عمان- الغد- هل تساءلت يوماً لم تجذبك بعض العلامات الفاخرة دون سواها؟ أو لم ترغبي باقتناء هذه القطعة أو تلك؟.
إنّ انجذابك لبعض المنتجات، وفق ما جاء على ياهو مكتوب، ينتج عن تفاعلك مع طريقة عرضها، والتي ترتكز، وبحسب بعض الدراسات، على قوّة اللون الذي يغلّفها.
ويبرز هذا التأثير ضمن لعبة يتقن فنونها أسياد التسويق، حيث هناك عدّة عوامل تؤثّر على المستهلك فتجذبه للشراء أو تحثّه على الامتناع. ويُعَدّ اللون من أقوى النقاط التي تعتمد عليها بعض العلامات التجارية، بناءً على دراسة السوق وتفاعل المستهلك، حيث تختار كلّ شركة أو علامة لوناً ناطقاً باسمها يحرس ابتكاراتها ويصنّف زبائنها.
اللون ولعبة التسويق
يؤكّد خبراء التسويق على أنّ الناس يربطون ألواناً معيّنة مع رسائل اجتماعية أو ثقافية محدّدة. لذا، يقوم تجّار التجزئة بتحديد الألوان المستخدمة ضمن استراتيجية مدروسة بعناية، في محاولة لجعلك تنفقين أكثر على منتجاتهم. واللون يحدّد هويّة العلامة التجارية الفاخرة. على سبيل المثال، اعتمدت كلٌّ من "شانيل" Chanel و"دولتشي أند غابّانا" Dolce & Gabbana اللون الأسود لتوضيب منتجاتهما، أمّا "ديور" Dior، فاختارت اللون الأبيض و"هيرميس" Hermès البرتقالي، لما لهذه الألوان من تأثير على تفاعل المستهلك.
كما أن بعض المتاجر الفاخرة تختار ألوانها الخاصة لتوضيب المشتريات، فيكفي أن تتجولي وأنت متأبطة كيساً يحمل لوناً معيّناً ليعرف الجميع ذوقك وميولك ومستواك الاجتماعي.
تأثير الألوان على
مشاعرك وطريقة إنفاقك
- الأسود: لون الرقيّ في عالم الجمال والموضة يهيمن على التعبئة والتغليف في ماركات المكياج الراقية، حيث يجعل أحمر الخدود وأحمر الشفاه البسيطين يبدوان أكثر فخامة. اختارته دور عديدة كلون لتوضيب منتجاتها، مثل "شانيل" Chanel و"غيرلان" Guerlain و"بوبي براون" Bobbi Brown. كما أنّ معظم مواقع تسوّق السلع الفاخرة على الإنترنت تتبنّى اللون الأسود لقدرته على إبراز القطع المعروضة.
- الأزرق: يعكس هذا اللون الثقة والمصداقيّة، كما أنّه اللون المفضّل لشعارات المؤسّسات الماليّة، التي تسعى إلى جعل الناس يشعرون بالأمان. يحسّن الأزرق من ولاء العملاء، كما أنّ الزبائن يعودون بنسبة 15 % أكثر إلى المخازن التي يحمل شعارها اللون الأزرق، من تلك مع اللون البرتقالي. ولا عجب في أنّ معظم القنوات التلفزيونية تستخدمه كخلفيّة في نشراتها الاقتصاديّة.
- العنّابي: هذا اللون يذكّرنا بكلّ ما هو غنيّ وفاخر، لذلك لا ينبغي أن تدهشي إذا كان غطاء السرير بهذا اللون أغلى ثمناً من الأبيض شبيهه. كما للّون البنّي القريب منه دلالات مماثلة للفخامة.
- الأخضر: يقوم تجّار التجزئة في كثير من الأحيان باستخدام هذا اللون لجذب العملاء المحبّين للبيئة. ويطغى على التركيبات المجمِّلة، التي تكتنز في مكوّناتها موادّ طبيعيّة نادرة، وقد اعتمدته في التوضيب كلٌّ من "نوكس" Nuxe وبعض أصناف "لوكسيتان" L’Occitane و"لا مير" La Mer.
- البرتقالي: يرتبط هذا اللون مع الإنصاف والقدرة على تحمّل التكاليف، لهذا السبب يكثر في المتاجر ذات القيمة الجيّدة. وقد اعتمدته "هيرميس" Hermès كناطق رسمي بها.
- الوردي: لهذا اللون آثار مهدّئة. فقد وجد العلماء أنّ رؤية اللون الوردي تبطّئ عمل الغدد الصمّاء وتريح العضلات المتوتّرة. يؤثّر الوردي على محفظتك بمنحك الشعور بالاسترخاء، فيسهل بحضرته إنفاق المال. يخاطب الفتيات والماركات التي تتوجّه إليهنّ، وقد تبنّته كلٌّ من "بورجوا" Bourjois و"بينيفيت" Benefit.
- الأحمر: يحذّر خبراء السوق من أنّ اللون الأحمر يؤثّر على المستهلكين بنفس طريقة إشارة الوقوف، جاعلاً إيّاهم يحجمون عن الشراء. وهو بمثابة إنذار يحذّرهم من الإنفاق. على الرغم من ذلك، فإن بعض المحالّ التجارية ما تزال تجد النجاح المالي على الرغم من تبنّيها للّون الأحمر. بسبب قدرته على الجذب، تتمّ كتابة ملصقات التنزيلات باللون الأحمر. كما وقد اعتمدته مختبرات "كلارنس" Clarins كلون يزيّن بعضاً من منتجاتها الفاخرة.
- البنفسجي: عندما يرى الناس البنفسجي، يفكّرون بالفخامة. ونتيجة لذلك، قد تقنعك علبة باللون البنفسجي بأنّ المنتج ذو خصائص معيّنة، وأنّه يستحقّ أن تنفقي عليه المبلغ السخيّ. كما أنّه يبعث على الشعور بالهدوء، ويُستخدم لتغليف فئة المنتجات المضادّة للشيخوخة، ومثال على ذلك كلٌّ من "لانكوم" Lancôme و"ديور" Dior و"شانيل" Chanel، التي اعتمدته لتغليف بعض من تركيباتها.
- الأبيض: يوحي الأبيض بالبساطة والنقاء والحداثة. ويتمّ تعبئة 75 % من أرقى العلامات التجارية للعناية بالبشرة بعلب باللون الأبيض.
- الأصفر: هو الدعامة الأساسية لمطاعم الوجبات السريعة، كونه يستحضر الطاقة ويزيد الشهيّة. كما أنّ الأصفر يتميّز بقوّة كبيرة على جذب الإنتباه، ويُستخدم بكثرة بالتزامن مع الأحمر، إمّا في الكتابة أو كخلفيّة في تصميم ملصقات العروض في المتاجر الكبرى أو السوبرماركت، خصوصاً لبيع السلع الاستهلاكية السريعة التصريف، أو التي تُعرف بـ FMCG أو Fast-Moving Consuming Goods.
