فأين دور مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات والاتحادات النسائية في خلق حالة من الوعي بأهمية دور المرأة في المجتمع وفي مختلف المجالات والقطاعات الوطنية، وتكريس ذلك كثقافة مجتمعية تعزز من حضورها السياسي والنيابي مثلا بعيدا عن الكوتا التي باتت تركن إليها في الوصول إلى قبة البرلمان، لدرجة أن المرأة لا تنتخب المرأة.
وعليه فلا يمكننا الحديث عن دور فعلي للمرأة الأردنية في هذا الجانب السياسي، بمدلولاته الشعبية معبرا عنها بخوض الانتخابات النيابية (والبلدية ومجالس المحافظات) إلا إذا فازت بالمنافسة، وليس بالكوتا، التي تفرض لها وجودا، بصورة لا تعكس حقيقة حضورها الذي تستحق في المشهد السياسي، حتى أننا لا نلحظ اهتمام المرأة بالشأن السياسي إلا عندما تكون هناك انتخابات بحيث تكون استعداداتها واهتماماتها بهذا الشأن لحظية ومرتبطة بهذا الحدث، دون أن تؤسس لذلك من خلال اهتمامات ونشاطات وتحضيرات مؤسسية مسبقة تصبح جزءا من شخصيتها وواقعها.
وكذلك الحال بالنسبة للمنظمات والاتحادات الشبابية التي لم تحسن التعامل مع قضايا الشباب كما يجب. وحتى وإن قامت بواجبها في هذا المجال، فإن ذلك لا يشمل كافة مناطق المملكة. حتى بتنا نتساءل، عندما يكون الحديث عن الشباب الأردني وما يرافق ذلك من إقامة نشاطات وندوات ومؤتمرات، من هو الشباب الأردني المعني هنا؟ هل هم كل الشباب في المملكة، في مختلف محافظاتها ومناطقها، في الأرياف والبوادي والمخيمات، أم أن الأمر يقتصر، كما هو الحال بالنسبة للمرأة الأردنية، على العاصمة عمان، وعلى شباب بعينهم من مستويات اجتماعية وثقافية وتعليمية معينة، من مؤسسات وجهات معينة، هل يمكن لشاب في قرى الشمال أو الجنوب والمناطق النائية، أن يكون بصورة هكذا فعاليات شبابية؟ هل يعلم عنها أو يتفاعل معها؟ وبالتالي فما الغاية من هذه الفعاليات التي تقام باسم الشباب في ظل اقتصارها على جغرافيا معينة، وشرائح شبابية بعينها؟ وبالتالي عن أي شباب نتحدث، عن أي تمكين نسائي وشبابي نتحدث؟.