إطلاق الإستراتيجية الوطنية لبدائل دور الإيواء الحكومية والخاصة لذوي الإعاقة

نادين النمري

عمان- أطلقت أمس وزارة التنمية الاجتماعية والمجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الاعاقة الإستراتيجية الوطنية لبدائل دور الإيواء الحكومية والخاصة المتخصصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، والتي ستعمل خلال عشرة أعوام على تفكيك البيئات المقيدة والعازلة في الدور الإيوائية وتحويلها الى بيئات ومؤسسات نهارية دامجة.اضافة اعلان
وفي وقت يبلغ به عدد الأشخاص ذوي الاعاقة المقيمين في دور رعاية ايوائية سواء حكومية أو خاصة نحو 1471 فردا فإن اطلاق الاستراتيجية يأتي إنفاذاً لأحكام قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لسنة 2017، حيث ألزم القانون وزارة التنمية الإجتماعية بالتنسيق مع "الأشخاص ذوي الإعاقة" بإعداد خطة وطنية شاملة يتم تنفيذها على مدار 10 أعوام
لإنهاء وتحويل المنظومة الإيوائية في المملكة الى منظومة دامجة من خلال تهيئة البيئة المادية والسلوكية وتوفير الترتيبات التيسيرية ومتطلبات تحقيق العيش المستقل اللازمة للأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك وصولاً لمجتمعات شاملة تستوعب التنوع والاختلاف.
وأكد الأمير مرعد بن رعد، رئيس المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، أهمية تضافر الجهود ما بين المجلس والوزارة لتطبيق محاور وبنود هذه الإستراتيجية التي تعكس إرادة سياسية حاسمة لتفكيك البيئات المقيدة والعازلة وتحويلها الى بيئات نهارية دامجة، مع الحرص على استثمار الموارد والخبرات المتاحة لدفع عجلة التغيير بما يخدم المصلحة الفضلى للأشخاص ذوي الإعاقة ويضمن توفير البديل المناسب للعيش بحرية واستقلال.
وقال، خلال رعايته إطلاق الإستراتيجية، إن التحول الى منظومة الدمج هي سياسة اتبعتها العديد من الدول والتي يتشابَهُ بعضُها معنا في ظروفه الاقتصادية والاجتماعية، بل إنَّ بعضَ هذه الدول تواجه ظروفا أصعب من ظروفِنا، ومع ذلك، تَمكَّنَت من تحقيقِ الدمجِ المجتمعي والأُسَري للأشخاصِ ذوي الإعاقة؛ بالإرادةِ والمثابرةِ والتخطيطِ السليم.
بدورها، أكدت وزيرة التنمية الاجتماعية بسمة إسحاقات أن عملية إيجاد بدائل للإيواء وتعزيز العيش المستقل أصبح أمراً مهماً، قائلة إنه لا يمكن الاستمرار في ايواء الأشخاص ذوي الإعاقة في مراكز منعزلة وحرمانهم من حقهم في العيش المستقل والدمج في المجتمع.
وشددت على أن تنفيذ الخطة لن يهدد عمل المراكز الإيوائية، بل سيتم العمل معها لتطوير خدمات نهارية دامجة ضمن إطار زمن الخطة.
من جهته، أكد المدير التنفيذي لمنظمة لوموس الدولية سير روجر سينجلتون أن هذه الاستراتيجية ستحدث تغييرا إيجابيا لأكثر من 1500 شخص يعيشون حاليا بالمؤسسات الإيوائية في الأردن، وأيضاً لعائلاتهم والعديد من الأفراد الذين قد يدخلون الرعاية المؤسسية في المستقبل.
وأشارت ميخايلا إيفانوفا، وهي من ذي الإعاقة عاشت فترة من حياتها بدور الايواء في بلغاريا، الى تجربة بلغاريا في عملية تحويل المنظومة الإيوائية الى منظومة دامجة، موضحة أنه قد تم إغلاق 124 مؤسسة إيوائية في بلغاريا خلال10 أعوام، والآن لا يوجد مؤسسات إيوائية للأشخاص ذوي الإعاقة هناك.