لليوم الثاني.. مستوطنون يقتحمون الأقصى ويؤدون طقوسا تلمودية

مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال  قرب طوباس أمس - (وكالات)
مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال قرب طوباس أمس - (وكالات)

نادية سعد الدين

عمان - لليوم الثاني على التوالي؛ اقتحم مئات المستوطنين بقيادة الحاخام المتطرف "يهودا غليك"، أمس، المسجد الأٌقصى المبارك، ونفذوا الجولات الاستفزازية والطقوس التلمودية المزعومة، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اعتدّت على الفلسطينيين بالقوة العسكرية لقمع تصديهم لانتهاك باحات الأقصى وحمايته والدفاع عنه، وسط دعوة حركة "حماس" لتوسيع دائرة المواجهة مع الاحتلال.

اضافة اعلان


وعلى وقع استقبال الحكومة الإسرائيلية لزيارة الرئيس الأميركي "جو بايدن" المرتقبة للمنطقة بمخطط استيطاني جديد؛ فقد نفذت مجددا حملة عسكرية واسعة في القدس المحتلة أسفرت عن اقتحام أحيائها وإغلاق شوارعها ووقوع الاعتقالات والإصابات بين سكانها؛ تزامنا مع استباحة المتطرفين للأقصى للإحتفاء باليوم الثاني لما يسمى "عيد نزول التوراة" المزعومة.


وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة بأن مجموعات كبيرة من المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، من جهة "باب المغاربة"، ونفذوا الجولات الاستفزازية وأدوا الطقوس التلمودية في باحاته واستمعوا لشروحات مزيفة عن "الهيكل"، المزعوم، بحماية قوات الاحتلال المنتشرة بكثافة عند أبواب الأقصى.


وتعمد المستوطنون السير حفاة إلى الخلف في ساحات المسجد الأقصى وسط انتشار واسع لقوات الاحتلال، وتأدية الطقوس التلمودية المزعومة التي يتخللها ما يسمى "السجود الملحمي"، الجماعي، المزعوم.


وفرضت قوات الاحتلال القيود المشددة عند أبواب الأقصى، وأغلقت المصلى القبلي بالسلاسل الحديدية، وقيّدت دخول المصلين للمسجد، باحتجاز الهويات ومنع العديد من الشبان الفلسطينيين من الدخول، كما أبعدت بعضهم عن الأقصى لمدة أسبوع، قابل للتجديد لشهور.


فيما واجه الفلسطينيون الاقتحامات بالهتافات والتكبيرات، وأداء الصلاة ورفع العلم الفلسطيني في ساحات المسجد، وذلك لحمايته والدفاع عنه في مواجهة دعوات الجماعات والمنظمات اليهودية المتطرفة لتكثيف الاقتحامات الجماعية الأقصى أمس.


وكانت المؤسسات المقدسية قد وثقت اقتحام أكثر من سبعة عشر ألف مستوطن للمسجد الأقصى منذ بداية العام الحالي، وسط اعتداءات على المصلين والمعتكفين.


من جانبه؛ اعتبر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن "الاقتحامات اليومية للمستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك وباحاته، أصبحت غزوا، وهي مرفوضة ومدانة."


وأكد أبو ردينة، في تصريح أمس، "ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في المسجد الأقصى"، محذرا من أن "استمرار هذا الغزو سيحول الصراع إلى حرب دينية لا تبقي ولا تذر"، وفق تعبيره.


ونوه إلى أن "محاولات سلطات الاحتلال لتغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم، عبر تكريس تقسيمه زمانيا ومكانيا، مرفوضة ومصيرها إلى الفشل"، داعيا، الإدارة الأميركية، إلى تحمل مسؤولياتها وإجبار الاحتلال على وقف تصعيده واقتحامات المسجد الأقصى قبل فوات الأوان.


وأشار إلى أن استمرار ازدواجية المعايير الدولية وتجاهل قرارات الأمم المتحدة، باتت تشكل غطاءً وحماية للاقتحامات وللانتهاكات الإسرائيلية الصارخة للقانون الدولي، مما يشجع سلطات الاحتلال على التمادي بجرائمها.


