ندوة "المخاطر ما تزال داهمة".. "وادي عربة" لم تدفن أطماع إسرائيل في الأردن

محمد الكيالي عمان - أكد خبراء أن اتفاقية وادي عربة "لم تدفن أطماع إسرائيل في الأردن، كونها ما تزال تعتبر المملكة حتى بعد سريان الاتفاقية وطنا بديلا للفلسطينيين، وتعمل على تثبيت الحلم الصهيوني، وترسيخه أمام دول العالم بشتى السبل". وقالوا، خلال ندوة متخصصة تحت عنوان "وادي عربة بعد ربع قرن على توقيعها.. المخاطر ما تزال داهمة"، نظمتها اللجنة التنفيذية العليا لحماية الوطن ومجابهة التطبيع أول من أمس، ان إسرائيل "لا تقيم وزنا للاتفاقيات والمعاهدات بما في ذلك معاهدة وادي عربة التي تم توقيعها مع الأردن في العام 1994"، لافتين الى أن "الخطر الإسرائيلي ما يزال يداهم مستقبل الأردن إن لم يتم التصدي بحزم عبر إلغاء الاتفاقية". إلى ذلك، قال خبير القانون الدولي المحامي أنيس القاسم، إن الحلم الأردني في معاهدة وادي عربة، كان الوصول إلى تفاهم على الحدود بين اسرائيل والأردن"، مستذكرا تصريحا بهذا الخصوص لرئيس الوزراء الأسبق، عبدالسلام المجالي، حين توقيع المعاهدة قال فيه "اليوم دفنا حلم الوطن البديل"، لكن الأحداث التي تلت توقيع الاتفاقية، أثبتت أن "حلم الوطن البديل لم يدفن". وأشار الى ما يتردد في الادبيات الإسرائيلية عن هذا الحلم بدءا من مناحيم بيغين وصولا إلى ارئيل شارون وبنيامين نتنياهو، موضحا أن المعاهدة أثبتت أن "الضفة الشرقية لنهر الأردن، ليست وطنا بديلا لا للفلسطينيين ولا للأردنيين، وإنما هي وطن بديل ضمن المخطط الإسرائيلي المعلن عنه رسميا في الكتاب السنوي للحكومة الإسرائيلية الذي يشير إلى ان إقامة دولة إسرائيل في أرض إسرائيل لا يعني أن هذا هو نهاية الدولة". ويعرف ذلك الكتاب، أرض إسرائيل بأنها "المنطقة الممتدة من جنوب آسيا الصغرى حتى نهر النيل"، وفق القاسم، الذي لفت إلى ان الخطوة الأردنية في عدم تجديد ملحقي الباقورة والغمر، ربما "تعد ضوءا صغيرا في نفق مظلم مع العدو الإسرائيلي، وتعبيرا عن رؤية دولة عربية للمرة الأولى في تعاملها مع العدو الصهيوني يقول للإسرائيليين لا". بدوره، أكد الخبير المائي الدكتور سفيان التل، في حديثه عن محور المياه والطاقة، إن أطلس المركز الجغرافي الأردني، يقول في إحدى إحصائياته، قديما، إن "نهر الأردن يعتبر حدا فاصلا بين الأردن وفلسطين، إلا أن اليهود احتلوا المنطقة الواقعة في الجانب الأردني عند ملتقى نهري الأردن واليرموك في غرب الباقورة والتي كانت مساحتها 1390 دونما". ويبدو واضحا وفق التل أن "إسرائيل تهدف إلى السيطرة على ملتقى النهرين واستغلال المياه من خزان اليرموك". وأشار إلى أن كل هجمة عسكرية نفذتها إسرائيل على لبنان وسورية، كانت آليات المياه وحفر الآبار تسير مع أرتال الدبابات، مبينا أن هدف إسرائيل كان في الأساس السيطرة على المياه في المنطقة. وقال، إن "العدو الصهيوني تحدى كل قوانين المياه الدولية بعد أن قام بتحويل مجرى نهري الأردن واليرموك إلى الداخل الإسرائيلي، وسيطر على المياه الجوفية في فلسطين، كما كرست اتفاقية وادي عربة هيمنة دولة الاحتلال على القطاع المائي في المنطقة". ولفت التل إلى أن "الأردن أصبح دولة تعاني من نقص في المياه لأنه سمح لإسرائيل بالسيطرة على منابع مياهه عبر الاتفاقية، حيث نصت معاهدة وادي عربة على ضخ 25 مليون متر مكعب من مياه الأردنيين لإسرائيل سنويا". من جانبه، قال الكاتب والباحث السياسي، الدكتور موفق محادين، في ورقته حول التقاسم الوظيفي، إن "مفهوم الأرض عند إسرائيل، هو مفهوم صهيوني، وهي تريد من القادة العرب أن يفرضوا سيطرتهم وكلمتهم على مواطنيهم وليس على أرضهم"، موضحا أن إسرائيل "ترى أن الأردنيين والفلسطينيين، يعيشون على هذه الأرض باعتبارهم سكانا لا مواطنين، وهذه الرؤية موجودة في المشروع الصهيوني". ولفت إلى أن أخطر ما في العقل الإسرائيلي، هو المرجعيات، وأخطرها كتاب الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، الذي حمل عنوان "الشرق الاوسط الجديد"، والذي صدر في العام 1994، وهو نفس العام الذي تم فيه توقيع معاهدة وادي عربة بين الأردن وإسرائيل. وأشار إلى أن الكتاب يباع في الاسواق، ومن يقرأه يرى وكأنه "الكتاب المقدس لمعاهدة وادي عربة واتفاقية أوسلو، وأن نص الكتاب هو نفسه نص الاتفاقيتين"، مؤكدا ان اتفاقية وادي عربة ترجمة لكتاب شمعون بيريز. وشدد على أن الكتاب، "يركز على الأمن الإقليمي والأمن الاقتصادي، ويتحدث عن الأردنيين والفلسطينيين وكأنهم جزء من الشرق الاوسط الجديد خاصته".اضافة اعلان