إستراتيجيات التعلم عبر الإنترنت

أنس البطيخي * في النهج التقليدي يقع التركيز بشكل كلي على المعلم في داخل القاعة الدراسية ويتحكم المعلمون في البيئة التعليمية لأنهم يتحكمون في كيفية نقل المعلومات ومشاركتها. لكن التعلم عبر الإنترنت مختلف، مع إمكانية الوصول الفوري إلى موارد هائلة من البيانات والمعلومات، لم يعد الطلاب يعتمدون بشكل رئيسي على أعضاء هيئة التدريس للحصول على المعرفة. أصبح التعلم أكثر تعاونية ونشاطًا، وفي الوقت الراهن يجب على المعلمين تحديد أهدافهم، وتصميم مناهجهم، لتتناسب مع طبيعة التعلم عبر الإنترنت. وهذا بدوره يتطلب تغييرات جذرية في أصول وأساليب التدريس. من خلال التوجيهات والسبل التدريسية التي تركز على التعلم، أصبح دور المدرسين يقوم بشكل رئيسي على تسهيل عملية الحصول على المعلومات ومشاركتها بشكل فعال في أثناء توجيه الطلاب نحو الحلول. مع التغيرات الجذرية التي نشهدها في المشهد التعليمي إنه من الضروري تعديل إرتباط المدرس مع الطالب وإضافة إستراتيجيات جديدة لتنظيم العلاقة بينهم. فيجب على أعضاء الهيئة التدريسية أن يكونوا على إستعداد لإطلاق والتخلي عن السيطرة في عملية التعلم لدى الطلاب. تتطلب بيئات التعلم عبر الإنترنت أيضًا مجموعة من المنهجيات التفاعلية. لقد لاحظ المعلمون أنه عند تكييف الدورات التدريبية مع النماذج المقترحة للتدريس عبر الإنترنت، فإنهم أصبحوا يولون إهتمامًا أكبر في تصميم المحتوى التعليمي للمساقات التي يدرسونها. ونتيجة لذلك، ظهر تحسن واضح في جودة وكمية وأنماط الأنشطة التي يمارسها الطلاب أثناء التعلم. يوجد العديد من الإستراتيجيات التعليمية المتاحة للاستخدام في بيئة التعلم عبر الإنترنت، لكنها لم يتم تطويرها خصيصًا للتعليم عبر الإنترنت. وهذا يضع تحدياً أمام المدرسين وهو المقارنة بين الإستراتيجيات المختلفة وأن يختاروا الإستراتيجيات التي تحقق أهدافًا تعليمية معينة تتناسب مع طبيعة المادة الدراسية المعطاة والمنصة التعليمية المستخدمة. من هذا المنظور، فإن الإستراتيجيات التعليمية هي أدوات أساسية متاحة للمعلمين من أجل تصميم وتسهيل عملية التعلم. فيما يلي بعض الإستراتيجيات التعليمية من داخل الفصول الدراسية التقليدية والتي يمكن إستخدامها وتتطويرها أيضاً للتعلم عبر الإنترنت: 1) تعديل طريقة إعطاء المحاضرات التقليدية لتتناسب مع المنصات الإلكترونية كجعل مدتها أقصر وجعلها تحتوي فقط على المعلومات الأساسية 2) فتح حلقات نقاشية في السياقات التدريسية بغرض تعزيز العملية التعليمية التفاعلية 3) تشجيع وإنماء قدرات التعلم الذاتي عند الطلبة عن طريق إرشادهم إلى المكان المناسب للحصول على المعلومات وكيفية إستخدامها ضمن إطار المادة المطلوبة 4) الإرشاد والتوجيه المستمر لكي لا يضيع الطلاب وقتهم بفائض المعلومات المتواجدة على شبكة الإنترنت 5) طرح مشاريع عملية وأنشطة مبرمجة على هيئة ألعاب تعليمية لتثبيت المعلومات ووضعها ضمن سياقها المناسب 6) توضيح ألية تنظيم الوقت عند الخوض في عملية التعلم عن بعد إذا كنت مثل الملايين من الآخرين، فقد أدركت أخيرًا أن نمط العمل التقليدي من الساعة 9 صباحاً إلى 5 مساءً ليس مناسبًا لك. هناك اتجاه جاد قيد التنفيذ وقد يكون الحل لإعطاء قيمة فعلية لوقتك يشار إلي الإتجاه الذي ينتشر بشكل كبير حالياً بأسم "نمط حياة الحرية" ويتضمن عدة عوامل منها العمل عبر الإنترنت والعمل الذي يرتبط بالأنتاج بشكل مباشر خارج مقيدات الوقت والإبداع الموجودة في العمل التقليدي. بينما يستخدم بعض الناس هذا النمط في وظائف يكون طبيعة الدوام فيها جزئياً، يعتبره البعض الآخر مصدر دخلهم الرئيسي والوحيد. * خبير في مجال التدريب على شبكات التواصل الاجتماعياضافة اعلان