بدوره؛ اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنيّة، أن إعادة ترتيب البيت الفلسطيني بما يتواءم مع طبيعة المرحلة والمخاطر الراهنة من أهم الأولويات التي تتحرك "حماس" لتحقيقها، مشيراً إلى ما قامت به الحركة من خطوات لتحقيق الشراكة الوطنية وتفعيل عناصر التوافق في الحراكات الوطنية والعمل النضالي ضد الاحتلال.


ونوه هنيّة، في تصريحات أمس، إلى المسارات الاستراتيجية لحركته في هذه المرحلة، لاسيما مشروع المقاومة ومواجهة الاحتلال ومخططاته، ورفع كلفة الاحتلال في إطار برنامج المواجهة الشاملة، وكذلك إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية عامة، وقضية القدس خاصة باعتبارها تشكل محور الصراع مع الاحتلال الآن.


وفي الأثناء؛ اقتحمت سلطات الاحتلال، أحياء في بلدتي العيسوية وسلوان، بالقدس المحتلة، وداهمت المنشآت السكنية والمحلات التجارية، وانتشرت في الشوارع لتهديد الفلسطينيين.


وطبقاً لمنظمة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة (أوتشا)، فإن سلطات الاحتلال هدمت 300 مبنى بالضفة الغربية، منها القدس، منذ مطلع العام الجاري، بينما تُهدد بهدم بناية تضم 12 وحدة سكنية فلسطينية في منطقة وادي قدوم بحي سلوان بالقدس، بما يتسبب بتهجير 32 فلسطينياً، و42 طفلًا بالقوة.


وحذرت المنظمة الأممية من خطورة سياسة هدم المنازل التي تتبعها في مناطق (ج)، بذريعة "عدم الترخيص"، الذي يستحيل الحصول عليه بسبب سياسة التضييق الإسرائيلية.


وأشارت إلى أن العائلات الفلسطينية في المنطقة (ج) والقدس المحتلة والمنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل تُواجه بيئة قسرية، بسبب مجموعة من السياسات والممارسات الاحتلالية الإسرائيلية طويلة الأمد، بحيث يمنع نظام التخطيط لتمييزي المطبق في المنطقة (ج) والقدس الفلسطينيين من تلبية احتياجاتهم من السكن وسبل العيش والخدمات الأساسية.


وبالتزامن مع ذلك؛ تخطط الحكومة الإسرائيلية للاستيلاء على أكثر من 600 دونم من أراضي بلدة "ترقوميا"، شمال غربي الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، لصالح التوسّع الاستيطاني على حساب أراضي الفلسطينيين المزروعة بالأشجار المثمرّة، والتي تشكل مصدر دخل وحيد بالنسبة إليهم، والمهددين بالطرد منها.


كما تعتزم حكومة الاحتلال تنفيذ مخطط استيطاني آخر لإقامة عشرة بؤر استيطانية جديدة في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، وذلك مع قرب زيارة الرئيس "بايدن"، لفلسطين المحتلة، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.


وبحسب وزارة الخارجية الفلسطينية؛ فإن سلطات الاحتلال تختبر جدية المواقف الأميركية عشية زيارة الرئيس "بايدن" المرتقبة إلى المنطقة، مثلما تعدّ رسالة لمنعه من فرض أي ضغط على حكومة الاحتلال لوقف السياسة الإسرائيلية الاستيطانية.


وأوضحت "الخارجية الفلسطيني"، في تصريح أمس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، المتطرف "نفتالي بينيت"، يسابق الزمن لتسريع عمليات الضم التدريجي للضفة الغربية، لإغلاق الباب نهائياً أمام أية فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، بعاصمتها القدس المحتلة.


وأدانت، الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية المتواصلة ضد أبناء الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته ومقدساته، والتي أسفرت عن 70 شهيداً فلسطينياً وزهاء 710 قرارات باعتقالات إدارية ونحو 1076 انتهاكاً للمستوطنين المسلحين منذ بداية العام الحالي، داعية إلى تدخل المجتمع الدولي لوقف عدوان الاحتلال.

إقرأ المزيد :