علقم توقع "مجرد صديقة" في المركز الثقافي الملكي

حفل توقيع المجموعة القصصية- (من المصدر)
حفل توقيع المجموعة القصصية- (من المصدر)

عزيزة علي

عمان- برعاية وزيرة الثقافة، وقعت الدكتورة صبحة علقم، أول من أمس، مجموعتها القصصية "مجرد صديقة"، في المركز الثقافي الملكي، في قاعة المؤتمرات، حضر الحفل مندوبا عن وزيرة الثقافة الدكتور سالم الدهام مدير المركز الثقافي الملكي.اضافة اعلان
شارك في هذا الحفل كل من الأكاديميين د. نضال الشمالي، د. مها العتوم، د. عامر أبو محارب، وأداره الإعلامي سلطان القيسي؛ حيث رأى المتحدثون أن هذه المجموعة تتناول تفاصيل الحياة، وتفاصيل علاقة المرأة مع الرجل.
د. نضال الشمالي، رأى أن "مجرد صديقة"، هي إضافة جيدة على مدونة القصة الومضة العربية، بما تطرحه من جدل، وما تضيفه من قيمة إنسانية عالية، وما تقدمه من لغة مكثفة تنتهي بالإيماض والإدهاش الذي يشرك القارئ في استكمال نصوص سكتت عن الكثير، فتدفع القارئ إلى محاورة الفكرة وتحديد موقفه منها.
أما عن العنوان فاعتبره الشمالي "حرا لا تعود مرجعيته الكاملة لقصة محددة من قصص المجموعة وإن كان ورد عرضاً في قصة (ذبول 19) التي تقول فيها: بعد عقد من الهيام والوصال، فاجأها بقوله: أنت مجرد صديقة. بكت قليلا، ضحكت كثيراً، ركنت إلى إحدى زوايا القلب ترتجف".
وحول القصص التي جاءت في هذه المجموعة، قال الشمالي: "كل واحدة من هذه القصص تقدم شيئا قابلا للكسر، فالوفاء يُكسر بالخيانة، واللقاء يُكسر بالفراق، والصدق يُكسر بالكذب، والذكرى الطيبة تُكسر بالخلافات المستمرة، فهناك دوماً خسارة في أي علاقة تنشأ بين طرفين، وفكرة الكسر هذه متأتية من حساسية العلاقات التي تنشأ بين شخصيات المجموعة القصصية. وكل ذلك بإيقاع سريع لا يقبل التباطؤ، وقد ساعد هذا الإيقاع الخطاب القصصي للمجموعة أن يكون صارماً في أحكامه قاسياً على بعض مواقفها".
ورأت الشاعرة والناقدة د. مها العتوم، أن علقم ليست مجرد صديقة، إنها امرأة تحمل الوعي في كفة وأنوثتها في الكفة الأخرى في مجتمع لا ينتصر للمرأة الكاملة أو الطامحة إلى الكامل، في إحدى قصصها تقول "من الخطأ الاعتقاد أن استخدام كلمة مجرد خطأ لغوي شائع، لأنه جرح غائر في الأعماق فرضته منظومة مجتمع مأزوم"، لذلك تقف المرأة في مواجهة هذا المجتمع بوعيها وبسردها، لئلا تنتهي تجربة المرأة وكأنها تجربة وحيدة لامرأة وحيدة سوف تنتهي بالموت ويطويها النسيان. إنها تقاوم النسيان كذلك بالكلمات، والموت بالحياة واليأس بالأمل.
وأضافت العتوم "أن مجموعة مجرد صديقة هي قصة قصيرة ضخمها وجع ينهش الروح والجسد نهشا لا خلاص منه إلا بوعي جارف يعيد تشكيل ذاكرة المجتمع وأفراده، وهي محاولة في قص الحياة وتعريتها، لعل جذورا تنبت لها من جديد"، فهو إذن خطاب المرأة الذي يتخذ من فن القص، ومن نمط القصة القصيرة جدا أداة للفعل والكينونة بأسلوب ساخر يعتمد المفارقة أساسا خاصة ومميزا في صنع شعرية القصة. ولذلك تعتمد القصة على حدث مركزي بسيط غالبا يكون واحدا، ثم تتمدد القصة وتنتهي بمفاجآت فنية أو لغوية أو فنية لغوية.
ومن جهته، رأى د. عامر أبو محارب أن القصص التي تنطوي عليها مجموعة "مجرد صديقة" لعلقم تمثل أرشيفًا نابضًا بمفارقات الأنوثة وشعرية التفاصيل وجدليات الهوية الأنثوية، على اعتبارها قصصًا تمركز أرشيف الأنثى بوصفه فضاء نصيا، مبينا أن أرشيف الكتابة الأنثوية، يتبدى في قصص هذه المجموعة، ومرتبط بعدد لا متناه من المفارقات والتفاصيل والمضيء والمعتم والمتوتر، عبر بنية سردية قلقة، تهدف إلى تأسيس عالم مثال أو بديل تحقق الأنثى فيه حضورها الرمزي والمركزي والفاعل.
وأضاف أبو محارب "تكشف القصص عن تمركز فاعل لثيمة المفارقة؛ إذ تحاول علقم عبر تقنية المفارقة ترسيم جانب من الجدليات والإشكالات التي يمتلئ بها أرشيف الأنثى، خاصة في أتون علاقتها الملتبسة مع الرجل، على اعتبار أن تقنية المفارقة تستطيع تجسيد تلك الجدليات والإشكالات، إذ إن المفارقة تتأسس، بوصفها صيغة بلاغية، على جماليات اللامتوقع والمدهش".
وأشار أبو محارب إلى أن علقم تكشف في هذه المفارقة عن صورة من صور التضاد بين الأنثى والآخر/ الرجل أو الذكر، وذلك حين تقدم الأنثى في صورتين، أما أولاهما ضحية للمفارقة التي يصنعها الرجل، وثانيهما فصانعة للمفارقات التي يغدو الرجل ضحية لها، كما تمكنت عبر تقنية المفارقة، أن تقدم صورا متعددة، من اختراق الرمزية الفحولية، ومن ثم تشريحها والكشف عن عيوبها الثقافية بفعل هذا الصوت الأنثوي المناوئ أو لنقل "القادر على التعبير والبوح، بعيد أن قضى ردحًا من الزمن في دائرة التهميش والإقصاء".
وقال أبو محارب "إن قصص هذه المجموعة عبرت عن صور الهُوية الأنثوية من خلال محاور متعاضدة، من قبيل تأنيث السرد، والاحتفاء بالأمومة، وفعل التحديق، رغبة في تشييد عنصر مركزي من عناصر الأرشيف الأنثوي وتمثيلاته، كما كشفت القراءة الفاحصة في مجموعة "مجرد صديقة" عن ذاتٍ أنثوية مشغولة بالأرشيف الأنثوي وتمثيلاته المختلفة. فالمواضيع الإشكالية والجدلية التي تضمنتها هذه المجموعة ترتبط، والحال هذه بالأرشيف الأنثوي، ولذلك أبدعت الكاتبة في إثارة جدليات وتصورات حول واقع الأنثى في عصرها، واستثمرت طاقة اللغة الفن القصصي ليكون منطلقاً للكشف والبوح".