آراء متباينة لنتائج قرعة "صقور الأردن" بين الفجوة الفنية والمكتسبات التسويقية

خالد تيسير العميري– تباينت الآراء حول هوية الفرق المنافسة للمنتخب الوطني الأول لكرة السلة بعد سحب قرعة نهائيات كأس العالم 2023 في نسختها التاسعة عشرة، والتي ستقام في ثلاث دول للمرة الأولى في تاريخ اللعبة، وهي الفلبين واليابان وأندونيسيا، خلال الفترة من 25 آب (أغسطس) إلى 10 أيلول (سبتمبر) المقبلين.

اضافة اعلان


وأسفرت القرعة عن وقوع "صقور الأردن" في المجموعة الثالثة إلى جانب منتخبات، الولايات المتحدة الأميركية واليونان ونيوزيلندا، حيث سيستهل المنتخب الوطني مشواره في مونديال "الكرة البرتقالية" يوم السبت 26 آب (أغسطس) المقبل بمواجهة اليونان، ثم سيلتقي نظيره المنتخب النيوزيلندي يوم الاثنين 28 منه، على أن يختتم مشواره في الدور الأول بمواجهة تاريخية مع المنتخب الأميركي تقام يوم الأربعاء 30 من الشهر ذاته، علما أن أوقات المباريات كافة التي سيخوضها المنتخب الوطني في صالة "مول أوف آسيا أرينا" بالعاصمة الفلبينية مانيلا ستحدد لاحقا.


ومن البديهي أن النسخة المرتقبة من كأس العالم، ستحظى بمشاركة 32 فريقا من نخبة منتخبات القارات الخمس، الأميركيتان وإفريقيا وآسيا وأوروبا وأوقيانوسيا، وجاءت نتائج القرعة لتؤكد أن طريق المنتخب الوطني ليست مفروشة بالورود، وستتجاوز مواجهة المنتخبين الأميركي واليوناني بنجومهما، القدرات الفنية للاعبي المنتخب الوطني، خصوصا وأن سقف التوقعات لن يكون مرتفعا قياسيا بالواقع الحالي.


وقال أمين عام اللجنة الأولمبية ناصر المجالي في مدونة نشرها عبر حسابه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بعد سحب القرعة: "من الرائع جدا أن نكون مجددا في كأس العالم بين الكبار، قرعة مثيرة للمنتخب الوطني لكرة السلة، ونثق بنجومنا والجهاز الفني لتقديم الأفضل، وعكس صورة مشرفة عن كرة السلة الأردنية وتفوقها المستمر، كل التوفيق لصقورنا".


من جانبه، يرى المدير الفني لفريق النادي الأهلي معتصم سلامة، أن اللعب أمام منتخب الأحلام الأميركي يعد شيئا معنويا وإيجابيا، مؤكدا ضرورة الظهور بصورة فنية جيدة تطغى عليها "لغة التحدي".


وأشار سلامة في حديثه لـ "الغد": "هناك مكتسبات تحققت من القرعة ويجب البناء عليها، ففرصة اللعب أمام أميركا ستكسب اللاعبين الشباب خبرات ممتازة، وكذلك اليونان التي تضم أحد أفضل اللاعبين في الدوري الأميركي للمحترفين، يانيس أنتيتوكونمبو، وتعد من الدول العشر الأوائل في المونديال ووصيفة نسخة العام 2006 في اليابان".


وأضاف: "لو نظرنا إلى حجم الفوارق الفنية بين فرق المجموعة، فإنه يتوجب علينا التحضير بواقعية وتدعيم صفوف المنتخب الوطني باللاعبين الشبان لإكسابهم الخبرات، لأن مهمة التأهل للدور الثاني تبدو صعبة ومستحيلة على الورق".
وأكد المدرب الوطني والمعلق الرياضي سامر طه، على وقوع المنتخب الوطني في مجموعة صعبة، عقدت من مهمة صقور الأردن في التأهل عن فرق المجموعة الثالثة.

