أرقام للعبرة

قبل الانتخابات النيابية وجهت نداء ومناشدة للسادة المرشحين الذين لا فرصة لهم بالتنافس او حتى بالحضور المحترم في الانتخابات من اجل ان يعيدوا قراءة امورهم واوراقهم، وأن ينسحبوا من الساحة احتراما لأنفسهم.

اضافة اعلان

فالترشيح امر متاح وفق الشروط القانونية، لكنّ هناك شروطا اخرى لا علاقة لها بالقانون بل بالظروف والفرص ونظرة الناس وتقييمهم للشخص، كما ان كل واحد منا يعرف وزنه الانتخابي حتى وان قدم له بعض من حوله من كومبارس الانتخابات والمستفيدين صورة زاهية تجعل كل مرشح يظن نفسه صاحب فرصة كبيرة.

سأتوقف معكم مع عينات من النتائج وفقا للنتائج النهائية التي نشرتها "الغد" يوم السبت الماضي. سنبدأ مع الدائرة الاولى في العاصمة عمان، وهي دائرة كبيرة وفيها اعداد كبيرة من الناخبين، تقول النتائج ان عدد المرشحين كان (36) مرشحا حصل نصفهم على اقل من (1000) صوت، ومنهم (12) مرشحا حصل اقلهم على (116) صوتاً، و(141) صوتا واخر على (157) صوتا.

كانت هناك ارقام اخرى مثل (208)، (233)، (311) و(339) وحتى من يحصل على الف صوت واكثر قليلا فهو ليس منافسا او صاحب فرصة، وهناك (4) حصلوا على ما بين (1000) و(2000) صوت، اي ان (16) مرشحا من اصل (24) تراوحت اصواتهم ما بين 116 الى (1520) صوتا.

وفي العاصمة نفسها، حيث الدائرة الثانية؛ كان هناك (23) مرشحا حصل اقلهم على (20) صوتا، ومَنْ بعده على (43) صوتا، واخر على (98) صوتا، وكان عدد من حصلوا على اقل من (1000) صوت (8) مرشحين، ومن حصلوا على (20) صوتا الى (1879) كانوا (12) مرشحا من اصل (23) مرشحا.

وفي الدائرة الخامسة من عمان كان عدد المرشحين (18) مرشحا حصل نصفهم اي (9) مرشحين على اقل من (1000) صوت، وحصل اقلهم على (81) صوتا ومن بعده (104) اصوات، ثم (232) صوتا ثم (279) ثم (483)، (512)، (721)، (736) و(976) صوتا.

واذا ذهبنا الى الدائرة الاولى في محافظة الكرك؛ فإن عدد المرشحين كان (22) مرشحا حصل (15) مرشحا منهم على اقل من (1000) صوت، ابتداء من (22) صوتا، ثم (32)، (164)، (191)، (200)، (272)، (321), (410), (489)، (514)، (555)، (607)، (728)، (892) و(987) صوتا، اي ان اكثر من 67% من المرشحين لم يصلوا الى مرحلة الالف صوت.

وفي محافظة مأدبا الدائرة الاولى؛ كان عدد المرشحين (27) مرشحا حصل (16) مرشحا منهم على اقل من الف صوت، ابتداء من (48) صوتا ثم (135)، (194)، (230)، (295)، (333)، (389)، (402)، (403) و(415) صوتا.

وفي محافظة عجلون الدائرة الاولى؛ كان عدد المرشحين (28) مرشحا حصل (17) مرشحا منهم على اقل من (1000) صوت ابتداء من عشرة اصوات ثم (12)، (18)، (32)، (38)، (57)، (56)، (68)، (87)، (147)، (248), (282), (339) و (405) اصوات.

والمثال الاخير من الاغوار الجنوبية؛ حيث بلغ عدد المرشحين (15) مرشحا، حصل الفائز على (4389) صوتا، لكن (12) مرشحا من اصل (15) حصلوا على اقل من (1000) صوت, وبدأت الارقام من (11) صوتا، (29)، (37)، (38)، (86)، (92)، (152)، (372)، (392)، (454)، و(569) صوتا.

هذه الامثلة من دوائر المملكة ليست كل الحالات لكنها للدلالة على ظاهرة شخصية قبل ان تكون عامة او سياسية. فالشخص يفترض ان يكون حريصا على صورته وهيبته، والا يدخل نفسه في مجالات يخرج منها ببضع عشرات او مئات من الاصوات. فالجرأة على الترشيح من دون فرص حقيقية تلحق بصاحبها الاذى قبل ان تلحق الاذى بالانتخابات.

المفارقة ان بعض اصحاب الارقام المتواضعة كانوا من اصحاب الحملات الدعائية الكبيرة. ومن كان يشاهد مقراتهم او اعلاناتهم كان يعتقد ان هؤلاء من اصحاب فرص الفوز، بينما كانت المحصلة عشرات او مئات الاصوات في دوائر مكتظة بالاصوات، وحتى في الدوائر الصغيرة فإن بضعة اصوات او بضع عشرات منها ارقام تؤذي اصحابها.

من لا يستطيع ان يقدم لنفسه خدمة كبيرة ويحفظ لها صورتها لا يمكنه ان يقدم اضافة نوعية للعمل العام. وليس بالضرورة ان نكون جميعا مرشحين ونوابا. فالنجاح والانجاز ممكن في كل المجالات، وليس من خلال الانتخابات ومجلس النواب فقط.

[email protected]