المعمر الجبور.. يأسره الشوق للماضي ويتغنى بتفاصيل الزمن الجميل - فيديو

Untitled-1
Untitled-1

معتصم الرقاد

عمان- ارتسمت التجاعيد التي خطتها يد الزمن على وجه المعمر أمين فلاح قعيد الجبور، وغزا الشيب شعره لينقل حكايات بتفاصيل مشوقة وعلى طبق من ذهب لحياة تجاوزت القرن، بكلمات مفعمة بالمواعظ والحكم تتوالى كـسيل جار على مسامع المتلقي.
عاش المعمر الجبور مراحل زمنية مختلفة في قرية الفيصلية/ شرق عمان، ومر بمحطات متعددة عبر 100 عام، لتصبح حياته دروسا وتجارب تستحق أن تروى.. لا يمل من الحديث عنها وتكرار سردها، كلما سنحت له الفرصة بذلك.
يروي الحاج الجبور لـ"الغد" بدايات حياته التي عاشها في كنف والده في بيت الشعر، وقد بدت على وجهه علامات الشوق والحنين لتلك الذكريات، ويصفها بـ"أجمل حياة"، حيث بساطة العيش يغلفها محبة الناس وتكاتفهم مع بعضهم بعضا.
عمل الجبور مع والده في تربية الأغنام والجمال، وعاش حياة مرت كـ"لمح البصر" كما يصفها، فعلى الرغم من أن الإنسان يحب الحياة ومهما تقدم به العمر يزداد تمسكا بها، إلا أنه مؤمن بأن لكل شيء نهاية، و"أخذ الروح" أو "العزيزة" كما ينعتها، هي نهاية الحياة.

;feature=youtu.be
اضافة اعلان


يصف الحاج الجبور أن الفقر كان منتشرا في منطقته، على غرار القرى والمناطق الأخرى، فكان بعض الناس يموتون جوعا، إلا أن تربية والده الأغنام والتجارة بها، كانت تسد حاجاتهم ومتطلباتهم.
ويضيف الحاج "عمل الأهالي في المنطقة بتربية الحلال والمواشي والزراعة المحدودة، ولكن للأسف، كانت الغالبية تترك الأراضي "بورا" خوفا من نهب الأغنام".
وبين الحاج الجبور "حفظت في أول أيام عمري في الشباب بدايات من القرآن الكريم، وكنا نسكن في قرية "التربة" وقد أطلق عليها العام 1968 اسم "الفيصلية"، وسكنها الأهالي من الأقارب والمعارف الذين لم يتجاوز عددهم 10 بيوت شعر".
ويقول: "تزوجت العام 1942 من رفيقة دربي، التي توفاها الله قبل 7 أعوام، وكانت مراسيم الزواج حينها قراءة الفاتحة بوجود شاهدين، وأنجبنا ثلاثة أولاد ذكور هم سندي في الحياة".
ومن طرائف ما يروي الحاج الجبور "عندما بدأ الناس بالتحدث عن اختراع السيارات والطائرات، ووصفت بأنها "شيء يطير.. يحمل الناس بالجو.. وشيء يحمل الناس على الأرض ويركض"، وحينها، كنا نضحك من كلماتهم ولا نصدقهم، ونسأل: هل لهذا الشيء الذي يحمل الناس ويطير ويركض على الأرض روح؟ يردون بـ"لا"، وعليه نجيب "هاظا الحكي كذب"، ولم أصدق قصة السيارة حتى ركبتها".
ويذكر المعمر الجبور بأنه حج أكثر من مرة على الجمال، ويحرص على صيام الشهر الفضيل كاملا كل عام، ويعتقد بأن قلة تناول الطعام أفضل لجسمه، ومن أكلاته المفضلة: "السمن البلدي والحلاوة والحليب والزلابية"، مؤكدا أنه يستطيع السير بشكل جيد، كما أنه يرى الأشياء بوضوح ولا يشكو من ضعف في بصره أو سمعه، ويضحك ساخرا بأن الأيام لم تخلف له سوى سنين في فكه العلوي.
وحول الفرق بين اليوم والأمس، يجيب بحسرة: "أمس كان فيه بعض الجهل، لكن به الأمان، واليوم مليء بالعلم.. لكن به الخوف وغياب الأمان".
ينتهي الوقت سريعا عند الحديث مع الحاج الجبور، ذاكرته محملة بتفاصيل الزمن الجميل، يهتم بتوضيح الأحداث أو الحياة اليومية التي عاشها، ينقلها بكل دقة، ويصحح للمتلقي إن فهم المعنى المقصود "بشكل خاطئ".