لاعب المنتخب الوطني أحمد الدويري يتجه للتسجيل بسلة نيوزيلندا في لقاء سابق - (تصوير: أمجد الطويل)

وقال طه: "وقعنا في المجموعة الأصعب، وسنلعب دون ضغوطات، كوننا فريق يستبعد تأهله بين فرق المجموعة بوجود أميركا واليونان، علينا اللعب بأريحية وقتالية عالية لتقديم كرة سلة جميلة".


واختتم: "أتمنى على الجهاز الفني للمنتخب الوطني، ضم عناصر شابة خلال فترة التحضير والنهائيات للاستفادة منهم خلال المستقبل"، مشدداً على ضرورة وجود لجنة تسويق مختصة للاستثمار بالقيمة التسويقية العالمية لنجوم اميركا واليونان، وبما يحقق الدعم المالي المطلوب للفريق.


بدوره، يؤكد اللاعب والمدرب السابق، معن عودة، أن مطالبة المنتخب الوطني بتحقيق نتيجة إيجابية في كأس العالم قياسيا بحجم الفوارق المالية والفنية مع أميركا واليونان يعد ضربا من الخيال وحلما يصعب تحقيقه، مشددا أن منظومة السلة الحالية نجحت في تحقيق الإنجاز بالتواجد بين الكبار للمرة الثانية تواليا والثالثة في التاريخ.


وقال عودة في حديثه لـ "الغد": "علينا الاستعداد للظهور بشكل جيد، وألا نبتعد في أحلامنا كثيرا، يجب التفكير في حلول إبداعية لنقل أفضل صورة ممكنة للعالم أجمع عن مستوى كرة السلة الأردنية"، مؤكدا أن مواجهة اليونان وأميركا تمثل فرصة تسويقية كبيرة للأردن في مختلف المجالات الرياضية والسياحية والثقافية.


ويرى المدرب الوطني فيصل النسور، أن القرعة لم تخدم طموحات المنتخب الوطني، الباحث عن تحقيق نتائج إيجابية تقربه من حلم التأهل لدورة الألعاب الأولمبية (باريس 2024)، لافتا إلى ضرورة البناء على مكتسبات التأهل.


وتمنى النسور في معرض رده على استفسارات "الغد"، أن ينظر اتحاد كرة السلة والجهاز الفني للمنتخب الوطني إلى نتائج القرعة بواقعية أكبر، بقوله: "مواجهة أميركا واليونان فرصة للاعبين الشباب لاكسابهم الخبرات وهي فرصة حقيقية لبناء جيل جديد، مع تدعيم التشكيلة ببعض اللاعبين أصحاب الخبرات".


في المقابل، أبدى اللاعب السابق للمنتخب الوطني والمعلق الرياضي أشرف سمارة، تفاؤله بقدرة المنتخب الوطني على تحقيق الفوز في مواجهة نيوزيلندا خلال مشواره بالدور الأول، شريطة الوصول إلى مرحلة تحضير كافية.
وقال سمارة في حديثه لـ "الغد": "أتمنى التوفيق للمنتخب الوطني في مواجهة نيوزيلندا والمباريات الترتيبية، التي قد تفتح لنا أبواب التأهل للألعاب الأولمبية في باريس أو حتى بلوغ الملحق التأهيلي شريطة التحضير المثالي"، متمنيا الاستفادة من مواجهتي اليونان وأميركا على مختلف الأصعدة الفنية والتسويقية.


وتابع: "حل المنتخب الوطني في مجموعة صعبة ومتوقعة نظرا للتصنيف الدولي، كل الدعم لصقور النشامى والجهاز الفني واللجنة المؤقتة في مراحل تحضير المنتخب"، مؤكدا أن الشارع الرياضي الأردني فخور جدا بأبطال كرة السلة.
وكان الاتحاد الأميركي لكرة السلة قد أعلن سابقا عن تعيين ستيف كير مدرب غولدن ستايت ووريورز في منصب المدير الفني للمنتخب الأميركي في كأس العالم 2023، على أن يساعده الثلاثي، إريك سبويلسترا (ميامي هيت) وتيرون لو (لوس أنجلوس كليبرز) ومارك فيو (جامعة غونزاغا) في اختيار قائمة الـ 12 لاعبا خلال الفترة المقبلة.


وسيبدأ المنتخب الأميركي قبل وصوله إلى العاصمة الفلبينية مانيلا، معسكرا تدريبيا في لاس فيغاس بالأول من آب "أغسطس" المقبل قبل مواجهة سلوفينيا يوم 12 من نفس الشهر، على أن يتوجه بعد ذلك إلى مدينة ملقا الإسبانية لمواجهة أبطال العالم المنتخب الإسباني يوم 13 منه، ثم سيطير إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي لمواجهة منتخبي اليونان وألمانيا يومي 18 و20 من نفس الشهر.


ويعد المنتخب الأميركي صاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بلقب كأس العالم، آخرها في نسخة العام 2014، إلى جانب تتويجه بذهبية دورة الألعاب الأولمبية في 16 مرة، وسبق للمنتخب الوطني مواجهته على مستوى الشباب في مونديال اليونان العام 1995، كما سبق للمدرب الوطني معن عودة تمثيل الأردن في منتخب نجوم العرب بمواجهة نجوم الدوري الأميركي للمحترفين في افتتاحية الصالة الرياضية ببيروت في العام 1998.


في المقابل، تراهن اليونان بقيادة المدرب ثاناسيس سكورتوبولويس على خبرات نجم فريق ميلووكي باكس، يانيس أنتيتوكونمبو، أفضل لاعب في الدوري الأميركي للمحترفين سابقا، إلى جانب شقيقيه ثاناسيس لاعب باناثينايكوس وكوستاس لاعب دالاس مافريكس الأميركي خلال البطولة العالمية، حيث من المتوقع أن تصل اليونان بقائمة نجومها إلى أدوار بعيدة في ظهورها التاسع بكأس العالم، بعدما سبق لها احتلال المركز الثاني في مونديال 2006 بفوزها على أميركا بنتيجة (101-95) آنذاك، إلى جانب فوزها بلقب بطولة أوروبا "اليورو" مرتين، فضلا عن احرازها ميدالية فضية وميداليتين برونزيتين خلال 28 مشاركة سابقة بالبطولة الأوروبية.


وسبق للمنتخب الوطني مواجهة اليونان في بطولة أطلس الدولية، ضمن مشواره التحضيري لمونديال الصين 2019، حيث خسر صقور الأردن (65-92)، في مباراة كان فيها المجنس الأميركي دار تاكر المسجل الأبرز للمنتخب الوطني بواقع 23 نقطة.


وربما يشكل وقوع المنتخبين الأميركي واليوناني في مجموعة واحدة، فرصة كبيرة للولايات المتحدة للثأر مجددا من خسارتها أمام اليونان في مونديال 2006 باليابان، حيث يعد اليونان المنتخب الوحيد الذي هزم الولايات المتحدة خلال حقبة مايك كرزيزفسكي بالفترة من 2005 -2016، والذي سطر سجلا خاليا من الهزائم قبل هذه النسخة في مختلف المسابقات الكبرى، علما أن اميركا حققت الفوز على اليونان (69-53) في الدور الثاني "ثمن النهائي" بمونديال 2019 في الصين.


إلى ذلك، لا يبدو المنتخب النيوزيلندي بالخصم الجديد على المنتخب الوطني، حيث تبادل "صقور الأردن" الفوز مع نيوزيلندا في مشوار التصفيات، فخسرت نيوزيلندا إيابا (75-92) وفازت ذهابا (100-72)، بقيادة المدرب بيرو كاميرون، مع توقعات بأن تضم قائمة اختياراتها للمونديال باللاعبين، تايلور بريت وإيثان روسباتش وتوهي ميلنر وجوردان نغاتاي وهايروم هاريس وفلاين كاميرون وكروز هنت وسام تيمنس وتاكولا فهرنسون وجوردان نغاتي وآيدك فوتو.

اقرأ أيضاً: