الحريري يدعم تولي عون رئاسة لبنان

رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري (يسار) مع رئيس التيار الوطني الحر ميشيل عون-(أرشيفية)
رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري (يسار) مع رئيس التيار الوطني الحر ميشيل عون-(أرشيفية)

بيروت - قالت مصادر سياسية بارزة إن رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري يعتزم تأييد تولي ميشيل عون منصب الرئاسة الشاغر في اقتراح من شأنه انتخاب حليف حزب الله رئيسا للبلاد في وقت لاحق من هذا الشهر وإعادة تشكيل السياسة اللبنانية.اضافة اعلان
وقال مصدر في حزبه إن الحريري الذي يعارض منذ فترة طويلة جماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران سيصبح رئيسا للوزراء مرة أخرى وفقا للاقتراح الذي لاقى معارضة من أعضاء في تحالفه. وقال أحد حلفائه إن القرار ليس نهائيا بعد.
ومنصب الرئيس في لبنان المخصص للمسيحيين الموارنة ضمن نظام لتقاسم السلطة بين الطوائف شاغر منذ أكثر من عامين ونصف العام بسبب الصراع السياسي. وعون هو سياسي مخضرم في الثمانينات من عمره.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان ترشيح عون سيحظى بدعم كاف بين السياسيين اللبنانيين لضمان اكتمال النصاب القانوني اللازم للتصويت في البرلمان المؤلف من 128 عضوا. ومن المقرر عقد الجلسة البرلمانية المقبلة لانتخاب رئيس في 31 تشرين الأول (أكتوبر).
ومن بين المعارضين لترشيح عون نبيه بري السياسي صاحب النفوذ وهو رئيس البرلمان ورئيس حركة أمل الشيعية وحليف حزب الله. ولم يصدر أي تعليق من حزب الله حتى الآن.
وقاد الحريري (46 عاما) تحالف قوى "14 آذار" ضد تحالف حزب الله وحلفائه بما في ذلك عون بعد اغتيال والده رفيق الحريري في عام 2005. ولا يزال من أشد المنتقدين لحزب الله الذي يقاتل في سوريا دعما للرئيس بشار الأسد.
ويلقى هذا الاقتراح الذي لم يكن يخطر في بال أحد حتى وقت قريب ضوءا جديدا على المأزق الذي يواجهه الحريري السياسي السني الأكثر نفوذا في لبنان جراء أزمة مالية تواجهها شركته للتطوير العقاري بالسعودية. وسعودي أوجيه هي المحرك المالي وراء التيار السياسي الذي تقوده عائلة الحريري وقد تضررت بشدة في الآونة الأخيرة جراء تباطؤ في قطاع البناء السعودي مرتبط بهبوط أسعار النفط مما أدى إلى خفض الإنفاق الحكومي مما أدى إلى تسريح موظفين من تيار المستقبل. ويقول دبلوماسيون إن الحريري لم يعد يحظى بدعم في المملكة العربية السعودية والتي توجه اهتمامها هذه الأيام نحو منطقة الخليج وسورية أكثر بكثير من لبنان.
المعارضة من الداخل
وقال سياسيان كبيران إن الحريري عبر عن نيته ترشيح عون وهو في الثمانينيات من العمر للرئاسة في إطار اتفاق تقاسم السلطة.
وذكر مصدر ثالث وهو عضو في تيار المستقبل أن الحريري عبر عن نيته اتخاذ هذه الخطوة لكن أعضاء في كتلته البرلمانية عارضوها.
وقال فؤاد السنيورة رئيس الوزراء السابق ورئيس الكتلة البرلمانية لتيار المستقبل لصحيفة (ديلي ستار) إن الحريري أبلغ نواب تيار المستقبل اول من أمس بأنه قرر دعم ترشيح عون للرئاسة لكنه أضاف أنه لا يوجد "قرار نهائي بعد بهذا الشأن".
وقال مصدر متحدثا شريطة عدم الكشف عن هويته إن الحريري سيعلن دعمه لعون "في غضون الأيام القليلة المقبلة"
وقال المصدر "إن الحريري وعون سيعملان مع حلفائها لتأمين النصاب اللازم لعقد الجلسة الانتخابية".
وأدى التناحر الذي تفاقم بسبب الصراع الإقليمي إلى إصابة الحكومة اللبنانية برئاسة رئيس الوزراء تمام سلام بالشلل.
وفي حين تجنب لبنان هذا النوع من الصراعات التي شهدتها سورية المجاورة فإن السياسيين المتناحرين فشلوا في حل المشاكل الأساسية في البلاد بما في ذلك إيجاد أماكن لجمع القمامة.
وأصبح الحريري رئيسا للوزراء في 2009 لكن تمت الإطاحة بحكومته العام 2011 عندما استقال حزب الله وحلفاؤه. ومنذ ذلك الحين قضى معظم وقته في الخارج.
ويواجه الحريري تحديا متزايدا من قبل حليفه السابق أشرف ريفي الذي ضرب على وتر سني حساس في خطاباته المتشددة ضد حزب الله وإيران.
وانتقد ريفي أيضا الحريري لترشيحه العام الماضي سليمان فرنجية -حليف حزب الله- لشغل موقع الرئاسة الشاغر. لكن هذا الاقتراح فشل بسبب تمسك حزب الله بعون.
ويتزعم عون أكبر كتلة مسيحية في البرلمان الذي تم انتخابه في 2009 عندما أجريت آخر انتخابات في البلاد. وأضحى عون حليفا لحزب الله منذ العام 2006.
وكان عون شخصية مهمة إبان الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 وقد تولى منصب قائد الجيش وترأس إحدى حكومتين متنافستين خلال السنوات الأخيرة من الحرب حتى أجبرته القوات السورية على مغادرة القصر الرئاسي إلى المنفى. وعاد إلى البلاد في 2005 بعد انسحاب الجيش السوري تحت ضغط دولي عقب اغتيال الحريري. وكان المنافس الأبرز لعون في زمن الحرب الزعيم المسيحي سمير جعجع قد وافق في وقت سابق من هذا العام على ترشيحه قائلا انه يريد إنقاذ لبنان من الأزمة السياسية.-(رويترز)