيروس لفتح مدخل له إلى خلايا جسم الإنسان؛ ويحتوي على 10 طفرات مقارنة بطفرتين فقط لمتحور دلتا تختصان بالمستقبلات".


وبين ان القلق يكمن في ان هذا الفيروس أصبح مختلفا جذريا عن الفيروس الأصلي؛ ما يعني ان اللقاحات التي صممت لمقاومة السلالة الأصلية يمكن أَن تقل فعاليتها؛ وهذا الفيروس عزز قابلية الانتقال والقدرة على الانتشار بين الناس؛ وهو قادر على الالتفاف على جهاز المناعة.


وطالب بتشديد الإجراءات من خلال وقف جميع الرحلات الجوية مع جميع الدول التي ظهر فيها المتحور الجديد سواء من أفريقيا أو أوروبا أو أي دولة في العالم، وحجر الأردنيين القادمين من هذه الدول حجزا مؤسسيا لمدة 14 يوما بغض النظر عن نتيجة فحصهم في المطارات أو حتى إذا كانوا مطعمين أم لا، وإجراء فحص التسلسل الجيني من جميع الأردنيين القادمين من هذه الدول.

إقرأ المزيد: