على بعد خطوة

"الحرب النفسية".. تعد أحد "الاسلحة" المستخدمة في "المعارك الكروية"... تذكروا كيف كان الحارس الهولندي البديل تيم كرول ينظر في عيون اللاعبين الكوستاريكيين قبل تنفيذهم ركلات الترجيح.. كأنه كان يبث الرعب في قلوبهم ويفقدهم الثقة بالنفس.اضافة اعلان
قبل مواجهة ألمانيا والبرازيل في نصف نهائي المونديال، يدرك المنتخبان حقيقة أن احدهما سيقطع الخطوة الاخيرة نحو المشهد النهائي، والآخر سيبحث عن "جائزة الترضية" وهي في قيمتها المادية والمعنوية لا تساوي شيئا قياسا بالحصول على اللقب.
الألمان بدأوا يضعون الحكم المكسيكي ماركو رودريغيز تحت الضغط... أنه الحكم الذي اغفل عن "عضة سواريز" في اللقاء الشهير امام ايطاليا في الدور الاول.. لكن الألمان لم يتحدثوا صراحة.. "إنه حكم من أميركا الوسطى وأنه قد يميل لصالح الجيران".. ربما لم يقولوها خجلا، فقد احتفل "فيفا" قبل بضعة ايام بمحاربة العنصرية في الملاعب.
البرازيليون يحاولون اقناع الجماهير بأنهم قادرون على الفوز رغم غياب نيمار وتياغو سيلفا، فكما يقال يملك "الحاوي" سكولاري الكثير من المفاجآت والغموض في "جرابه، والألمان يحاولون طمئنة البرازيليين بأنهم منتخب كبير حتى بدون نيمار، قبل الاجهاز عليهم في موقعة تتطلب الكثير من العمل والقليل من الكلام، مع أن الحقيقة تشير إلى أن البرازيل بدون "انياب" هجومية و"عقل" دفاعي.
"الثأر".. كلمة تحضر كلما حضرت ألمانيا... لن ينسى "المانشافت" ذلك اليوم "30 حزيران (يونيو) 2002"... حين صعد البرازيليون منصة التتويج في ستاد يوكوهاما الياباني متوجين بكأس العالم للمرة الخامسة في تاريخهم امام اعين 69029 متفرجا في الملعب، ومئات الملايين ممن تابعوا المباراة عبر شاشات التلفزة.. في ذلك اليوم فازت البرازيل على ألمانيا بهدفي الساحر رونالدو.
اذن هي مباراة "ثأر" يسعى من خلالها الألمان لتسديد الحساب المنتظر بعد نحو 12 عاما، واغراق البرازيليين في دموعهم الحزينة، كما أنها مناسبة "ثأر" فردية يمكن من خلالها كسر الرقم الشخصي للبرازيلي رونالدو والذي عادله به الألماني كلوزة، لصاحب اكبر عدد من الاهداف في نهائيات كأس العالم، بعد أن خطفه رونالدو من الألماني الشهير جيرد مولر.
البرازيليون يبحثون عن السبل الكفيلة لتعويض النقض.. حاولوا حث "فيفا" على ازالة عقوبة تياغو وفشلوا، وأصبح السؤال من يشغل مكان احد هذين العمودين الفقريين للبرازيليين؟... ربما تكون المفاجأة في تغيير مراكز وأدوار بعض اللاعبين حلا، وربما تكون "مقاعد الاحتياط" جاهزة للدفع بورقة رابحة لم تستغل بعد.
الألمان تمسكوا كثيرا بمقولة "التشكيلة التي تحقق الفوز تمسك بها".. لكن المباراة الاخيرة امام فرنسا حملت اسماء جديدة وتغييرا في مراكز اللعب لبعض اللاعبين، فكان أن تأهل الألمان وعاد الفرنسيون إلى بلادهم.
الخلاصة.. قمة البرازيل وألمانيا "إن جاءت مفتوحة" فإنها ستكون سهرة كروية ممتعة تخلد في الذاكرة، لكن إن شابها الحذر وطالت فترة "جس النبض" وكثرت فيها الخشونة والاعتراضات، فإنها ستكون مباراة بدون "طعم".. دعونا ننتظر الساعات المقبلة لمعرفة إول طرفي نهائي مونديال الحلم.